رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

الإرادة تهزم المستحيل.. الراقص بالعكاز محمود توفيق يروي لـ«بصراحة» رحلته من صبي حداد إلى أول محترف مصري لكرة القدم للمبتورين.. فقد ساقه في عمر 6 سنوات.. تخرج من حقوق عين شمس وعشق الأهلي | تفاصيل

لم يكد يبلغ السادسة من عمره، حتى سُرقت الفرحة من بين يديه بفقدانه لإحدى سيقانه في حادث أليم أفجع الأسرة كاملة أجرى على إثرها 9 عمليات وبترت قدمه فيها، ورغم ذلك، لم يدع حلمه الذي يرادوه بأن يُصبح لاعب كرة قدم مشهور أن يفلت منه.

محمود توفيق.. شاب خطف عدسات الكاميرات وأنظار الجماهير في احتفالات تأخل مصر لكأس العالم عام 2018، فأصبح أيقونة تشجيع لكرة القدم في مصر.

استطاع محمود أن يقهر المستحيل، ويهزم الظروف التي لحقت به رغمًا عنه، فعمل صبي حداد، وبياع فرشة شباشب، وبياع في محل ملابس، ثم تخرج من كلية الحقوق بجامعة عين شمس، ثم كان تيلر في بنك، لكن ذلك لم يمنعه من أن يحقق الحلم ويُصبح لاعب كرة قدم محترف، بإرادته وإصراره وعزيمته التي لا تنتهي.

عشقه لكرة القدم، وعدم استسلامه لعصاة العكاز التي يستند عليها بسبب إصابته، جعله يلتحق في الصفوف الأولى بدوري المبتورين في تركيا الخاص بذوي القدرات الخاصة وأصحاب الهمم، ليصبح أول لاعب مصري محترف في كرة القدم للمبتورين، حتى أنه أصبح كابتن الفريق.

الأحلام لا تتوقف، ما زالت الأمنيات والأحلام لدى محمود توفيق تراوده، فراح يحلم بارتداء التيشيرت الأحمر للنادي الأهلي، وبتمثيل اسم مصر ورفع رايتها في كأس العالم لكرة القدم للمبتورين.

اسمه الحقيقي محمود عبدالعظيم المعروف إعلامياً بـ الراقص بالعكاز بعد انتشار صورة الشقلباز الشهير في فرحة تأهل منتخب مصر لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 28 سنة، تجاوز الـ 31 عامًا.

في حديثه لـ«بصراحة» روى الراقص بالعكاز تفاصيل رحلته، والتي قال فيها: «كنت أحاول أن أحفز نفسي حتى لا تترك الحادثة أية آثار سلبية أو نقاط ضعف ويأس، وصلت في الدراسة حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم كانت فكرة البحث عن عمل حتى أثبت لذاتي ان البتر في قدمي لن يمنعني عن شيء، فعملت صبي حداد لمدة عام، ثم بفرشاة شباشب، ثم بائع في إحدى محلات الملابس، حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية».

وأضاف «توفيق»، أنه دخل كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج منها محامٍ، مؤكدًا أن طوال هذه الفترة كان حلم الطفولة الذي يراوده بأن يُصبح لاعبًا في النادي الأهلي، يرتدي القميص الأحمر، لعشقه المتناهي للفريق، ولم استسلم، لعبت الكرة بالعكازين مع أصدقائي في الشوارع وفي المدرسة، وحضرت مباريات الأهلي والمنتخب دون أن تفوتني مباراة».

وتابع: «والدي رأى هذا الإصرار، فاصطحبني إلى نادي ألعاب ذوي احتياجات خاصة، وزادني ولعة مروري على ملاعب كرة القدم داخل النادي، حتى وصلت لصالة ألعاب ذوي الهمم، وهناك التقيت الأب الروحي لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة الكابتن خالد حسان أول سباح في العالم يعبر المنش من ذوي الإعاقة، الذي واجهني بأنه ليس هناك لذوي الاحتياجات لعب لكرة القدم، لكن من الممكن أن أكون واحدًا من نجوم السباحة أو كرة الطائرة أو تنس الطولة، وبصوت غمره الحزن وافقت، لكن كنت أهرب من التدريبات وأذهب لمشاهدة تدريبات كرة القدم للأسوياء بسبب عشقي لها».

بسبب ذلك لاحظ مدرس الأسوياء كابتن أسامة حسن تواجد الراقص بالعكاز في كل مرة، وعيناه تلؤها الاشتياق للكرة، وهذه المرة قرر أن يناديه، فبادر توفيق بصوته المنخفض ودقات قلبه السريعة، قائلًا: «هو أنا ينفع ألعاب معاك؟!»، لكنه تفاجأ بالرد: «تعالى هتلعب معانا»، وفي هذا اليوم شعر بالفرحة تقفز إلى قلبه ليتناسى آلامه وما حدث لقدميه.

تدرب محمود توفيق مع الفريق 3 سنوات دون مشاركة بشكل رسمي، لكنه قرر الابتعاد ليهتم بدراسته، وبعد التخرج كان يحرص على حضور مبارايات الأهلي ومنتخب مصر، وفي مباراة المنتخب والكونغو المؤهلة لكأس العالم، وبعد تسجيل الفرعون المصري محمد صلاح ضربة الجزاء التي أهلت المنتخب بالفعل، فقرر توفيق الاحتفال على طريقته الخاصة بالوقوف على العكاز، ليتصدر محركات البحث والتريند على مواقع السوشيال ميديا بصور التقطها أحد المصوريين الصحفيين واعتمدت من الحساب الرسمي للفيفا كأفضل صورة لعام 2017.

في هذه اللحظة.. ولد الحلم وبدأت رياضة جديدة، كرة قدم رسمية لذوي الاحتياجات الخاصة لها كأس عالم وكأس أمم أوروبا وكأس أمم إفريقيا، ودوري أبطال أوروبا للأندية بس اللعبة مش موجوده في مصر، وأسس توفيق اللعبة في مصر وكانت أول دعوة لها في مركز شباب السلام تالت بحضور جميع وسائل الإعلام، وبعد جالي عروض احتراف في الدوري التركي لكرة القدم للمبتورين، وأصبح أول لاعب محترف مصري لذوي الاحتياجات الخاصة.

          
تم نسخ الرابط