تخليتُ عنها وهى فى اللفة.. نجلاء: آمنتُ ابنتى لطليقى فقسى عليها وطفشت منه فى شوارع الإسكندرية ونفسى أشوفها من 10 سنوات
«نجلاء» سيدة ثلاثينية من الفيوم ذاقت الأمرين فى سنوات عمرها التى عاشتها، ففى طفولتها كانت ضحية التفكك الأسري عندما انفصلا والديها وعاشت مع جدتها بعيدة عنهما بسبب زواجهما من آخرين فحُرمت من حنانهما، كما عانت عندما حرمها والدها من التعليم واجبرها على الزواج وهى لم تتجاوز الـ 16 عاماً من شخص يكبرها بـ 10 سنوات، فلم تستمر معه طويلاً ونفصلت كما انفصلا والديها وبرفقتها طفلتها «حبيبة» التى تعانى كما عانت والدتها فى سابق عهدها، وتحولت حياة السيدة المسكينة إلى جحيم فهى لم ترى ابنتها منذ 10 سنوات، ولم تعلم عنها شيئاً سوى أنها هربت من طليقها فى شوارع الإسكندرية.
كشفت «نجلاء» فى لقاء مع «بصراحة»، أنها تزوجت فى سن الـ 16 عاماً بسبب انفصال والديها مبكراً، حيث حرمها والدها من إكمال تعليمها واجبرها على الزواج من أحد شباب محافظة المنيا وكان يكبرها بـ 10 سنوات، وذلك تحت حجة «عايز استرك بدرى لأنك عايشة بعيدة عنى»، فلما رفضت الزواج تعرضت لأبشع أشكال التعذيب من ضرب بالجنزير الحديد والتقييد وشد الشعر حتى يسيل الدم من فروة رأسى، ومع كل هذا أقدم لوالدي العذر لأن الظروف كانت صعبة وقاسية على الجميع.
تروى والدة حبيبة والدموع تسيل من عينيها: تزوجت من شخص لم أحبه واستمريت معه 3 سنوات كأنهم 30 سنة وعشت فى جحيم وضرب وإهانة بعدما تخيلت أن حياتى ستتحسن عن ذى قبل، ولم استطع التحدث مع أحد عما اتعرض له خوفاً على طفلتى «حبيبة» التى رُزقتُ بها حيث تغيرت مشاعري بسببها على الرغم من صغر سني، ولكن لم اتحمل أكثر من ذلك فطلب والدى الطلاق وتنازلتُ عن كل حقوقى مقابل الحصول على ابنتى حتى تكون بين أحضانى.
وتابعت السيدة المكلومة: بدأت اشتغل فى محل ملابس بـ 400 جنيه فى الشهر لتوفير احتياجاتي واحتياجات ابنتي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث مرضت «حبيبة» وصرفت كل ما لدي عليها وكانت تصارع الموت بعد تخلى الجميع عني واحتجت 800 جنيه لإجراء التحاليل، فوضعت قلبى تحت قدمى واعطيت ابنتى لطليقى ليعالجها وتعيش معه ظناً مني أنه أكثر شخص سيحافظ عليها، وعاشت معه فى محافظة الإسكندرية.
وأكملت والدة «حبيبة»: عندما حاولت التواصل مع طليقي هاتفياً للاطمئنان عليها أخبرني: «عايشة مع واحدة أفضل من أمها» وانقطع الاتصال معه ولم أراها منذ 10 سنوات بسبب الظروف القاسية التى كانت حائل بيني وبينها، ومنذ شهرين جاء إلى برفقة خالى وسألني: »بنتك مجتش ليكى؟» فرديت عليه: هى لم تعرفني ولم تعرف مكانى كل ما تعرفه عنى أنى رميتها لحمة حمراء ولم اسأل عنها، ثم ذهبت إلى الإسكندرية وحررت محضراً وبحثت عنها لمدة شهر ونصف ولم أصل لشئ ولم أعرف إذا كانت حيه أو ميته.
واصلت السيدة حديثها مع «بصراحة»: طفلتى لم تشعر بالأمومة والأمان كما حدث معي بسبب التفكك الأسري وكانت ضحية للانفصال كما كنت قبلها، ولكن عندى يقين وثقة بالله أنها ستعود إلى حضنى مرة أخرى، فأنا سأنتظرها لآخر نفس فى حياتى لاننى لم أرى يوم جميل وهى بعيدة عني فليس لنا غير بعض فى الدنيا، وأطالب كل الجهات المعنية وأهالي الإسكندرية فى مساعدتي بالبحث عن طفلتي حبيبة.