قارئ القِبلات الثلاث.. لمحات من حياة الشيخ محمود علي البنا في ذكرى وفاته.. أحد فرسان تأسيس نقابة القراء وعرف بـ«سفير القرآن»
تمر اليوم، ذكرى وفاة القارئ الشيخ محمود علي البنا، وهو من مواليد محافظة المنوفية يوم 17 ديسمبر 1926، وتوفي في 20 يوليو 1985، والشيخ البنا أحد أعلام هذا المجال البارزين من مواليد قرية شبرا باص مركز شبين الكوم، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدي، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي.
كان «البنا» من أشهر قراء القرآن الكريم، ولقب بأنه سفيرًا للقرآن، كما أنه اختير كنائب لنقابة القراء عام 1984م، حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش.
لمحات من حياة الشيخ محمود علي البنا
بعد نزوله للقاهرة عام 1945 بدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري واختير قارئاً لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية، وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية والتحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
قارئ القِبلات الثلاث
كما زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا، ومن ضمنها ألمانيا عام 1978.
كان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائباً للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984، كما زار عددا من الجاليات الإسلامية في آسيا وأوروبا وإفريقيا.
ثروة هائلة من التسجيلات:
اختير قارئاً لمسجد عين الحياة في ختام الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعي في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدي في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980، حيث تولّى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته.
قد ترك الشيخ محمود على البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجوّد في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات، وزار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي، وهو من ناضل من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشائها عام 1984.
شهادات التكريم:
حصل الشيخ محمود على البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة وكانت من مختلف الدول التي زارها، ومن الهدايا التي نالها هدية تذكارية عام 1967 من الرئيس جمال عبدالناصر، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبى عام 1984، كما حصل على وسام العلوم والفنون عام 1990 من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك.
وثيقة نادرة للبنا:
وجدت وثيقة نادرة للبنا وهي محضر لجنة اختبار الإذاعة لاختيار قارئ المسجد الحسيني، حيث تنافس فيها القراء المنشاوي والحصري وعبدالباسط والبنا ومصطفى إسماعيل وشعيشع والبهتيمي والفشني وسلام.
واختير الشيخ محمود خليل الحصري قارئا لسورة الكهف في مسجد الأمام، لأنه أجدر القراء تلاوتة وأحسنهم أداءً ولأن قراءته أكثر مطابقة لقواعد التجويبد وقوانين الأداء.
حيث تكونت اللجنة في ذلك الوقت من كلاً من، الشيخ علي الضبع والشيخ عبدالفتاح القاضي والشيخ عامر السيد عثمان.
وفاته:
بعد رحلة عطاء حافلة تُوفي الشيخ محمود علي البنا في 3 من ذي القعدة 1405هـ الموافق 20 يوليو 1985م، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص.