نصيحة مهمة من مفتي الجمهورية للحجاج أثناء أداء المناسك: القاعدة الكبيرة فى أعمال الحج التيسير والتسهيل
قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن الحج في الحجة التي حجها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سهلا ميسورا، وكان الناس يشاهدون ما يقوم به من أعمال الحج، ويقول للناس جميعا خذوا عني مناسككم.
قاعدة التيسير وقاعدة التسهيل
وأضاف مفتي الجمهورية، خلال حلقة برنامج «للفتوى حكاية»، المذاع على فضائية الناس، اليوم الجمعة: «والذي يبتعد عن رسول الله شيئا فيفعل فعلا فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله عما فعل فيقول له صلى الله عليه وسلم افعل ولا حرج، فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم أو أخر إلا قال في هذا اليوم يوم النحر، افعل ولا حرج، فقامت القاعدة الكبيرة في أعمال الحج، قاعدة التيسير وقاعدة التسهيل والأخذ بالناس بما يحقق أن يقوموا بالشعائر في الأماكن المقدسة بيسر وسهولة وما يستطيعون».
وأوضح: «ولذلك وجدنا ما بين وقت وآخر يتطور الأمر في تنظيم الحج إلى مؤسسات تقوم على ذلك إلى أفراد يقومون على ذلك وفق تطور المجتمعات، إلى أن وصلنا أن الدول انما تنظم عملية الحج في داخلها، بدءا من الذين سيذهبون إلى الحج هذا العام وتضع لهم اطارا في اعدادهم وسنهم وطبيعة ظروفهم، بما يتفق ايضا مع اعداد الحج في الاماكن المقدسة وفقا لنظرة ورعاية الدولة في المملكة العربية السعودية، فإنها تقول بان المكان يسع كذا وعلى هذا فانها تأخذ نسبة من هذه الدولة ومن نسبة من هذه الدولة إلى اخره، كما هو معلوم لدى الجميع».
وأضاف: «لكننا وجدنا هذا التنظيم في الحقيقة يؤدي حجاج بيت الله الحرام بهم إلى أن يقوموا بالتكليفات الشرعية. ويقوموا باعمال الحج وباعمال العمرة بارتياح وبسهولة وبيسر قدر الامكان بما لا يرهقهم وبما لا يفوت عليهم شعيرة من الشعائر إلى أن وجدنا أن الشركات وان مؤسسات ترسلها دولة وبعثات معينة بعثت الحج المصرية تقوم على امر الحج، بتفاصيله كلها وبمن يقوم به من وزارة الداخلية أو وزارة التضامن أو الشركات السياحية أو غير ذلك، هناك تنسيق وترتيب بين البعثة المصرية وبين هذه الشركات التي تقوم على رعاية حجاج بيت الله الحرام، لكننا نلاحظ في امر القيام بالشعائر والقيام بالأعمال التكليفية في الحج وجدنا أن منها ما يكون فرضا ومنها ما يكون سنة ومنها ما يكون تطوعا إلى غير ذلك من تقسيمات الاعمال».
وتابع: «والحاج عندما يريد أن يذهب إلى بيت الله الحرام يريد أن يقوم بالحج كما هو، وكما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصرف النظر عن تغير الحال وتغير الزمان، ولذلك وجدنا اجتهادات من العلماء بل هذه الشركات عندما تقوم بتنظيم الحج وفق رؤية البعثة المصرية، فإنها قبل ذلك وبعده انما تقوم على امر فقهي رصين ثابت، فهي لا تتصرف من تلقاء نفسها وانما تعنى بالأمر الشرعي بداية.
وأردف: تدشن دار الإفتاء المصرية كتابا يوجه حجاج بيت الله الحرام إلى ما يكون من الاعمال فرضا وما يكون سنة وما يمكن أن يستغني عنه في ظروف معينة، وهكذا فلا حرج على الحاج، عندما يؤدي الحج لا حرج عليه في هذه الحالة بل الواجب عليه أن يتبع التنظيم الذي تقره البعثة المصرية وان يكون مع الجماعة، وان يكون مع الشركات التي تنظم ولا يتخلف بحال من الاحوال عن هذا النظام، بحجة انهم يخالفون، هم لم يخالفوا في شيء، وانما طبقوا قاعدة التيسير.
وأوضح”: لذلك وجدنا مثلا حجاج بيت الله الحرام من المصريين قد لا يبيتون بمنى يوم التروية وليلة عرفة، وانما يبيتون في هذه الليلة في جبل عرفات، ويصبحون في يوم عرفة يوم التاسع ولا يبيتون بمنى، كما يفعل بعض الحجاج من الدول الاخرى، هذا لا حرج فيه لاننا عندما بحثنا هذه المسألة وجدنا انها من السنن التي يمكن وفق التنظيم المعاصر أن يذهب الحاج إلى عرفات مباشرة.
وأكد: إذن عليك أيها الحاج أن تتبع التنظيم الحاصل في بلدك أو في بعثتك وان تكون مع الجماعة للدوام والا تتخلف عن ركبهم بأي عذر من الاعذار حتى لا ترتب اضرارا على نفسك ولا ترتب اضرارا ايضا على من يقومون بتنظيم هذا الأمر من البعثة المصرية هناك.
وأتم: هذا كله مقرر شرعًا وثابت بالفتاوى الرسمية الصحيحة التي ضمناها كتاب الحج والعمرة الذي اعطيناه لحجاج بيت الله الحرام واخذوه معهم ولا حرج في هذه الحالة وعليك أن تطمئن ايها الحاج بأن حجك صحيح ومقبول ومبرور إن شاء الله طالما انك التزمت بألا جدال ولا خصام ولا شيء تفعله من المحرمات في الحج وانك تريد أن تعود إلى وطنك والى بلدك كيوم ولدتك امك في هذه الحالة تعود كذلك كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، ودعاؤنا للجميع بأن يوفقهم وان يرجعهم الله سبحانه وتعالى سالمين غانمين، حجهم مبرور وذنبهم مغفور.