الوداع الأخير.. انتشال جثة سيدة تحتضن رضيعها تحت أنقاض عقار جسر السويس (صور)

عقار مكون من 10 طوابق، يقطن به العشرات، ثوان معدودات فصلتهم عن لحظات السكينة والأمان لأخرى مؤلمة ومرعبة، وأخيرة لأخرون، جثث متناثرة وصرخات تدوي فى السماء، لحظات عصيبة لن ينساها الناجون من إنهيار عقار جسر السويس.

فستان زفاف وملابس أطفال، وبقايا أساس، وأشلاء ودماء اختلطت بركان العقار المنهار، مشاهد رصدتها عدسات الكاميرات، ولكن واحد من المشاهد المؤلمة التى لم تنقله الكاميرات، ولكن نقله شهود العيان، لحظة إنتشال جثة سيدة تحتضن رضيعها من تحت الأنقاض.

وروى شهود العيان اللحظات المؤلمة التي مرت على سكان عقار جسر السويس، وهم يشاهدونهم يسقطون واحد تلو الآخر حتى اختفت أجسادهم تحت الأنقاض، ولكن مشهد انتشال جثة تلك السيدة التى كانت تحتضن رضيعها من المشاهد الأصعب.

لحظات من الرعب والألم عاشتها تلك السيدة، خوفًا أن يصيب رضيعها مكروه، وحزنًا على وداعه الذي لم يدرك بعد إن كان هذا السقوط قد يودي بحياته، أم أن أمه تداعبه وتؤرجحه كعادتها، واحتضنته للمرة الأخيرة، وتنقذه من سقطات الأحجار، فكان مشهد الوداع الأخير، ذهبت الأم للقاء بارئها، وبقي الطفل محميًا في كنفها.

وكان المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، قد أمر بالتحقيق العاجل في حادث انهيار عقار جسر السويس، وأمرت جهات التحقيق بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار المنهار بحي جسر السويس والوقوف على أسباب الانهيار ومعاينة العقارات المجاورة لبيان هل تأثرت بالانهيار من عدمه وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات بعد أن تلقت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة، بلاغًا فى الساعة 3 فجر اليوم بانهيار عقار مكون من بدروم وأرضي و9 طوابق متكررة بشارع الثلاجة تقسيم عمر بن الخطاب بجوار محطة مترو عمر بن الخطاب جسر السويس، حي السلام 1.