طلاق وخراب ديار.. القصة الكاملة لـ«مستريح المنيا» الذي خدع ضحاياه بـ«الرخام»

حالات طلاق ومشاجرات عنيفة شهدها مركزي مغاغة وبني مزار في محافظة المنيا، طيلة الأسبوعين الماضيين، بعد تعرض نحو 4 آلاف شخص لعملية نصب كبرى على يد شخص ادعى تجارته في الرخام، وجمع منهم قرابة 1.5 مليار جنيه خلال العامين، فسارعت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض عليهليلة أمس وإحالته إلى النيابة للتحقيق.

"بصراحة" رصد القصة الكاملة لـ مستريحالمنيا والتي بدأت منذ عامين وانتهت فصولها أمس بالقبض على المتهم، والتي يروي تفاصيلها عدد من أهالي مركزي مغاغة وبني مزار، الذين أكدوا أن الواقعة بدأت منذ عامين، بظهور المتهم «حسين. ا» 45 سنة، وشهرته «مستر حسين» وادعائه توظيف الأموال فى تجارة الرخام حتى حاز على ثقة الجميع، وعمل معه عدد كبير من الشباب كمندوبين يجمعون له الأموال، قائلين: "أصبح إيداع أموال مع المتهم حلم جميع أبناء القرية نظرا للفائدة الكبيرة على تلك المبالغ والتى قد تصل لـ 30% شهريا.

والتقط محمد العمدة،عمدة قرية قفادة التابعة لمركز بني مزار أطراف الحديث، قائلا: "المتهم حصل منه على 53 مليون جنيه لتوظيفها فى التجارة”، موضحا أن سر تأخر الإبلاغ عن «المستر»، سببه أن المندوبين العاملين معه من أبناء القرية وهم من كانوا يوقعون على إيصالات استلام المبالغ المالية لصالح المتهم مضيفًا أنه ومع توقف صرف المتهم الفائدة الشهرية على المبالغ التى تحصل عليها اختفى، حتى تمكن الأهالى من ضبطه وإعادته للقرية.

وعلى مقربة منه يقف علي جاد، سائق، 45 سنة، أحد الضحايا، والذي أكد أن الأزمة فى تلك القضية أن عشرات المواطنين باعوا منازلهم واستأجروا شققا سكنية وآخرين باعوا سياراتهم أو حصلوا على قروض من البنوك لتحقيق عائدا شهريا كبيرا من المتهم نتيجة توظيف أموالهم لديه، مشيرًا إلى أن كثيرًا من حالات الطلاق والمشاجرات وقعت بين الأهالي بعد معرفتهم أنهم تعرضوا لعملية نصب كبري.

الحاجة "سعاد"من أهالى القرية تقول: «إن الواقعة بدأت بادعاء المتهم العمل فى تجارة الرخام، وأن له شركاء من دولة الصين، وأنه يستطيع دفع أرباح شهرية تصل إلى 30% على المبالغ المودعة لديه، ليبدأ المواطنون فى إيداع أموالهم عنده تدريجيا، حتى أصبح لديه مندوبون يتسلمون الأموال نيابة عنه، ويوقعون على ضمانات «إيصالات أمانة» وذلك مقابل حصولهم على عمولة.

وتابعت: «استمر المتهم فى دفع “الشهرية” بانتظام حتى توقفت عملية توزيع الأرباح واختفى، لتبدأ بعدها حلقة جديدة من الأزمة بذهاب أصحاب الأموال إلى المندوبين الذين تسلموا منهم تلك المبالغ ومطالبتهم بردها الأمر الذى تسبب فى وقوع مشاجرات بينهم».

وقال حمدي المغربي، أحد الضحايا،إن عائلته أعطت 3 ملايين جنيه للمستريح، معقبًا: «بلدنا والبلاد اللي حوالينا هتخرب ومحدش سائل فينا موجها استغاثة إلى المسؤولين بالدولة للنظر في القضية، ذاكرًا أن المندوب الخاص بالمحتال «مستريح» المنيا يدعى أحمد محمد فايق.

وأشار المغربي إلى أن المواطنين بدأوا يودعون أموالهم معه بشكل مباشر تدريجيا، قبل أن يصبح الرجل الغامض، وله مندوبين حول المحافظة، يتسلمون الأموال من الأهالي، ويوقعون لهم على ضمانات مالية، ثم يسلمونها له بنسبة عمولة لهم، فضلاعن أرباح الأموال التي ظلت تدفع بانتظام لشهور واستطاع النصاب في جمع نحو مليار و500 مليون جنيه.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة وقطاع الأمن الوطنى، من القبض على “حسين. ا” 45 سنة، وشهرته “مستر حسين” وصديقه «علاء الدين. ع» وشهرته «الشيخ حمدى»، المتهمين بالنصب على المواطنين والاستيلاء على نحو مليار ونصف المليار جنيه، بحجة تشغيل تلك المبالغ فى تجارة الرخام.

كان عدد من المواطنين تقدموا ببلاغات إلى قسم شرطة مركز مغاغة تتهم «مستر حسين» بالنصب عليهم والحصول على مبالغ مالية كبيرة لتوظيفها فى تجارة تصدير الرخام، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث جنائى، وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة تم ضبط المتهمين داخل مزرعة بمركز العدوة وبمواجهتهما بما أسفر عن محضر الضبط اعترفا بالوقائع المتهمين بها، وتحرر عن ذلك محضر، وجارٍ عرضهما على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.