رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

ليس هناك كتابا أقرأه و لا أستفيد منه شيئا جديدا.. في ذكرى رحيل عملاق الأدب عباس محمود العقاد.. أحب سعد زغلول ولم يعجبه مصطفى كامل.. صور مقتنيات نادرة للأديب الذي حقق آخر أمنياته قبل موته

لم يكن مجرد أديب أو كاتب من رواد الحركة الأدبية المصرية، وهو أحد المفكرين والأدباء المصريين البارزين في عالم الثقافة والأدب والسياسة، الكاتب والأديب عباس محمود العقاد، أحد أعلام حركة النهضة الفكرية فى مصر في مطلع القرن العشرين، الذي كان له دورًا كبيرًا في مصر أثناء وبعد ثورة 1919.

رجل ملأ الأوساط الثقافية والفكرية بأفكاره ورؤاه الخالدة، وترك لنا إرثا أدبيًا وإبداعيًا وفكريًا بديعًا، فمن منا لم يقرأ العبقريات، ومن منا لم يتأثر بقصة حبه الخالدة "سارة"، أحد أهم كتاب القرن العشرين فى مصر، الذي أثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات.

اليوم.. تمر الذكرى 57 على رحيل عملاق الأدب العربي الأديب الكبير عباس محمود العقاد، والذي توفي في 13 مارس 1964 بعد مسيرة طويلة، خاض خلالها صاحب العبقريات العديد من المعارك الأدبية وصنع لنفسه مدرسة وموسوعة ثقافية خاصة من الشعر والأدب والفلسفة تشهد عليها عشرات المؤلفات التي تركها بعد رحيله لتثري الثقافة العربية والعالمية بما تحويه من تراث ثقافي جعلت منه أحد أهم الكتاب والمفكرين في الأدب العربي على مر التاريخ.

تراث أدبي وثقافي ومقتنيات نادرة من عصره

ترك الأديب الراحل إلى جانب التراث الأدبي والثقافي الضخم الذي تركه صاحب العبقريات، العديد من المقتنيات، الموجودة حاليا بمتحف العقاد المتواجد بمكتبة تحمل أسمه ويضم المتحف غرفة نوم وملابس وطربوش، والكوفيه الشهيرة التي كان يحرص العقاد على إرتدائها، ومكتبة تضم بعض الكتب التي قرأها وألفها العقاد، وصالون ومكتب كان يجلس فيه العقاد والعديد من شهادات التقدير والتكريم .

كما يوجد تمثال ضخم للعقاد بالطريق الذي أطلق عليه أسم الأديب الراحل طريق «العقاد»وهو أحد الطرق الرئيسية بمدينة أسوان، والتمثال هو أحد ثلاثة تماثيل للأديب الراحل حيث يوجد تمثال نصفي بمنطقة العقاد السكنية بالقرب من إستاد أسوان والثاني بمدخل مكتبة العقاد التي تضم متحفه، إلى جانب مقبرته الحالية الموجودة خلف التمثال بميدان العقاد والتي دفن فيها العقاد بعد وفاته .

بجانب هذه المقتنيات يوجد منزل الأديب الراحل بمدينة أسوان بشارع عباس فريد وهو منزل مدرج ضمن مبانى التراث المعماري المتميز.

أحب سعد زغلول ولم عجبه مصطفى كامل

كان اللافت في حياة العملاق عباس محمود العقاد أنه أحب الزعيم سعد زغلول جدا، ولكنه لم يكن يعجبه الزعيم مصطفى كامل، حتى أنه ألف كتابا بعنوان "سعد زغلول زعيم الثورة"، يسرد فيه سيرة الزعيم الوطني، ومما يقوله أنه يسرد حياة سعد فيقول، فى أول يونيو سنة 1860 وُلد سعد زغلول فى قرية "إبيانة"، وكان أبوه الشيخ إبراهيم زغلول عميد القرية، وأمه بنت الشيخ عبده بركات من أسرة عريقة.

اضطُرَّ إلى احتراف المحاماة، وكانت الدولة البريطانية قابضة على ناصية الأمور، فنمى إلى المسئولين أنَّ سعدًا وزميلًا له ألَّفَا جماعة سرية باسم "جماعة الانتقام" فاعتُقِلا وظلا فى الاعتقال بعد الحكم ببراءتهما أكثر من ثلاثة أشهر.

أما عن مصطفى كامل فيقول عباس محمود العقاد في كتابه "رجال عرفتهم" عن الزعيم مصطفى كامل، رأيت مصطفى كامل لأول مرة وأنا فى الخامسة عشرة؛ أي في مثل سنه يوم تصدى لقيادة "الوطنية المحلية" بحي الصليبة، كنت ببلدتي أسوان اشتغل مع زملائي بإحدى الدعوات المحلية، وهي دعوة التطوع للتعليم بالمدارس الأهلية.

