«بصراحة» تقضي أول ليلة مع مصابي حادث قطاري سوهاج.. الضحايا يروون تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الحادث.. «عبد الرازق» سقط 20 مترا خارج القطار المنكوب قبل دفع ثمن الشاي.. و«معتمد» سمع صوت مروع وفقد الوعي
ليلة حزينة عاشها الشعب المصري، بعدما انخلعت قلوب الملايين في حادث قطاري سوهاجالأليم، الذي أسفر بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، عنوفاة 19 مواطنا،و3 أكياس أشلاء متفرقة في 3 مستشفيات، و إصابة185 آخرين،انتقل 52 مصابا منهمإلى مستشفى طهطا العام، الأقرب لموقع الحادث الذي وقع في نطاق قرية الصومعة غرب محافظة سوهاج، وتراوحت الإصاباتبين كسور، وجروح قطعية، وسحجات بأماكن متفرقة بالجسد.
وقضى«بصراحة» تلك الليلة العصيبة بين المصابين والأطقم الطبية داخل مستشفى طهطا العام، واستمع إلى تفاصيل الدقائق الأخيرة التي عاشوها داخل القطار «157» المميز، قبل أن يصطدام بمؤخرتهالقطار المكيف «2011» بطريقة مروعة، حملت من المأساة ما يكفي لسقوط العشرات بين شهيد وجريح.
اقرأ أيضا:تغطية خاصة من موقع «بصراحة».. حادث تصادم قطاري سوهاج (لحظة بلحظة)
على سرير داخل غرفة بها العديد من المصابين في حادث قطاري سوهاج، كان مصطفى هشام عبد الناصر، ممدا الجسد، وتراوده الآلام، إذ أصيب بقطع جرحي في رأسه، وتمزق في الحوض وذراعه الشمال بخلاف كدمات متفرقة في أنحاء الجسم.
القدر وحده هو من ساق «مصطفى» صاحب الـ18 عاما، إلى ركوب آخر عربة من القطار المنكوب «157»، حيث كان في طريقة العودة إلى منزله في مدينة صدفا بمحافظة أسيوط، بعد الانتهاء من زيارة خاصة في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا،وكانت تفصله عن مدينته نحو 32 كيلو مترحينما توقف القطار بشكل مفاجئ في قرية الصوامعة غرب بسوهاج، ولم تمر دقائق حتى من التوقف حتى باغتت العربة الأخيرة اصطدام قوي للغاية، فقد على أثره الوعي.
اقرأ أيضا:دماء ودموع وصرخات.. لحظات صعبة عاشها ركاب حادث قطار سوهاج (فيديو)
في مقابل الشاب مصطفى، كان عبد الرازق محمد، 55 عاما، على سريره يقاوم أوجاعأكثر شدة، إذ أصيب في حادث قطاري سوهاج،بقطع في عصب يده اليمنى، وأصيب بجرح عميق في فروة الرأس، وكدمات في الظهر، وخلع في الكتف.
ركب عبد الرازق، القطار من محطة نجع حمادي أيضا، متوجها إلى أسيوط، جلس على كرسيه وفكره كان مشغولا بتفاصيل الرحلة المقصودة،يرتشف قطرات من كوب شاي كان قد طلبه من أحد الباعة المتجولين بالقطار: «طلعتله عشرة جنيه في الأول ومكانش معاه فكة، قولتله هشوفلك 2 جنيه فكة، قالي هروح لآخر العربية وأجي أخدهم منك.. لكنه مالحقش الحادثة حصلت وأهو بتاع الشاي مدايني».
وما إن انشغل الرجل في البحث عن جنيهين «فكة» في جيبه، فجأة سمع صوت مروع داخل القطار، بعدها انتفض من كرسيه، وجرى داخل العربة، قبل أن يتحرك لمسافة 20 مترا خارج القطار ويستقر على «كوم زلط» خارج القطار، على أحد جانبي شريط السكة الحديد.
قبل لحظات من حادث قطاري سوهاج، كانمعتمد محمد، شاب عشريني، من مدينة نجع حمادي بمحافظةقنا، ضمن ركاب القطار المنكوب «157»، في طريقه إلى القاهرة، ويتحدث مع نجله في الهاتف، يحكي: «كنت بكلم ابني وحصل اللي حصل، قالي يا بابا هاتلي حاجةحلوةمن مصر، وبعدها اختفىالتليفون والصوت، ولحد دلوقتيمايعرفشي باللي حصلي، هو في سنه رابعه ابتدائي».
والتقى «بصراحة» الدكتور مصطفى جمال الأرقم نائب مدير مستشفى طهطا العام، للتعرف على الحالة الصحية للمصابين، وكشف أنإجمالي الحالات المستقبلة60 حالة تقريبا، وتم حجز 16 منهم، وخروج30 حالة مصابة بجروح وكدمات بسيطة، بعد التعامل الفوري معهم وتلقيهم العلاج، مشيرا إلى حجز حالتيوفاة.
فور وقوع الحادث، استدعى المستشفى العام، جميع الأطباء في مدينة طهطا سواء كانوا على قوة المستشفى أو في إجازات أو حتى العاملين بالمستشفيات الأخرى، وتماستدعاء كل أطقم التمريض وجميع العاملين بالمستشفى، بحسب الأرقم، الذي أوضح أنه فور تبلغهم بالحادث، تمتشكيل غرفة إدارة للأزمة وتزيع القوة الطبية والعاملين بين العمليات والجراجات وأقسام العظام، ومجموعة مخصصة للتعامل معحالات الدخول والاستقبال، مشيرا إلى أن حالتي الوفاة وصلتا إلى المستشفى متوفين، وأنهيت كل الإجراءات الخاصة بهم وتصاريح الدفن، وسلموا لذويهم في حوالي الساعة2 صباحا.
وأعلنت الدكتورة هالة زايدوزيرة الصحة، في مؤتمر صحفي اليوم، إن آخر إحصائية لحادث قطاري سوهاج، تشير إلى إصابة 185 شخصا، ووفاة 19، وتجميع 3 أكياس أشلاء متفرقة في 3 مستشفيات، موضحةأت ارتفاع الإصابات جاء نتيجة أن بعض الحالات المبلغ عنها بوفاة، وتبين أنها في حالة غيبوبة فقط»، مشيرة إلىخروج 90 حالة من المستشفيات، وإصابة 116 شخصا بكسور عظام، ودخول 20 في غيبوبة تامة.