10 نساء غيرن مسار التاريخ في مصر.. ملكات ومناضلات ورائدات تعليم (صور)
يزخر التاريخ المصري بالعديد من النماذج التى غيرت التاريخ فى المجالات كافة، خاصة المرأة، حيث تملك مصر على مدار التاريخ نساء دافعن عن حقوق المرأة، وأثبتن وجودهن فى مهن كانت للرجال فى عصورهن، ورفعن اسم مصر عاليًا، وغيرن مجرىالتاريخ.
وفى اليوم المرأة العالمي نحتفل فى السطور التالية بـ10 نساء أثرن فى تاريخ مصر، وكان لهن الكثير من الجهود والمساهمه فى صناعة تاريخ مصر وحضارتها، باحتلالها مواقع هامة فى الحياة السياسية والاجتماعية أو العلمية، وكانت لهن الريادة السبق فى بعض المهن والنضال لفتح باب كان مغلقًا أمام أجيال من النساء.
1- هدى شعراوي
هدى شعراوى ابنة محمد باشا سلطان، ولدت لأسرة ارستقراطية وتزوجت من الزعيم على باشا شعرواى، وناضلت من اجل قضايا المرأة، ففى عام 1914 أسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وتقدمت صفوف النساء فى ثورة 1919، التى طالبت بالاستقلال جنبًا إلى جنب مع الرجال لأول مرة.
وأسست هدى شعراوي، الاتحاد النسائى المصري، عام 1923، وأصبحت أول رئيسه له وأهم أهدافه التأكيد على حق المرأة فى التعليم والدعوة لتغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية، وفى 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نساي للدفاع عن فلسطين، وفي 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابًا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة، وتوفيت بعد ذلك بحوالي أسبوعين في 12 ديسمبر 1947.
2-صفية زغلول
سلكت صفية زغلول طريقًا غير تقليديًا فى حياتها عندما تزوجت وهى ابنة رئيس وزارء مصر وقتها، مصطفى باشا فهمى، من سعد زغلول،رجل من عامة الشعب، وفاجأت الجميع عندما خلعت اليشمك سنة 1921 وتقدمت صفوف الثوار المصريين أثناء حياة زوجها وبعد وفاته، وعرفت بـ"أم المصريين".
وشاركتفى ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبة باستقلال البلاد، الثورة التى كان الزعيم سعد زغلول ملهمها من منفاه، وعند احتشاد الثوار امام بيته أعلنت صفيه زغلول عن طريق سكرتيرها، أنه “إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد، فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
3- نبوية موسى
نبوية موسى محمد بدوية هي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، وهى كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وكانت من رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي. وكانت المساواة شعار نبوية موسى،فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، فقررت دخول معركة البكالوريا -الشهادة الجامعية- لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا، ولذلك أنشأت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية.
4- أم كلثوم
هى فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي، كوكب الشرق وأهم الأصوات التى تمتلكها مصر، وأبرز مطربة فى القرن العشرين الميلادي، وبدأت مشوارها الفنى فى سن الطفولة، ذاع صيتها فى العالم العربي كله بل والعالم.
بدأصيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافى للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام ابيها، الذى كان يصطحبها للغناء فى الحفلات، حين تحولت للمصدر الرئيسي لدخل الأسرة، وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار لتتغير حياتها بعد ذلك وتنطلق إلى النجومية.
رغم أن أم كلثوم غنت للجيش المحاصر في الفالوجا أثناء حرب فلسطين أغنية (غلبت أصالح في روحي)، ذلك الجيش الذي كان بين أفراده عبد الناصر وأنور السادات،إلا أنه تم اعتبارها ضد الثورة بسبب حصولها علىقلاده صاحبه العصمة وغنائها للملك أكثر من مرة، منها أغنية عام 1932 في حضور الملك فؤاد، وتم طردها من الإذاعة ومنصب نقيبة الموسيقيين، قبل أن يلغى عبد الناصر القرار شخصيًا بعد علمه بالأمر.
5- حتشبسوت
قادت حتشبسوت الجيوش للحرب في مستهل حكمها، لكنها وجهت جل طاقتها لتوطيد العلاقات التجارية مع البلاد المجاورة مما عاد على مصر وأهلها بالثراء والرخاء وساهم في بدء حقبة ارتقت فيها الفنون والعمارة وشيدت فيها مشروعات عملاقة لم يعرف التاريخ القديم مثيلاً لها.
حكمت حتشبسوت،مصر في عهد الفراعنة من 1508 إلى 1458 قبل الميلاد، وكانت من الحكام الذين آثروا في تاريخ مصر، وكانت امرأة تفوق أقرانها من الرجال والنساء، لأنها طالما تشبهت بمظهر الرجال ليتقبلها المصريون خليفة لأبيها تحتمس الأول، وقادت البلاد لمدة 21 سنة وهى من اطول فترات الحكم في العصر الفرعونى، واتسم عصرها بأنه من اكثر العصور سلاماً ورخاءً.
