في يوم السل العالمي.. 12 ألف مصري يصاب بالمرض سنويا.. إذا لم يعالج المصاب ينقل العدوى لـ15 آخرين.. ليس له أعراض محددة والتشخيص من خلال فحص البصاق.. العدوى تنتقل في 3 حالات رئيسية و6 طرق للوقاية
تحتفل مصر سنويا بذكرى اليوم العالمي لمكافحة الدرن (السل)، في يوم 24 مارس من كل عام، وهو اليوم نفسه من عام 1882، الذي أعلن فيه الدكتور روبرت كوخ، اكتشافه للبكتيريا التي تسبّبه، والذي مهّد اكتشافها السبيل أمام تشخيص هذا المرض وعلاج المُصابين به.
«الصحة العالمية: حان وقت الوفاء بالوعد
قالت منظمة الصحة العالمية، إن شعار اليوم العالمي لمكافحة السل هذا العام "الوقت يداهمنا"، ويذكِّرنا هذا الموضوع بأن الوقت يداهمنا للوفاء بالالتزامات التي قطعها قادة العالم بإنهاء السل، في الإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل، واستراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل، وغايات أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وكشفت المنظمة في تقرير صادر عنها اليوم، أن التقديرات تشير إلى إصابة 819 ألف شخص بالسل في إقليم شرق المتوسط في عام 2019، ومن بين هؤلاء، تلقى العلاج 6 مصابين فقط من كل 10،ولا يزال السل المقاوِم للأدوية يمثل تحديًا، ويؤثر على ما يقدر بنحو 36000 شخص في إقليمنا، ولا يتلقى العلاج سوى 15% منهم.
وتابعت المنظمة: “منذ أن تضمَّن الإعلان السياسي الالتزامات العالمية التي تعهَّد بها قادة العالم في عام 2018، تحقَّق بعض النجاح في تحفيز التقدم على الصعيدين العالمي والوطني لبلوغ الغايات الرامية إلى القضاء على السل، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى إجراءات أشد إلحاحًا”.
جائحة كورونا أثرت بالسلب على مكافحة السل
قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن جائحة (كوفيد-19) قد هددت التقدم الأخير المحرَز في مكافحة السل والقضاء عليه"، مضيفا:"ومع ذلك، فإن العديد من البلدان في إقليمنا اتخذت إجراءات للتخفيف من أثر (كوفيد-19) على الخدمات الأساسية لمكافحة السل .
ومع قرب نفاد الوقت، دعت منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف المعنية إلى تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى بلوغ الغايات التي حددتها الأمم المتحدة وقادة العالم، في إطار أهداف التنمية المستدامة،وناشدت الحكومات إلى معالجة الثغرات لتحقيق هذه الغايات العالمية في إطار الجهود المبذولة لإحراز تقدم نحو التغطية الصحية الشاملة.
وأكدت: “نحتاج أيضًا إلى العمل المتعدد القطاعات والمساءلة لمعالجة الـمُحدِّدات الاجتماعية والاقتصادية للصحة. ولن يتسنى ذلك ما لم نحافظ على الالتزام السياسي الرفيع المستوى، وندعم الاستثمار القُطري في القضاء على السل، بما يتآزر مع الاستجابة لكوفيد-19. ولن يتحقق ذلك إلا إذا عملنا معًا، يدًا بيد، مع جميع الشركاء العالميين والإقليميين والوطنيين المعنيين، والأهم من ذلك، العمل مع المجتمعات المحلية المتضررة من السل، تماشيًا مع توجيهات المنظمة والرؤية الإقليمية، الصحة للجميع وبالجميع، دعوة إلى التضامن والعمل. وعلينا أن نفي بالتزاماتنا العالمية بدحر هذا المرض المخيف. فقد حان وقت القضاء على السل”.
ما هو الدرن؟
يقول الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، والمدير الأسبق للبرنامج القومى لمكافحة الدرن بوزارة الصحة لـ«بصراحة» إنالدرن أو السل مرض معدى يسببه ميكروب يسمى ميكروب الدرن، وغالبا ما يصيب الرئتين ويسمى الدرن الرئوى، ومن الممكن أن يصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل الغدد الليمفاوية والعظام والجهاز البولى والتناسلى ويسمى درن خارج الرئة.
