الطيور تهرب والفئران تخرج من جحورها.. كيف تتنبا الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها؟
مازال أحساس الحيوانات بالزلزال يفاجئ البشر.. ورغم قدرة البشر التكنولوجية فهم لا يتمتعون بتلك القدرة مثل الحيوانات وهذا يطرح الأسئلة عن كيفية إحساس الحيوانات بالزلزال بهذا الشكل! ما المميز بهم! لماذا يشعرون بالخطر قبل حدوثه بوقت قليل! دعونا نعرض الأسباب في هذا الموضوع.
هناك عدة أسباب تفسر قدرة إحساس الحيوانات بالزلزال والتنبيه بها:
دقة حاسة السمع
البشر يمكنهم سماع الأصوات التي تقع بين 20 هرتر إلى 20 ألف هرتز. أما الحيوانات فلديهم حاسة سمع أقوي بكثر. على سبيل المثال يسمع البقر ما بين 16 هرتز إلى 40 ألف هرتز. حاسة السمع القوية تمكنها من سماع أصوات بدء احتكاك الصخور الأرضية، فتشعر بعدم ارتياح وخطر هذه الأصوات.
الحواس المغناطيسية
بعد الحيوانات لا تمتلك حاسة سمع قوية، ولكنها تمتلك حواس مغناطيسية أي يشعرون بالأقطاب المغناطيسية للأرض ويتفاعلون بقوة مع القوي المغناطيسية. وارجعت النظريات تفسير استشعار الحيوانات بالزلزال إلى أن الحيوانات لديها استشعار لنوع من الموجات يسمى "الموجات بي" وهي موجة انضغاطية أولية تنتقل بسرعة ثم تليها "الموجة إس" أو موجة القص،وهي الموجة الكبرى التي نشعر بها. لا يلاحظ البشر "الموجة بي" الصغرى، وربما تستشعرها الحيوانات قبل البشر.
التغير بالضغط الجوي
فبعض الحشرات لديها القدرة بالإحساس بالضغط الجوي، وهو الأمر الذي يسبق بعض الظواهر الطبيعية
الحيوانات والزلازل
بعد التأكد من دقة إحساس الحيوانات بالزلزال، يحاول العلماء استغلال تلك الميزة في صالح البشرية. سواء بتقلي خواص الحيوانات في أجهزة إلكترونية، أو بتدريب الحيوانات حتي تخبرنا بنفسها أو نلاحظها نحن، ولكن لم يكن الأمر بتلك السهولة، حيث أن الحيوانات تشعر بالخطر ولكنها لم تتمكن من معرفة انه زلزال، فتتغير تصرفاتها دون تحكم منها. حتي الآن لم يتمكن أحد العلماء من صنع آله تمتلك القدرة على استشعار حدوث الزلازل .
نماذج توضح إحساس الحيوانات بالزلازل والبراكين
لم يلاحظ العلماء قدرة إحساس الحيوانات بالزلزال من فراغ، بل بعد عدة ملاحظات توضح علاقة بعض التصرفات الغريبة للحيوانات ووقوع الزلازل، دعونا نسرد بعضاً منها:
في زلزال الصين عام 2008 شاهد المواطنين قفزات عديدة لآلاف من الضفادع مجتمعين في هذه المنطقة، والبعض منهم حاول الابتعاد عن المنطقة. حيث علمت الضفادع بشكل ما أنه لا أمان بهذه المنطقة.
وفي الزلزال نفسه، تم رصد عدة تحركات غريبة للحيوانات حديقة "ووهان". مثلضجيج الحير الوحشي وضربه لبوابات الحظيرة وكأنه يحاول الهرب. وهيجان الفيلة التي كادت أن تقتل بعض الموظفين. والأصوات العالية لطيور الطاووس، وذلك قبل 5 دقائق من بداية حدوث الزلازل.
وفي حادثة أخري بالقاهرة عام 1992، رصد موظفين بحديقة الجيزة هلع القرود والشمبانزي ومحاولتهم لتحطيم السياج. وبعد 30 دقيقة، حدث الزلزال المدمر الذي ضرب محافظات مصرية كثيرة.
مظاهر هياج الحيوانات
إذا شاهدت إحدي هذه التصرفات على أكد الحيوانات بقربك، فأعلم بحماية وقوع زلزال.
الطيور: تطير من أعشاشها ولا تعود حتي ينتهي الزلزال.
الخيول والماشية: تحاول الخروج من الحظيرة وسط حالة من الزعر الغير مبرر.
الثعابين والفئران: تخرج من جحورها دون سبب واجهة غير معلومة.
الكلاب: تنبح بشكل هستيريا وتهرب بعيدا عن أماكن معينة.
القطط: تركض مذكورة وتصيح وتخربش بأظافرها دون سبب.
وفي النهاية إحساس الحيوانات بالزلازل هي قدرة عجيبة ميزها الله بها عن باقي المخلوقات تنبها بالخطر قبل وقوعه. وذكاء البشر لم يصل إلى تقليد تلك القدرة، ولكن على الأقل يمكن أن نلاحظ حركة تلك الحيوانات ونامي أنفسنا مثلهم.