بعيدا عن الشماتة.. ماذا قالت نوال السعداوي عن الحجاب والختان والقرآن؟.. أريد أن أدخل الجنة بأخلاقي وليس بقطعة قماش على رأسي.. ومفيش ثوابت في الأديان.. والإسلام مفهوش ختان لا ذكور ولا إناث
تصدّرت الدكتورة نوال السعداوي أحاديث العامة والخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع وفاتها.
وبعيدا عن شماتة البعض، إلا أن الغالبية العظمى تجنّبت التطرق إلى أفكار الفقيدة الراحلة، لصداميتها أحيانا، وجديّتها لدرجة الابتكار في أغلب الأحيان، مما يدخلها في دائرة الاتهامات من كل الجبهات، لدرجة التهديد بالقتل.
اقرأ أيضا: لماذا يهاجم عبد الله رشدي وحاتم الحويني الراحلة الدكتورة نوال السعداوي؟
منهج حياة
"الإبداع هو القدرة على رؤية المتناقضات"، طلبت الكاتبة والروائية الدكتورة نوال السعداوي إذاعة هذه العبارة عنها، وتكاد تعبّر العبارة نفسها عن منهج سلكته السعداوي طوال حياتها ولم تحد عنه، فهي تتبعت قضايا عدة محاولة تسليط الأضواء عليها لإعادة اكتشافها ورؤيتها، رؤية مختلفة، وقد تكون مخالفة للسائد العام، وصادمة لتقاليد وأعراف المجتمع وموروثه من مئات السنين.
يعتمد مهاجمو الدكتورة نوال السعداوي على إشهار سلاح آرائها في قضايا شائكة، كالحجاب والختان والقرآن.. إلخ، للنيل منها وتأليب الجمهور عليها، اعتمادا على أقوال مجتزأة في الغالب من سياقاتها. لكن، بالفعل، ماذا قالت الدكتورة نوال السعداوي عن الحجاب والختان والقرآن؟، إنها تردّ عن نفسها قائلة: "أنا أقول الحقيقة. والحقيقة متوحشة وخطيرة".
اقرأ أيضا: 20 صورة من حياة نوال السعداوى: «أنا أقول الحقيقة.. والحقيقة خطيرة ومتوحشة»
موقع «بصراحة» يحقق فيما قالته نوال السعداوي عبر سيرتها في المناطق الشائكة، فماذا قالت عن الحجاب والختان والقرآن؟
الحجاب
في إحدى الندوات الثقافية ضمن الملتقى الأدبي الثالث للكاتبة نوال السعداوي، كشفت عن رأيها في الحجاب، قائلة: "الملابس لا تعبّر عن أخلاقي، فالرجال والنساء فى إفريقيا عرايا، ولا أحد يسألهم عن السبب".
وتساءلت «السعداوى»: "لماذا المرأة تغطي والرجل لا يغطي؟، لماذا أنا ضد الحجاب؟"، مضيفة:«لأنه ضد الأخلاق، لأني لو أردت أن أظهر بمظهر الشريفة، أشتري حجابا بخمسين قرشا أو بخمسين جنيها، وأشتري الجنة بهذا المبلغ، وأنا أريد أن أدخل الجنة بأخلاقي وسلوكي، وليس بقماش على رأسي».
وتابعت: «المرأة تتحجّب لأن الرجل عينه شهوانية، فينظر لها وتفسد الأخلاق، وهذا صحيح، فالمرأة لها شهوة أيضا، فلماذا لا نغطي الرجل أيضا"، مضيفة: "الحجاب رمز سياسي خطير لعبودية المرأة".
ختان الإناث والذكور
ترى نوال السعداوي، بحسب تصريحات صحفية عديدة لها، أنه من الإهانة أن تختن الإناث حتى يصبحن ذوات أخلاق جيدة، مؤكدة أن الأمر لا علاقة له بالدين، كما أنه لا يحدث في عدد من الدول العربية، ومن بينها المملكة العربية السعودية، واصفة إياه بأنه أداة لقمع النساء.
لم تتوقف نوال السعداوي عند رفض ختان الإناث، بل أعربت أيضا عن رفضها لختان الذكور، حيث أن هذا الفعل، برأيها، لم يرد سوى في التوراة، الأمر الذي عرّضها لانتقاد حادّ من رجال الدين.
استندت «السعداوي» إلى أن الأمر متعلق بالعهد بين الإله «يهو» وهو اسم الله في التوراة، وبين بني إسرئيل، حيث أمر إبراهيم بني إسرائيل بتختين الذكور في مقابل الحصول على أرض الميعاد، لذلك ختان الذكور ليس له علاقة بالشعوب الحالية «الإسلام مفهوش ختان لا للذكور ولا للإناث».
القرآن وتجديد الخطاب الديني
ما أكثر ما قيل عن تجديد الخطاب الديني، بين مؤيديه ومعارضيه، لكن الفريقين يلتزمان أسلوباً متزنا ربما يخفف من حدة النقاش حول هذه القضية الخطيرة، لكن نوال السعداوي لم تهتم بالطريقة التي تطرح بها أفكارها مهما كلفها ذلك. فهي بحسب ما اعترفت: "تتحدث بصوت عالٍ لأنها غاضبة".
وفي سياق الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، قالت السعداوي في برنامج "بلا قيود" على شاشة BBC نيوز: "المشكلة في النصوص، أمال تجديد الخطاب الديني يعني إيه، يعنى تغيير النصوص بما في ذلك النصّ القرآني والتوراة والإنجيل.. في مدرسة في الإسلام كبيرة بتقول إذا تعارضت المصلحة مع النص غلبت المصلحة على النص، لأن المصلحة متغيرة والنص ثابت.. مفيش نص في القرآن والإنجيل والتوراة يبقى ثابت.. مفيش ثوابت في الأديان لازم تتغير.. تجديد الخطاب الديني يعني تغيير الثوابت".