وأضاف، وقد تَقَدَمَنَا فى هذه الدعوة، زميل لنا فى مدرسة أسوان الأميرية، تخرج قبلنا وانتظم فى وظيفة عسكرية بمصلحة خفر السواحل، وهو اللواء محمد صالح حرب، رئيس جماعة الشبان المسلمين، وكان يساعد المدرسة الأهلية التى تبعناه فى التعليم بها ويتبرع لها بالمال من مرتبه، بعد أن حيل بينه وبين التطوع للتدريس فيها.

وتابع: قدم مصطفى كامل إلى أسوان فى موسم الشتاء، ومعه الأمير حيدر ومدام جولييت آدم وكاتبة إنجليزية من الأحرار تسمى مسز يونج — على ما أذكر — وهم جميعًا فى رحلة نيلية، وخرج مصطفى كامل ذات صباح يتمشى على شاطئ النيل ومعه الكاتبتان الفرنسية والإنجليزية، فوقفوا عند باب المدرسة الأميرية وسألوا البواب عن "حضرة الناظر" فغاب هنيهة، وعاد يقول له: إنه غير موجود!.

وأردف حركاته كلها كانت تنم على إحساسه بدقة تكوينه، يبدو ذلك من شموخه وزهوه، كما يبدو من طول طربوشه وارتفاع كعبه، ومن سترة "البنجور" التى كانت لا تلائم سنه وهو دون الثلاثين، وربما شغلته دقة تكوينه بسمت الوقار، فلم تسمح لها بمجاراة روح الفكاهة، ولا سيما الفكاهة على حسابه، والفكاهة التى فيها تخطئة لاختياره، وقد كان من شأن المواقف الأخرى التى اقتربت فيها من شخص مصطفى كامل، أن تؤكد هذه الصورة ولا تمحو عندى ظلًّا من ظلالها.

آخر أمنيات محمود عباس العقاد

تمنى العقاد ألا يصل سنه إلى المائة، ولكن رغب في أن تنتهي حياته عندما تنتهي قدرته على القراءة والكتابة، حتى لو كان ذلك غدًا، بحسب ما قاله لـ الطناحي الذي قال له أن جسمه وما يراه من صحته ومثابرته على العمل حتى في شخوخته تبشر بأن عمره سيصل إلى المائة ويزيد.

أما الأمنية الكبرى التي تمناها العقاد، فهي أن يختم بها حياته هو تأليف كتاب عن "الإمام الغزالى وفلسفته"، فقد كان عند العقاد مكتبة خاصة عنه بالعربية والإنجليزية، وكان يقرأ له وعنه فى الثلاثين سنة الأخيرة قراءة دقيقة ليضع هذا الكتاب، فقد كان يعده أول فيلسوف ومفكر إسلامى، ويرى أنه قدوة للفلاسفة ومثال من التفكير الرفيع، وبالفعل أصدر كتاب تحت عنوان "فلسفة الغزالي" عن منهج الإمام أبى حامد الغزالى الفلسفى، ولماذا كفر بعد الفلاسفة؟، فى كتابه "تهافت الفلاسفة" ورغم ذلك اعتبره العقاد أن كتبه كانت أول الردود العلمية والموضوعية التى قاومت الفكر بالفكر، وقد صدر الكتاب قبل 4 سنوات من رحيله وبالتحديد سنة 1964.

أشهر أقوال عباس محمود العقاد

ليس هناك كتابا أقرأه و لا أستفيد منه شيئا جديدا، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته، أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة ؟ و كيف يكتب الكتاب التافهون ؟ و فيم يفكرون ؟

القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب

أنا لا يهمني كم من الناس أرضيت .. ولكن يهمني أي نوع من الناس أقنعت

رُبَّ رجلٌ وسيمٌ غير محبوب ، ورُبَّ رجل وسيم محبوب غير مهيب ، ورُبَّ رجل وسيم يحبه الناس ويهابونه وهو لا يحب الناس ولا يعطف عليهم ولا يبادلهم الوفاء ، أما محمد عليه السلام فقد استوفى شمائل الوسامة والمحبة والعطف على الناس .. فكان على ما يختاره واصفوه ومحبوه ، وكان نعم المسمى بالمختار

كن شريفا أمينا، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانه

إذا فاجأني الموت في وقت من الأوقات ، فإنني أصافحه و لا أخافه ، بقدر ما أخاف المرض ، فالمرض ألم مذل لا يحتمل ، لكن الموت ينهى كل شيء !

نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل ، لا لنصل الى نقطة العلم

وخلاصة التجارب كلها في الحب أنك لا تحب حين تختار ولا تختار حين تحب، وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت

ليس المهم أن تكون في النور كي ترى .. المهم أن يكون ما تود رؤيته موجود في النور

تم نسخ الرابط