لماذا الاهتمام بمرض الدرن؟
الدرن أو السل مشكلة صحية هامة فى مصر والعالم ويجب الحد من انتشاره والقضاء عليه، خاصة أنه إذا لم يعالج المصاب بالدرن فإنه سوف يسبب العدوى لعدد 10 – 15 شخصا فى السنة، كما أن المرض يؤثر على الشريحة المنتجة فى المجتمع حيث تكثر الاصابة فى الشريحة العمرية من 15 – 44 سنة وبالتالى يؤثر على الاقتصاد القومى.
حجم مشكلة الدرن فى مصر
تعتبر مصر من الدول منخفضة الاصابة بمرض الدرن وحققت مصر نجاحا ملحوظا فى مجال مكافحة الدرن، حيث انخفضت نسبة الإصابة بالدرن أى عدد المرضى الجدد الذين يصابون سنويا بالدرن من 34 حالة لكل 100 ألف من السكان عام 1990 إلى12 حالة لكل 100 ألف من السكان حاليا، أى ما يقرب من 12 ألف مريض جديد سنويا، كما حققت نتائج علاج مرضى الدرن نسبة نجاح بلغت 87% مما يعطى الأمل فى إمكانية القضاء على هذا المرض تماما فى مصر.
كيف تحدث الاصابة بالسل؟
- استنشاق الرذاذ المتطاير أثناء الكحة من مريض إيجابى البصاق.
-إذا بصق مريض الدرن على الأرض وجف البصاق فإن الأتربة المتطايرة نتيجة الكنس أو تيارات الهواء تحمل الميكروب ويستنشقها الشخص السليم.
-شرب اللبن غير المبستر أو غير المغلى والمحمل بميكروب الدرن.
هل يمكن أن تنتقل عدوى الدرن للإنسان بسهولة؟
الدرن لا يعتبر من الأمراض التي تنتقل بسهولة لأن العدوى تحدث بصفة عامة عن طريق الاختلاط الوثيق بمريض الدرن ولمدة طويلة من الوقت لا تقل عن 8 ساعات، ويعتبر الازدحام في المنزل وأماكن العمل عامل هام للإصابة بالعدوى.
هل يمرض كل من تصيبه عدوى السل؟
معظم الناس الذين يلتقطون عدوى الدرن لا ينقلون المرض ولا يمرضون لأن جهازهم المناعى يحاصر جراثيم الدرن، ولكن 5-10% فقط من جملة المصابين بالعدوى يصابون بالمرض، وذلك عندما يضعف الجهاز المناعى لديهم.
أعراض مرض الدرن
لا توجد أعراض خاصة بمرض الدرن، لكن توجد أعراض تساعد على التشخيص منها:
أعراض عامة: مثل ضعف عام، فقدان الشهية، نقص الوزن،ارتفاع فى درجة الحرارة، وعرق أثناء الليل.
أعراض صدرية: سعال شديد لمدة تزيد عن إسبوعين،قد يكون جافا أو مصحوبا ببلغم أو مدمما والتشخيص الأكيد لمرض الدرن عن طريق فحص البصاق.
هل يوجد علاج لمرض الدرن؟
أصبح المرضقابلا للشفاء، حيث توفرت الأدوية الفعالة اللازمة للعلاج،لكن لابد أن يؤخذ العلاج بانتظام بالجرعة الصحيحة، وباستمرار للمدة المقررة حسب العلاج الموصوف من قبل الطبيب المختص.
طرق الوقاية من السل
-اكتشاف وعلاج حالات الدرن الإيجابية البصاق لأنها مصدر العدوى.
-الكشف الطبى المبكر عند الشعور بالكحة لمدة أكثر من إسبوعين .
- التطعيم المبكر بلقاح البى سى جى بالنسبة للأطفال حديثى الولادة.
- الكشف على المخالطين لمريض الدرن.
- الالتزام بالعادات الصحيه السليمة مثل عدم البصق على الأرض أو العطس فى وجه الآخرين.
- المسكن الصحى مع التهوية الجيدة و الشمس تساعدان على قتل ميكروب الدرن.