علاقة الطقس بمعدلات انتشار كورونا.. دراسة: درجة الحرارة المنخفضة ترفع معدل الإصابة بالعدوى.. واستشاري مناعة: الإجراءات الاحترازية والتلقيح هما السبيلين الوحيدين لمواجهة الفيروس
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تقريرًا قالت فيه إن معدلات انتشار وباء كورونا بقيت تحت السيطرة في الصيف الماضي رغم الرفع التدريجي لإجراءات الإغلاق، وهو ما عزز التكهنات بأن حالة الطقس تؤثر بشكل كبير على انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة أن جميع التهابات الجهاز التنفسي الأخرى مرتبطة بالطقس.
وأوضح التقرير أنه بالنظر إلى أننا نقضي معظم وقتنا خلال الصيف في الهواء الطلق ونفتح النوافذ بشكل مستمر، ولأن الفيروسات لا تحب الأشعة فوق البنفسجية، والأغشية المخاطية التنفسية تكون أقل هشاشة، ومناعتنا أقوى، تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي بشكل أكبر في فصل الشتاء، ولا يبدو كوفيد-19 استثناء.
وأظهرت الدراسة الفرنسية أن الاختلافات المناخية الدقيقة من منطقة إلى أخرى تؤثر أيضا على انتشار الفيروس. ودرس الباحثون من مركز مستشفى فالنسيان معدلات انتشار الوباء في 5 مناطق فرنسية مختلفة من حيث الطقس (الشمال، الشرق، ساحل المحيط الأطلسي، وسط البلاد وجبال الألب، وحوض البحر الأبيض المتوسط).
اقرأ أيضًا:بعد فقدانهما لأشهر.. كيف يستعيد 10 ملايين متعافين من كورونا حاستي الشم والتذوق؟
وأكد مهدي مجدوبي، أستاذ الطب في مركز مستشفى فالنسيان والمؤلف الرئيس للدراسة، قائلا: “لقد أخذنا بعين الاعتبار الكثافة السكانية وعدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما في كل منطقة، ولاحظنا أن العامل المناخي يؤثر على تطور الوباء بشكل واضح”.
وفي دراسة أخرى، حاول باحثون من جامعة إيكس مرسيليا ومعهد باستور في باريس دراسة تأثير درجات الحرارة والرطوبة على طريقة انتشار الوباء.
وقام الباحثون بتحليل بيانات الموجة الأولى، في 63 منطقة من 6 دول ذات مناخ معتدل في نصف الكرة الشمالي، وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال والولايات المتحدة وكندا، وقد تبين من خلال الدراسة أنه كلما كانت درجة الحرارة أكثر انخفاضا، ارتفع معدل العدوى.
تقول الدكتورة نادية راشد المزروعى عضو فريق الخبراء الاستشاريين بمنظمة الصحة العالمية، إنه من المتوقع تراجع معدلات الإصابة مع ارتفاع درجة الحرارة ودخول فصل الصيف، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية في مواجهة كورونا.
وأوضحتنادية راشد في تصريحات صحفية، أن فيروسات الأنفلونزا بشكل عام تزداد في فترات الشتاء، بينما تقل إمكانية إصابة الشخص بها مع ارتفاع درجات الحرارة حسب مناعة الشخص نفسه، وليس حسب فئة عمرية بعينها، مؤكدة أن التدخين والأكل غير الصحي يقللان المناعة ويجعلان الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. وتشير إلى أن الخطر الأكبر يكون على هؤلاء الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضعيفة مثل كبار السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة لا تساعدهم في تكوين أجسام مضادة تتصدى للفيروس.
انخفاض درجات الحرارة أمر غير مؤثر
يرى الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، في تصريح لموقع «بصراحة»، أن ارتفاع درجة الحرارة أمر غير مؤثر كثيرًا على معدلات الإصابة، مشددًا على أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتوسع في التلقيح هما السبيلين الوحيدين لمواجهة فيروس كورونا، وضمان عدم انتشار الوباء في مصر. ويقول إننا على أعتاب موجة ثالثة من فيروس كورونا، لكن لم نصل بعد إلى ذروتها، محذرًا من خطورة الوضع، خاصة مع تذبذب أعداد المصابين خلال الأسبوعين الأخيرين.
اقرأ أيضًا:تفاصيل التقرير النهائي لمنظمة الصحة العالمية والصين حول انتقال كورونا إلى البشر
ويؤكد أنه يمكن مواجهة الموجة الثالثة بإجراءات بسيطة كما حدث في بداية الموجة الثانية، من التزام شديد بارتداء الكمامة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي.
ويضف الحداد أن شهري مارس وأبريل من الأشهر التي تشهد تقلبات مناخية وجوية وهو موسم نشاط فيروسات، ما يؤكد ضرورة أخذ الحيطة وعدم الاستهانة بأية أعراض، حتى لو كان مجرد برد، لأن الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب مناعته ودرجة الإصابة بالفيروس.