6- كليوباترا
كانت كليوباترا المنحدرة من أسرة البطالمة ذوو الأصل الاغريقى الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر الأكبر هي آخر فراعنة مصر، وحكمت مصر فى الفترة من 69 إلى 30 ق.م.
دعمت كليوباترا اقتصاد مصر بالتجارة مع بلاد الشرق فساعد هذا على تقوية وضع مصر في العالم القديم مما جلب السلام للبلاد، بعد أن اضعفتها الحروب الداخلية، وتشير المصادر التاريخية المعاصرة لعصر كليوباترا، انها كانت محبوبة جداً من شعبها.
ويقول بلوتارخ عن كليوباترا: "لم يكن جمالها ملفتاً يبهر الناظر اليها، ولكن حضورها كان طاغياً، كانت شخصيتها وما تقوله وما تفعله شىء ساحر حقاً".
7- شجرة الدر
شجرة الدر، الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية، كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ، مايو 1250م.
قضى السلطان الصالح ايوب السنوات الأخيرة من عمره في محاربة الصليبيين وفى ذلك الوقت كانت شجرة الدر هي المسؤولة عن بيت المال وكان لها نفوذاً كبيراً على الجيش وانتهى بها الأمر بأن شاركت زوجها في حكم البلاد بعد ان داهمه مرض عضال. فلما وافته المنية اثناء مقاومة البلاد للغزو الصليبى بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، قررت إخفاء الخبر حتى لا تتأثر معنويات الجيوش والى ان تطمئن لتأيدهم تولى ابنه توران شاه للحكم.
وكان أول عمل اهتمت به بعد توليها الحكم رسميًا هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه أنتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع، القدّيس لويس، كما يسميه قومه، الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.
8- مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن هى أول محامية فى مصر، ومن أولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن فى كلية الحقوق، بالإضافة لكونها ناشطة وعضوة فى عدة منظمات ونائبة فى البرلمان لأكثر من 17 عامًا، وفى الوقت نفسه كانت زوجة وأمًا لـ 9 أبناء.
ترافعت فى القضية الأولى وكانت "قتل خطأ" وأقنعت مرؤسيها فى العمل بقدرتها على تولى القضية، فاعطاها الفرصة وكسبت القضية، وذاع صيتها لتأسس مكتبها الخاص بعد عدة اعوام، واشتركت مفيدة عبد الرحمن كعضو فى لجنة لإجراءات تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية فى الستينيات، وتشجع دخول المرأة لميدان العمل والمشاركة فى الحياة العامة.
9- روزاليوسف
ولدت روز اليوسف في لبنان وعندما بلغت الـ10 من عمرها جاءت إلى مصر وعاشت في الإسكندرية مع أسرة اسكندر فرج صاحب الفرقة المسرحية ومن هنا جاءت بداية علاقتها بالمسرح، حيث عملت ممثلة مسرحية في عدة فرق ونجحت في أن تصنع لنفسها اسماً وشهرة، حتى اعتزلت التمثيل في 1925، وتقدمت بطلب ترخيص لإنشاء دار نشر.
ونجحت "روز" بمواردها المحدودة ومساندة أصدقائها في الوسط الفني أن تنشأ مجلة "روز اليوسف" وكانت بداية مشوارها في عالم الصحافة والنشر، وبدأت كمجلة أدبية ثقافية، ثم تحولت إلى مجلة ذات طابع سياسي، قبل ان تتعرض للاعتقال أكثر من مرة، وسحبت رخصة المجلة منها بسبب نشر مقالات ضد الاحتلال الانجليزى.
10- لطيفة النادي
هى أول كابتن طيار مصرية، ولدت في 1907، كانت مولعة بالطيران منذ طفولتها ودرست الطيران، بينما أوهمت والدها أنها تتلقى حصص تقوية لرفع مستواها الدراسي مرتين أسبوعيا، وعندما علم والدها بالأمر اضطرت للعمل كموظفة استقبال في مطار القاهرة لتوفر نفقات دروس تعلم الطيران.
وفى عام 1933، حصلت النادي على رخصة الطيران وكان عمرها 26 عامًا، لتحقق حلم الطيران بمفردها بين القاهرة والاسكندرية فى سباق استطاعت ان تحقق فيه المركز الأول، وقادت هدى شعراوى حملة لجمع المال لشراء طائرة لها، لتحلق بها فى جميع انحاء العالم، واصبح والدها من أكبر المشجعين لها بعد أن اصطحبته على متن الطائرة فى جولة فوق الأهرامات عدة مرات.