رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

الإفتاء: المرأة والرجل "إنسان" مُكرم ولا فضل لجنس على آخر إلا "بالتقوى"

دار الإفتاء ـ أرشيفية
دار الإفتاء ـ أرشيفية

أجابت وحدة حوار، التابعة لدار الإفتاء المصرية، على سؤال إحدى الفتيات، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

وقالت في منشورها على «فيس بوك»: «فتاة حائرة تفكر كثيرا في أن ميلوها وما تحيطه بعقلها مختلف عما ينظر الناس به إليها.. وتتسائل هل أنا على خطأ».

واستكملت: «إذا كانت هذه هي مشاعرك تجاه نوعك الذي خلقك الله عليه، فهذا أمر يحتاج أن تعلمي جيدا أنه بسبب مجموعة من العوامل التي شكلت لديك هذا الإحساس، أولا: ما أنت فيه من رفض فكرة كونك أنثى مرده ربما إلى ممارسات خاطئة وعادات وتقاليد اجتماعية غاب عنها الدور الرئيسي والمهم الذي أعطاه الله للإنسان "رجل وامرأة" وهو عمارة الأرض، في قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30)، وكذلك قال: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الإسراء: 70).. إذن الأصل في الخِلقة هو التكريم والعدل، ومنها قول الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل: 97).

وتابعت :«ما الضير في كونك أنثى مخلوق من مخلوقات الله كرمه وميزه بالعقل، وجعل له إرادة يختار بها ما يصلحه في دنياه وآخرته في حدود ما أراده الله تعالى منا في هذه الدنيا. فأنت أيتها الأنثى شقيقةُ الرجل؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((النساءُ شقائق الرجال))، فلا فضلَ للرجل على المرأة، فأكرم الناس عند الله تعالى أتقاهم لله، رجلًا كان أو امرأةً؛ كما قال جل شأنه: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13].. وجعلهما شطرين للنفس الواحدة، وأعطى كلًّا منهما من الصفات ما يتناسب مع دوره في الحياة؛ قال تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ" [الأعراف: 189] فهي نفس واحدة في طبيعة تكوينها، وإن اختلفتْ وظيفتها بين الذكر والأنثى».

واستكمل المنشور: «فالواجب عليك هو الانتباه للعمل في دائرة ما أراده الله منك وما قدره الله عليك مما لا مجال للاختيار فيه مثل كونك أنثى أم ذكر فمرده لعلم الله وإرادته التي يختار الله بها الأصلح لحالنا..فهذا هو الشرع والخلق الذي خلقه الله، لكن إن كان هناك من أساء فهم هذه الطبيعة أو غض الطرف عن هذه النصوص الشرعية، فهذا هو سبب وجود كثير من المفاهيم المغلوطة التي جعلت المرأة في نظر البعض في مرتبة أدنى من الرجل».

واختتم: «كونك اعترفتِ بالإله وبأن أفعاله لا تغيب عنها الحكمة، فيلزمك أن تعترفي أنّ الله لا يفعل لكي أو لغيرك ما يضرك، لأن الضرر الذي تحسبينه ضرر هو من وجهة نظرك فقط، بخلاف النظرة الكلية.. كما يلزم أن نؤكد على معنى مهم وهو أنك إذا شعرتي بالضيق والأسى على حالك لأي من الأسباب، فهذا مشروع لأن الإنسان في خلقه ضعيف، وطالما أن هذا الشعور في إطار ما لم تيأسي من رحمة الله، كما أنه نوع من الجهاد، الذي رتب الله سبحانه عليه الثواب، بقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

          
تم نسخ الرابط