«وكفى الله المؤمنين القتال».. تلاها المقرئ وشرحها الشيخ خالد الجندي في شعائر صلاة الجمعة من مسجد المشير أمام الرئيس السيسي.. القتال دفاعا عن أسباب الحياة لا يمكن أن يكون شرا أبدا.. بل الأشر في تركه
ألقى الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم بمسجد المشير طنطاوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من رجالات الدولة المصرية.
ونقل التلفزيون الرسمي وعدد من الفضائيات المصرية الشعائر كاملة على الهواء مباشرة، وكان من ضمن الآيات التي تلاها المقرئ الشيخ أحمد تميم المراغي في بداية الشعائر آيات من سورة الأحزاب، وتحديدا من الآية الحادية والعشرين وحتى السابعة والعشرين، والتي تتحدث عن موقف المسلمين وثباتهم في غزوة الأحزاب.
وتحدّث الشيخ خالد الجندي عن فضل الشهادة في سبيل الله، وأن الله تعالى اختصّ الشهداء بأعظم المنازل وأعلاها، وأشار إلى أن إحياء ذكرى يوم الشهيد يذكرنا بأنبل البشر بعد الأنبياء والرسل وهم الشهداء، وأنهم استحقوا أن يكونوا وساماً على صدر الوطن خالدين في ذاكرته وفي قلوب أبنائه أبدا، وذلك لأنهم بذلوا دماءهم الغالية فداء لدينهم وأرضهم.
وأوضح أن الإسلام رفع من قدر المرابطين في سبيل الله لصون مقدرات الوطن، وردع كل من تسوّل له نفسه بالاعتداء على الوطن، مشيرا إلى ثناء النبي على العين الساهرة للحراسة في سبيل الله إذ يقول: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".
اقرأ أيضا: 14 مشهدا من صلاة الرئيس السيسي في مسجد المشير طنطاوي (صور وفيديو)
وتطرّق الشيخ خالد الجندي في معرض حديثه عن «حق الوطن والشهادة في سبيله»، إلى تحريف شائع بين الناس لإحدى الآيات القرآنية، وهي آية: «وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ»، والتي كانت ضمن الآيات التي تلاها المقرئ أحمد تميم المراغي في بداية شعائر صلاة الجمعة، والتي تتداول بين الناس خطأ بـ«وكفي الله المؤمنين شر القتال».
واستفاض الشيخ خالد الجندي في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الآية القرآنية، قائلا: "كلمة انتشرت على لسان الناس، أو الكثير من الناس ولكنها ليست صحيحة، عندما تسمع حوارا بين اثنين وهما يقولان: «كفى الله المؤمنين شر القتال». هذه الكلمة لا توجد في القرآن إطلاقا إطلاقا، لا يوجد في القرآن «كفى الله المؤمنين شر القتال»، إنما مثلٌ جرى على ألسنة الناس ويجب أن يغيروه".
وعلّل الجندي أسباب خطأ هذا المثل الشائع بين الناس بأن "الله لم يصف القتال بأنه شر، إنما قال بالنص «وكان الله قويا عزيزا»، هذا هو الموضع الوحيد الذي ذكر في هذه الكلمة بهذه الطريقة، فلماذا قال الله وكفى المؤمين القتال؟ لأن القتال دفعاً عن الأوطان لا يمكن أن يكون شرا أبدا، القتال دفاعا عن المبادئ والمثل لا يمكن أن يكون شرا أبدا، القتال دفاعا عن لقمة العيش وعن موارد الرزق وأسباب الحياة، لا يمكن أن يكون شرا أبدا، بل تركه هو الشر".
وختم: "إذا القتال، كما قال القرآن «وهو كره لكم»، ولم يقل «وهو شر»، المرء يضطر إليه اضطرارا، لأن الأيادي المترددة والمرتعشة لاتحفظ الأوطان".
وذكر الشيخ خالد الجندي واحدة من ضمن الأماني النادرة صرح بها رسول الله علانية، قائلا: "عن أبي هريرة رضى الله عنه أن الرسول قال: وددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل فيحييني الله مرة ثانية، لأقاتل فأقتل، فيحييني الله ثالثة لأقاتل في سبيل الله فأقتل".