مستشار المفتي السابق: يجب على الموظف الالتزام بمواعيد العمل ولا يستحق راتب الوقت الذي يتأخر فيه
تلقى الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، سؤالًا من أحد متابعيه يقول: أحيانًا أحضر إلى العمل في الصباح متأخرًا نصف ساعة أو نحو ذلك، فهل هذا يؤثر على مرتبي؟ وكيف يجعل الإنسان المرتب الذي يأخذه من عمله حلالًا مباركًا؟
وقال الدكتور مجدي عاشور، خلال رده على السؤال السابق، إن الموظَّف في مختلف المؤسسات والمصالح عامة أو خاصَّة هو عَاملٌ بأجرة، ويجب عليه في مقابل ذلك الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وسائر ضوابط ولوائح العمل، مشيرًا لقول الله جل وعلا: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِ} [المائدة: 1].
حكم التأخر عن العمل
وأوضح الدكتور مجدي عاشور، خلال منشور عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هناك 3 صور لتأخير الموظف عن مواعيد حضوره للعمل، أولها أن يكونَ هناك إذن من الجهة المسؤولة في العمل عن ذلك، قائلًا إن هذا لا بأس به، والصورة الثانية أن يكونَ التأخير مدة يسيرة يُتعارف عادة على التسامح فيها، فلا شيء فيه، لافتًا على أن هذا يرجع إلى العُرف السائد.
وأشار الدكتور مجدي عاشور، إلى أن الصورة الثالثة هي أن يتأخر الموظف وقتًا لا يتعارف بالتسامح في مثله، فهنا يجب عليه إخبار الجهة المسؤولة بذلك، وإلا فلا يستحق الأجرة عن هذه المدة لعدم احتباسه فيها على العمل.
واختتم مستشار مفتي الجمهورية السابق، بإيضاح أن الواجب على الموظف الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وبحسب اللوائح والتعليمات، فإن تأخر عن موعد حضوره بإذن أو مُدَّةٍ يُتَعَارَفُ على المسامحة فيها فلا إثم عليه، أما إذا كانت المدة غير مسموح بها ولم يأخذ في ذلك إذن الجهة المسؤولة، فإن أجره عن الزمن الذي غابه ولم يعمل فيه لا يكون حلالًا، وعليه أن يَرُدَّ إليهم مِن راتبه قَدْرَ ذلك الوقت، إلا إذا تعذر إيصاله إليهم بأية وسيلة فيجوز صرفه في المصالح العامة، وننصحه بألا يتعمد أو يعتاد فعل ذلك بصورة متكررة اعتمادًا على أنه سيخرج مقابل هذا التأخير صدقة لأنه في هذه الحالة يُعَدُّ آثمًا شرعًا لتعمده المعصية.