أم كلثوم والأهلي قصة عشق.. شيدت حمام السباحة وحصدت لقب صاحبة العصمة داخل القلعة الحمراء وتمنت تكون حارس مرمى للأحمر
يبدو أننا على موعد مع العودة بالذاكرة إلى زمن الفن الجميل، والجمال في كل شئ الطرب والكرة، والأخلاق والثقافة وأيضا الوطنية، وذلك عندما تحل علينا اليوم الجمعة، 3 فبراير، الذكرى الـ48 على رحيل سيدة الغناء العربي، وكوكب الشرق، أم كلثوم، التي وضعتها مجلة التايم الأمريكية ضمن أهم 50 شخصية مؤثرة في العالم كله خلال القرن العشرين.
أم كلثوم التي أسرت القلوب والأسماع، تظل متربعة على عرش النغم الأصيل في قلوب كل العاشقين من أهل الفن الجميل، ولكننا في موقع «بصراحة» نسلط الضوء أيضا على عشاق كوكب الشرق من جماهير كرة القدم وحكاية انتماءها للنادي الأهلي.
منح أم كلثوم عضوية الأهلي
ورغم أن كوكب الشرق لم تكن مهتمة كثيراً بالساحرة المستديرة إلا أنها كانت مغرمة بعشق النادى الأهلى، وبدأت حكاية حب أم كلثوم للمارد الأحمر، منذ عام 1916 عندما قرر النادي الأهلي منحها أول عضوية لسيدة من نساء مصر، ثم في عام 1953 منحها النادي العضوية الشرفية الدائمة مدى الحياة.
منح المللك لـ أم كلثوم وسام الكمال ولقب صاحبة العصمة داخل النادي الأهلي
وكان العملاق فكري أباظة أحد رؤساء الشرف للنادي الأهلي، وراء العلاقة الطيبة بين كوكب الشرق والقلعة الحمراء حيث يعد فكري أباظة أشهر المتحمسين للأهلي, كما أنه دعاها للغناء في العديد من مناسبات النادي، وفى حفل مقام فى القلعة الحمراء يوم ١٧ سبتمبر ١٩٤٤ وفى ليلة عيد الفطر الموافقة ٢٩ رمضان ١٣٦٣هـ، كان أباظة رفقة الكاتب الصحفي الشهير مصطفى أمين عضو النادي الأهلي أيضا وأحد محبيه، وراء مخطط حصول أم كلثوم على لقب “صاحبة العصمة” من داخل النادي الأهلي، وذلك من خلال ترتيب فكري أباظة بأن تقوم أم كلثوم بأحياء الحفل و في الجانب الأخر مصطفى أمين، أقنع الملك فاروق بأن حضوره سيثير غضب الإنجليز لأن فى هذا التوقيت كانت سلطات الاحتلال قد أصدرات أوامر لكل الصحف والمطبوعات الصادرة فى مصر بعدم ذكر الملك وأخباره، فكان الحفل مذاع على الهواء بالإذاعة المصرية، وبالفعل عندما دخل الملك إلى النادى الأهلى استقبله الأعضاء بترحاب وتصفيق حار وتعالت الهتافات بأسمه وشعر الملك فاروق بسعادة غامرة، وأنعم الملك على أم كلثوم بوسام الكمال فى هذا الحفل.
وكانت أم كلثوم تغنى فى عيد الفطر المبارك أغنيتها الشهيرة "ياليلة العيد" وفي هذه الأثناء، دخل الملك فاروق إلى النادى الأهلى وهو يقود سيارته بنفسه، ولم يعلم أحد بوصوله إلا عندما رأوه، وفى بداية غناء أم كلثوم لأغنية «يا ليلة العيد»، ولدى دخوله، رفض أن يتوقف الحفل، ومضى يجلس فى هدوء.
وواصلت أم كلثوم غناءها وأبدعت هى وفرقتها، ثم ارتجلت أثناء أدائها لتضيف كلمات جديدة للأغنية وهى «يا نيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيى له ليالى العيد"، وبحسن لباقة انتقلت أم كلثوم وانتقل معها التخت سريعا إلى الكوبليه الأخير من أغنية "حبيبى يسعد أوقاته"، فغنت "حبيبى زى القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد، حبيبى زى القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد، والليلة عيد على الدنيا سعيد، عز وتمجيد لك يا مليكى”. وكان الملك وقتها شابا في السادسة والعشرين يتعاطف معه الشعب بعد حادث 4 فبراير 1942 عندما أحاطت دبابات الإنجليز بالقصر.
واستدعى جلالة الملك أم كلثوم بعد نهاية الوصلة، وعندما أقبلت وقف جلالته وصافحها، فقبلت يده ودعاها إلى الجلوس إلى جانبه، ثم قال لها حسنين باشا إن جلالة الملك تفضل وأنعم عليها بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة، وهو وسام رفيع يُنعم به على جلالة الملكة، وأميرات البيت الملكى والبيوت المالكة.
بناء حمام السباحة في النادي الأهلي
واقعة أخرى تؤكد ارتباط أم كلثوم بالنادي الأهلي، حيث عرف عنها أنها كانت تمنح أي شخص يبلغها بفوز الأهلي خمسة جنيهات كاملة، وهو مبلغ كبير في ذاك الوقت، كما أنها ساهمت بالغناء في إحياء حفلات النادي الأهلي سنوياً، منذ رئاسة أحمد حسنين باشا للنادي وحتى عام 1953 وقد اجتمع مجلس إدارة الأهلي في هذا العام ومنحها عضوية شرفية مدى الحياة، خاصة أنها قامت ببناء حمام السباحة ومدرجات النادي من إيراد حفلتين أحيتهما أم كلثوم للنادي الأهلى.
أم كلثوم حكم مباراة لكرة القدم في الأهلي
وأم كلثوم التي تربعت على عرش الغناء في الوطن العربي قررت في يوم أنها تمارس لعبة كرة القدم في النادي الأهلي ولكن كحكم لمباراة بين قدامى النادي وعدد من الحكام بناء على رغبتها بعد حصولها على عضوية النادي الأهلي الشرفية مدى الحياة، لتكون أقدم عضوة داخل القلعة الحمراء، وذلك وفقا لما ذكره حاتم جمال، صاحب كتاب "السينما والكورة.. أسرار وحكايات"، عن كواليس المباراة التي وقفت فيها كوكب الشرق بصافرة الحكم لتديرها، كما تدير فرقتها على خشبة المسرح.
أم كلثوم تعلن تشجيعها للأهلي مع سمير صبري
وأعلنت أم كلثوم انتماءها للنادي الأهلي، من خلال حوار تليفزيوني أجراه معها الفنان سمير صبري، ومن بين الأسئلة التى وجهها سمير لكوكب الشرق : لو لم تكونى أم كلثوم كنت تحبى تكونى إيه؟ قالت: أحب أكون حارس مرمى فى النادى الأهلى لأن حارس المرمى هو المدافع، وأنا فلاحة، اللى يدافع عن المرمى يدافع عن الأرض وعن العرض والشرف والبلد، وأنا كنت أحب أبقى مدافع فى النادى الأهلى اللى أحبه.