مساقي للطيور والحيوانات بالمقابر.. «مدحت» يبدع في تقديم صدقة جارية على روح والديه (صور)
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، حديث نبوي، يجتهد مدحت محمد صبري،لتطبيقه وتحقيق أركانه بعد وفاة والديه، بطريقه مختلفة رغم الإعاقة التي أصابت جسده.
مدحت محمد صبري، رجل خمسيني يعمل بمستشفى أطفال مصر، توفيت والدته فى يونيو الماضى، قبل أن يلحق بها والده، وأصبح صبري لا يجد ضالته إلا بجوار المرقد الأخير لوالديه.
ومن احساس مربي للطيور يستفزه إهدار "التربي" للماء بري التراب دون فائدة، قرر الرجل الخمسيني انشاء مساقى لعابري السبيل بجوار مقابر عائلته لتنزل عليهم رحمات ونور عند كل مرة يرتوى منها هؤلاء العابرين، لكن من الطيور والحيوانات.
الطيور والحيوانات لا تعرف كيف تطلب الماء، ولا يفكر بهاأحدا على عكس البشر يعرفون كيف يطلبون حاجتهم وعلى الرغم من ذلك ننشئ لهم مساقى "كولدير"، على حد وصفه فى تصريحات صحفية، مضيفًا: "الطير أو الحيوان لما يعدي على المقابر بيبقى زي عابر السبيل، لازم تمهدله طريق وفي نفس الوقت ربنا يتقبل وتنزل رحمات على الأموات".
على الرغم من أن مدحت تعرض لإصابة منذ سبع سنوات أدت إلى بتر يداه، يتحرك الرجل الخمسيني بنشاطه وهمه وابتسامه لا تفارقه، وانشأ هذه المساقى بنفسه بمساعدة صديق، وكما أنه لم يتوقف عن قيادة دراجته البخارية، إلا أنه رجل قوى ونموذج للرحمة والصمود والبر.
لا يتوقف مدحت صبري، عن زيارة المقابر يوميًا خاصة فى فصل الصيف لشدة الحرارة واحتياج الطيور والحيوانات للمياه، ويومين في الشتاء، يصيبه الحزن إن منعنته الظروف عن الذهاب كما لو أنه يوم وفاة عزيز.
بدأ مدحت فكرته بـ4 مساقٍ وأخذ في نشرها حتى وصلت نحو19 مسقى، أمنيته ان تعمم الفكرة فى كافة مقابر مصر، بعد انتشارها بمقابر عمرو بن العاص فى مصر القديمة، كما يحلم ان تتبني الاستشارات الهندسية للقوات المسلحة الفكرة، بإقامة هذه المساقى فى الجندي المجهول وقبر الرئيس أنور السادات.