فرص السلام في اليمن وتجاهل التحديات
دخلت الحرب الأهلية في اليمن عامها التاسع في سبتمبر الماضي، وه يالحرب التي تدور رحاها منذ عام 2014 بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة "الحوثيين" المدعومة من إيران، وهي الحرب التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم كما تقول الأمم المتحدة، وفقاً لجريدة المصري اليوم.
المعركة ضد الحوثيين
شبت الحرب عندما انقلب الحوثيون على السلطات الدستورية في البلاد، وسيطروا على المحافظات اليمنية قبل أن تطلب الحكومة اليمنية دعماً عسكرياً عربياً، على إثره شُكل تحالفً عربي قادته السعودية لإسنادها في المعركة ضد الحوثيين، ومنذ ذلك الحين يتولى التحالف ( الإمارات والسعودية) دعم الحكومة والشعب اليمني سواء بما يمكنهعم من مقاومة تمرد الحوثيين او بسبل العيش من غذاء ودواء ودعم الاستقرار في المنتاطق التي تم طرد الانقلابيين الحوثيين منها.
جهود المجتمع الدولي
وكثف المجتمع الدولي جهوده لتمديد هدنة ترعاها الأمم المتحدة دخلت حيز التنفيذ في إبريل الماضي وانتهت في اكتوبر دون أن يتم تجديدها بفعل رفض جماعة الحوثي التي طرحت شروطاً مستحيلة، كما قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كنج في تصريحات سابقة.
المبعوث الأمريكي
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع استأنف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروند برغ جولة إلى المنطقة قبل أن ينضم إليه المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينج لدفع الأطراف اليمنية صوب تمديد الهدنة وتوسيع بنودها.
فرص تمديد الهدنة
وبحث المبعوث الأممي فرص تمديد الهدنة مع السفير السعودي لدى اليمن ’’محمد آل جابر‘‘، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ’’جاسم البديوي‘‘ في رياض، قبل أن يتجه إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ويلتقى هناك برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد لملس.
التوصل إلى حل سياسي
ترافقت هذه التحركات الأممية، مع لقاءات مماثلة عقدها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كنج في الرياض مع السفير السعودي لدى اليمن وناقش معه سبل التعاون لدعم الجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، ولقاء ثان في مسقط مع وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، وناقش معه "الجهود المبذولة في مساندة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي يحقق لليمن ودول المنطقة والأمن والاستقرار"، وفق ما أفادته وكالة الأنباء العمانية.
صيغة نهائية
ولم تصل الجهود الدولية بعد إلى صيغة نهائية لاتفاق يقضي بتمديد الهدنة، لكن وسائل إعلام يمنية تحدثت عن مسودة اتفاق تتضمن تمت صياغتها من اطراف إقليمية تلبي الكثير من شروط الحركة الحوثية، وهي الشروط التي تعتبرها الرطاف اليمنية الأخرى تعجيزية وغير واقعية، ومنها للتمثيل، اشتراط الحوثيين ان تدفع الحكومة رواتب قطاعات المليشيا التابعة لهم،؟ وتسليمهم 80% من إيرادات ومدخولات البلاد، مقابل التوقف عن الحرب وقتل الناس، وهذا يعني بالضرورة وفق ما تقول الطراف اليمنية المنضوية في إطار الحكومة المعترف بها تسليما للبلاد وشعبها للحوثيين وبالتالي لإيران.
رواتب جماعة الحوثي
وتطالب جماعة الحوثي بدفع رواتب عناصرها المقاتلة من إيرادات النفط، وترفض توريد إيرادات موانئ الحديدة المقدرة بعشرات المليارات من الريالات وايرادات الضرائب وتدفق السفن بدون أي تفتيش إلى ميناء الحديدة.
تنازلات سابقة
ويرى اليمنيون أن هذه التنازلات مضافة إليها تنازلات سابقة شملت السماح بالموافقة على جوازات صادرة عن جماعة الحوثي في المطارات، تهدد مستقبل البلاد وسيتم عكسها على طاولة المفاوضات.
تسويات خارج إرادة مطالب اليمنيين
وحذرت أطراف يمنية بينها لمجلس الانتقالي (أقوى المكونات اليمنية عسكريا وسياسيا حاليا) من اي تسويات خارج إرادة مطالب اليمنيين، وطالب بتمثيل عادل للجميع محذرا من محاولة بع ضالأطراف تجويل الجهود الخيرة لإحلال السلام إلى محاولات وسعي لتنفيذ اشتراطات الانقلابين. من جانبها حذرت الهيئة اليمنية للمصالحة والتشاور والملكفة من قبل مجلس الرئاسة بقيادة جهود المصالحة، من جر البلاد إلى تسوية منقوصة، وطالبت باقتصار أي مفاوضات على طرفي النزاع أي الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين، وقالت الهيئة في بيان إن أي مساعي تجري خارج هذا السياق ومن دون التشاور مع مجلس الرئاسة ستكون مجرد محاولات غير مجدية.
