ضياء رشوان ومحمود فوزي.. السياسي والدينامو «رمانة الميزان» في نجاح جلسات الحوار الوطني
رمانة الميزان والدينامو، ربما هما الألقاب الأقرب لما يفعله كلا من الدكتور ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطني، والمستشار محمود فوزي رئيس الأمانة الفنية، حضور طاغي على مدار 24 جلسة في عمر الحوار الوطني، انتظام وانضباط لا مثيل لهما، وتدخل حاسم في بعض الأحيان لضبط إيقاع الجلسة إذا تطلب الأمر.
غالبا إذا كنت مدعو لحضور جلسات الحوار الوطني، إذا وصلت في الميعاد المحدد ستجد المستشار محمود فوزي والدكتور ضياء رشوان متواجدين، مهما حاولت أن تصل مبكرا، كثير يعتقدون بإقامتهما في مركز القاهرة للمؤتمرات -مقر انعقاد الجلسات النقاشية- قبل بدء الجلسات بيوم على الأقل.
الدينامو
رئيس الأمانة الفنية المستشار محمود فوزي، دينامو بمعنى الكلمة ستجده في كل مكان تقريبا داخل وخارج الجلسات يتأكد من أن كل شيء يسير وفقا للتعليمات، لا أحد لديه مشكلة الجميع يجلس في مقعده والمدعوين جاهزين للإدلاء بآرائهم خلال الجلسة وفقا للوقت المخصص لذلك، فهو قائد كتيبة شباب الأمانة الفنية.
وعلى مدار أسبوعين هما عمر الجلسات النقاشية بذلت الأمانة الفنية للحوار الوطني بكامل أعضائها وفي مقدمتهم المستشار محمود فوزي مجهودا كبيرا في الحفاظ على نظام الجلسات، منذ الوهلة الأولى في إرسال الدعوات للمشاركين وحسن استقبالهم وضيافتهم والتأكد من جلو كلا منهم في مقعده المناسب، وتحديد المدة المقررة للحديث في كل جلسة، وحتى الحفاظ على نظام الجلسة وعدم الإخلال به، وهو الأمر الذي تطلب في بعض الأحيان تدخل المنسق العام للحوار الدكتور ضياء رشوان، تأكيدا على أنه لن يسمح لأحد بالخروج عن أداب الحوار أو إحداث بلبلة من أي نوع، ليخرج الحوار الوطني بالشكل المطلوب.
وداخل الجلسات، ستجد لرئيس الأمانة الفنية، رأي قانوني لا غبار عليه ومقاطعة شرسة لكل من يحاول التأويل أو التعدي على محظورات الحوار الوطني بمعلومات مغلوطة، مشددا على أن الأمانة الفنية حاسمة في إخراج الحوار الوطني في صورة مثالية بمشاركة الجميع دون إعلال بالقواعد.
المخضرم
قد يتساءل البعض عن الخلاف داخل الحوار الوطني، هل يوجد حوار دون اختلاف في وجهات النظر؟ وإن اختلافنا فماذا سيحدث، بالتأكيد كانت تلك الأسئلة تدور في رأس الأمانة الفنية للحوار الوطني قبل ترسيخ قواعد سير الجلسات النقاشية لتسير بهذا الانضباط على مدار أسبوعين كاملين حتى وإن احتد الخلاف في عدد من الجلسات كان لتدخل المنسق العام الدكتور ضياء رشوان دوره في نزع فتيل النزاع في لحظات.
«رشوان» سياسي مخضرم قادر على كسب ثقة الجميع، وخلال الجلسات تظهر ملكاته وقدراته في قيادة سفينة الحوار الوطني إلى بر الأمان، أي خلاف يذوب في دقائق طالما الدكتور ضياء موجود، شخصية قوية ولها كلمة مسموعة ظهرت جليا من خلال وجوده على المنصة وإدارته لجلسات الحوار.
قد ترى «رشوان»، يتخذ صف المعارضة أحيانا، ويعلن عن رأيه صراحة دون مواربة، مشددا على أن الحوار فرصة للجميع ليعبر عن رأيه بحرية دون خطوط حمراء، لكن السياسي البارع يعرف جيدا كيف يسير أمور الجلسات وسط مراضاة الجميع معارضة وأغلية، فالمنسق العام هو أول مساحة توافق مشتركة بين القوى السياسية قبل حتى بدء الحوار الوطني.