الرئيس السيسي خلال لقائه مع نظيره الموزمبيقي: مصر مستعدة لتبادل الخبرات وتدريب الأئمة والعلماء.. ويؤكد: الإرهاب محصلة جهل وتخلف وفقر والتنمية أحد محاور مواجهته
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أهمية تطوير العلاقات بين مصر وموزمبيق في مختلف المجالات، مؤكدًا أن مصر يمكنها تقديم الدعم اللازم والتدريب لمكافحة جرائم الخطف والموضوعات الخاصة بالإرهاب، مشيرًا إلى أن مصر لها تجربة في محاربة الإرهاب من سبعينيات القرن الماضي الذي كان محصلة جهل نتج عنه شكل من أشكال التطرف. وأوضح الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الموزمبيقي فيليبي نيوسي في العاصمة "مابوتو"، أنه عقد مباحثات مع رئيس موزمبيق حول أهمية تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، مضيفا أن تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين شكل قوة دفع كبيرة في التعاون بين البلدين بمختلف المجالات والاستثمارات والتبادل التجاري وموضوعات البنية الأساسية وتبادل الخبرات بين البلدين .
وأكد الرئيس السيسى أن مصر لم تحارب الإرهاب أمنيا فقط، لكنها أيضا حرصت على البناء والتنمية والتعمير حتى يكون أحد عوامل محاربة الإرهاب. وقال إن مصر يمكنها المشاركة في تحسين وتصويب الخطاب الديني عن طريق مؤسسة الأزهر إما بتدريب الأئمة أو إرسال علماء من الأزهر لموزمبيق.
وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بحفاوة الاستقبال في موزمبيق، مؤكدا أن الزيارة كان من المفترض أن تتم في عام 2021 لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك. وتابع الرئيس السيسى: "نحن في مصر مستعدون أن نقدم المساعدة في مجال الخطاب الديني من خلال مؤسسة الأزهر الشريف عن طريق تدريب الأئمة والعلماء إذا كان يرغب الرئيس الموزمبيقي في ذلك، أو أن نرسل علماء من جانبنا لإعطاء صورة سمحة عن الدين بعيدًا عن التطرف، بالإضافة إلى التعاون في مجال تبادل المعلومات والخبرات فيما يخص مكافحة الإرهاب ".
وقال الرئيس السيسى، إن مصر لديها خبرات جيدة في مجال المشروعات المختلفة، فخلال السبع السنوات أو الثماني الماضية كانت مصر لها خطة استراتيجية كبيرة جدًا لإقامة بنية أساسية متطورة في كافة المجالات، سواء في الطاقة أو النقل المواصلات أو الصحة، وكل ما يخص الدولة بمفهومها الواسع. وأضاف الرئيس السيسى:" في مصر 5 آلاف شركة تعمل ولديها قدرات وتستطيع أن تقدم الخبرات، إذا كان هذا مناسب لدولة موزمبيق، لنقل جزء من هذه التجربة في المجالات المختلفة، لافتا إلى أن مصر تقوم ببناء سد تنزانيا بواسطة شركة المقاولون العرب، وهو سد ضخم جدا ولدينا الخبرات لعمل أي شيء ممكن يكون فيه فائدة تعود بالنفع على دولة موزمبيق". كما أشار الرئيس السيسى، إلى أنه تم الحديث عن ما يمكن تقديمه في المنطقة التي تشهد شكلاً من أشكال الإرهاب في المستوى الصحي، ونحن سنكون مهتمين به بالتنسيق مع وزارة الصحة في موزمبيق. وفيما يتعلق بالمباحثات، أكد الرئيس السيسى على توافق الرؤى تجاه القضايا المختلفة على المستوى القاري والمستوى الإقليمي والدولي أيضا، فيما يخص تطورات الموقف في ليبيا والسودان وأهمية العمل على إيجاد تهدئة وإيقاف لإطلاق النار .
وتابع الرئيس السيسى:"إن الحوار هو أسلم وسيلة في حل القضايا والخلافات المختلفة، وأصبح توجهنا جميعا من أجل إيجاد حلول لقارتنا الأفريقية، وعلى أرضها الآن أكثر قضية حديثة، وهي التطورات التي تحدث في السودان". وأوضح الرئيس السيسى، أن المباحثات مع الرئيس الموزمبيقي تناولت أيضا موضوع الأزمة الروسية الأوكرانية، وأهمية الوصول إلى حل دبلوماسي لها بعيدا عن الصراع والاقتتال، وهو الأمر الذي تم التوافق على أهميته. وفى ختام كلمته، وجه الرئيس السيسى الدعوة للرئيس الموزمبيقي لزيارة مصر، وقدم إليه التهنئة على قيادته الحكيمة واتفاقه مع المعارضة، مشددًا على أن مصلحة البلاد هى أهم شيء.