لقاءات ماراثونية
ويرى يمنيون كثر أن أطرافا إقليمية ودولية ترعى لقاءات ماراثونية خلف الكواليس مع طرف دون آخر وخارج إطار الشرعية اليمنية والتحالف العربي، وهي مساع يتخوف اليمنيون من نواياها ويقولون أنه يراد منها أن تعطي هيمنة للحوثيين على البلاد في تكرار أو استساخ للوضع اللبناني وترحل المشكلات إلى المستقبل وإن هذه التسويات تتم دون التشاور مع القوى الفاعلة على الأرض".
التحالف العربي
الصحفي اليمني ياسر اليافعي يرى أن التحالف العربي هو المعني الأول إلى جانب الدولة اليمنية بأي مفاوضات تحدد مستقبل البلاد، وكذلك الوسيط الأممي، ويضيف: "غننا نرى أطرافا طارئة على الأزمة تذكرت مؤخرا أن تاليمن تعاي ويلات الحرب والدمار منذ نحو عقد وتحاول التدخل بطريقة مشبوهة لصالح طرف على آخر، ومنها أطراف ظل موقفها ضبابيا منذ البدايات، إنها حتى لم تتفوه بكلمة لإدانة انقلاب حركة منطرفة مسلحة على الدولة في حين فعلت ذلك معظم دول العالم، إنها لم تستنكر يوما قتل الحوثيين لليمنيين، ولم تقدم يوما أي مساعدة، ثم تأتي بمحاولات مريبة وخلف كواليس لفرض واقع يقاتل اليمنيون من أجل تجنبه منذ عشر سنوات، إن التسويات التي تدور خلف الكواليس تركز على إبقاء الانقلاب الحوثي كأمر واقع، وترحيل معظم القضايا إلى المستقبل، وتتجاهل دور التحالف العربي الذيوحتى دور الحكومة اليمنية المعتف بها دوليا، هذا أمر غير مقبول يجب أن يعلم الجميع إن أي حل سياسي لا يقوم على إزالة الانقلاب واستيعاب قضايا القوى الفاعلة الأرض سيكون مصيره الفشل".
المبعوث الأممي إلى اليمن
ويوم الأربعاء، أبلغ الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي احمد لملس، المبعوث الأممي إلى اليمن "ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة". قال إن أي تجديد لاتفاق الهدنة "وفقاً لشروط مليشيات الحوثي لا تراعي مطالب وتطلعات شعب الجنوب المتمثلة بحل الدولتين لن يحقق تهدئة ولا يهيئ لسلام مستدام".
ميليشيا الحوثي
وفي وقت سابق قالت هيئة التشاور والمصالحة اليمنية المساندة لمجلس القيادة الرئاسي إن أي مشاورات سياسية بين الشرعية وميليشيا الحوثي يجب ان تقوم على قاعدة الشرعية والانقلاب.
السلام الشامل والعادل
وذكر رئيس الهيئة محمد الغيثي في تصريح صحفي أن "السلام الشامل والعادل والدائم مبتغى الجميع، غير ان هذا السلام لم تحققه الحلول والمبادرات "الترقيعية" التي قادها المجتمع الدولي، والإقليمي في 1994، 2012، 2013، 2015 ..حتى اليوم".
تعقيدات الأزمة اليمنية
هذه المواقف تبين بوضوح أن كل المساعي المبذولة حاليا لحل الأزمة تبدو منقوصة أو تعاني الكثير من الخلل والضبابية في الرؤية، ما يعني أن الأزمة ستبقى مستعصية إلى أمد ربما يككون بعيدا ما لم تتولى الأطراف الأكثر دراية بتفاصيل وتعقيدات الأزمة اليمنية والفاعلة فيها منذ أيامها الأولى مقاربة واقعية تأخذ بعين الاعتبار الواقع الناتج عن سنوات الحرب والصراع، فلا أحد هناك سيتخلى عن مكاشبه وتضحياته لجماعة دينية متطرفة مسلحة، وإلا كانوا فعلوا منذ اليوم الأول وتجنبوا كل هذا الدمار، ويبقى الحل في رايي وراي كثيرين بيد التحالف الذي تقوده السعودية الذي وقف الى جانب اليمنيين ووشرعيتهم.