علي جمعة: حادثة الإسراء والمعراج وقعت ليلة الـ 27 رجب في ربع ساعة فقط
علق الدكتور علي جمعة،عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على ذكرى حادث الإسراء والمعراج، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وقال في منشوره: «جاء سيدنا جبريل لسيدنا النبي ﷺ وهو نائم في فراشه، فأخذه وذهب به إلى الكعبة، وكان البراق وهو دابة، يكون حيث ما يكون نهاية بصره؛ نهاية البصر المعتاد 30 كيلو، فأنت عندما تقف تري قبة السماء نازلة على الأرض، هذه حوالي 30، 40 كيلو ، ولكن كلما ارتفعت زادت مساحة الرؤية ، يمكن أن يرى لـ 60 كيلو لأنه مرتفع، فيأتي فورًا، يعني أقل من ثانية يكون حيث ما يكون نهاية بصره».
الإسراء والمعراج: وأضاف: «معنى هذا هو في المدينة، هينتقل بسيدنا إلى بيت المقدس، هذه المسافة لا تزيد عن 1800 كيلو إلى 2000 كيلو، من مكة لبيت المقدس 2000،2300 كيلو ، عندما تقسمهم على 60، يبقى فيها 40 ثانية، معنى ذلك إنه عمل 120 كيلو في الثانية، يعني أقل من سرعة الضوء. وصل سيدنا رسول الله ﷺ ، وربط البراق، «اعقلها وتوكل»، ربط البراق في حلقة في الجدار، وهو ما يسمى الأن بـ "حائط البراق" في المسجد الأقصى. ربط البراق في حلقة، وهي الأن باب المغاربة».
واستكمل: «صل سيدنا ﷺ إلى المسجد الأقصى، ولم يكن هناك هذا البناية التي بناها فيما بعد "عبد الملك بن مروان" ولا هذه القبة التي عليها الصخرة، ولكن كانت تلة، وصلى رسول الله ﷺ هناك، وربط البراق في الحائط الغربي، إلى أن انتهى من الصلاة بالأنبياء، ولما كان ﷺ يسير بالبراق، فإنه رأى قبر موسى عند الكثيب الأحمر، على مرمى رمية حجر من القدس، وهو يصلي».
حائط الغيب:
وأوضح: «إذن النبي ﷺ كان في حالة انكشف فيها حائط الغيب، فأصبح ما وراء المنظور، منظورًا عنده، البراق دابة لا وجود لها في الأرض، بل هي دابة سماوية، وسيدنا جبريل معه، وهذه الأحداث، وما سيكون، لا تكون إلا من عند الله، فارتفع حائط الغيب، وحائط الغيب يمنع عنا النظر إلى ما وراء المنظور، فشاهد موسى يصلي في قبره، عند الكثيب الأحمر. قال: «مررت على موسى وهو قائم يصلي عند الكثيب الأحمر».
واستكمل: «النبي عليه الصلاة والسلام، صلى بالأنبياء. ثم خرج، وركب البراق ثم أخذه جبريل، وفتح له أبواب السماء، فنظر إلى السماء الأولى، فوجد فيها: آدم، فسلم عليه، واعترف ببنوته، ونبوته، إن هو من الأنبياء، وناداه بالنبوة: السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، طلع السماء الثانية، وجد فيها: سيدنا يحيى، وسيدنا عيسى، «فوجدت ابني الخالة» طلع الثالثة، فوجد سيدنا يوسف، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فسلم عليه، ونداه بالنبوة أيضًا».
سدرة المنتهى: وأضاف: «طلع الرابعة، وجد سيدنا إدريس، وهو أخنوخ، أو هرمس الهرامسة، أو حكيم الحكماء، ويقال في التراث: إن سيدنا إدريس حي باق، كسيدنا عيسى، بجسده العنصري، في السماء الرابعة، وطلع السماء الخامسة، فلقى سيدنا هارون فسلم عليه، وناداه بالنبوة، طلع على السماء السادسة فلقى سيدنا موسى، فسلم عليه، وناداه بالنبوة، وفي السابعة، لقى سيدنا إبراهيم».
وأضاف: «موسى بكى، وهو في السماء السادسة، فلما بكى، قالت له الملائكة: لِمَ تبكي؟ قال: هذا غلام، يأتي من بعدي، يدخل من أمته، أكثر مِمَّا يدخل من أمتي الجنة، يعني هو كان حريصًا على أمته، لكن لما بدلوا، وحرفوا، وخرفوا، وأفسدوا، أُخِذَت منهم القيادة، وأعطيت القيادة للمسلمين، ولذلك تجد سورة الإسراء، فيها آية واحدة فقط تتكلم عن الإسراء، والباقي عن بني إسرائيل، لماذا ؟ لأن هذه أمة قد خانت، وانتهت، واستوجب من خيانتها أن نعطيها للأمناء، فحملها المسلمون . {وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 21]. ذهب النبي ﷺ في العلو إلى سدرة المنتهى، ثم صعد إلى البيت المعمور، ثم صعد إلى العرش، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]. {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11].
وتابع: «فرضت الصلاة خمسين، فنزل، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي "[البخاري]. ففرضت الصلاة على هذه الهيئة».
واختتم: «في هذا اليوم: عرض له اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقال: اخترت لأمتك الفطرة، وفي هذا اليوم: رجع ﷺ إلى فراشه، فوجده ما زال دافئًا، وهذا معناه أنه لم يزد عن ربع ساعة، كيف؟ بالخلق، لا بالانتقال، كن فيكون، كن في السماء الأولى فيكون، كن في السماء الثانية فيكون،..... كن في سدرة المنتهى فيكون».