الوفد: الخطاب الوطني لثورة 30 يونيو كان إيذانًا ببدء مرحلة جديدة
نظّم حزب الوفد برئاسة الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، وتحت إشراف النائب الوفدي الدكتور أيمن محسب عضو الهيئة العليا وعضو مجلس النواب ومقرر لجنة الاستثمارات العامة وسياسة ملكية الدولة بالحوار الوطني، الجلسة الثانية للصالون الثقافي الوفدي عن "الحوار الوطني"، وأدار النقاش فيها الكاتب الصحفي شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد.
شريف عارف : الخطاب الوطني لثورة 30 يونيو كان إيذانًا ببدء مرحلة جديدة
ورحب الكاتب الصحفي شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد بضيوف صالون الوفد الثقافي للحوار الوطني في ثاني جلساته، بحزب الوفد كأقدم هيئة شعبية، مظلة وطنية، وحزب سياسي جمع المصريين، قبل قرن من الزمان على قلب رجل واحد وفكر واحد، وضمير واحد اليوم.
وأكد المستشار الإعلامي لحزب الوفد أنه في إطار الاهتمام بالحوار الوطني وفعالياته، يأتي استكمال النقاش بهذا الصالون الثقافي المهم، مضيفًا: "نستمع إلى بعضنا البعض، وتتعدد الألوان والأطياف، ويكون لكل منا رؤى قد تختلف في محاور النقاش، لكنها لا تختلف في النهاية على مصلحة الوطن".
ولفت عارف إلى أن النقاش يدور حول قضية من قضايا الوطن المهمة، والتي تشكّل محورًا مهمًا من محاور الحوار الوطني، وتحديدا في المحور المجتمعي، قائلا:" نتحدث اليوم عن الهوية والخطاب الوطني وهي من القضايا المهمة، التي لازمت مصر في كافة العهود والعصور فلولا الهوية الوطنية، ما استطاعت مصر أن تصمد على مدى آلاف السنين، هذه الحضارة العريقة، التي ولدت على ضفتي نهر النيل العظيم، والتي واجهت كل التحديات بفضل هذه الهوية، التي صنعتها حضارة وادي النيل".
وأردف: "في عصرنا الحديث كانت قضية الهوية الوطنية والخطاب الوطني هي محور الصراع، وخاصة في القرن التاسع عشر، وما تبعه من احتلال لمصر وخلال القرن العشرين الذي كان محوراً تفاعلياً للحركة الوطنية المصرية، بدء من مصطفى كامل وحتى تشكيل الوفد المصري برئاسة الزعيم سعد زغلول عام 1918 لتبدأ مصر مرحلة جديدة من المقاومة، لفكرة الغزو وطمس الهوية المصرية، ولعل القضية الأساسية، التي كانت محورا للصراع، هي الهوية الوطنية، والتي تجلت في أعظم صورها بخطاب وطني صميم، يعبر عن الأمة المصرية وتوحدها الأيديولوجي والديني على هدف واحد ومصلحة عليا للوطن، وضربت مصر المثل العظيم في الوحدة الوطنية، وفي خطاب يراعي جميع فئات المجتمع".وقال عارف، لقد جاء تصريح 28 فبراير عام 1922.
ليؤكد هوية مصر، ويظهر مصطلح الدولة المصرية معبراً عن السيادة الوطنية، ومعلنًا انتهاء الخلافة العثمانية وخروج مصر منها إلى الأبد، بعد أن كانت مجرد ولاية تابعة للحكم العثماني، وكانت هناك حاجة إلى ضرب الفكرة الوطنية، وربما ذلك ما تجلى في ظهور تيار الإسلام السياسي في عشرينيات القرن الماضي بتأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، لتكن في مواجهة الفكرة الوطنية المصرية التي حققتها ثورة 1919.
وأشار المستشار الإعلامي لحزب الوفد إلى أنه منذ اللحظة الأولى أدرك المصريون أنهم أمام محاولات لتغيير الهوية المصرية وربما انخدع البعض في الشعارات الدينية، إلا أنها في النهاية، صادفت الفشل لخروجها عن التقليد والعرف المجتمعي القائم على التسامح وتقبل الآخر.وأضاف عارف أن مع بدايات الألفية الثالثة، كانت معركة الهوية الوطنية هي الأشرس، بعد أن دخلت فيها وسائل الإعلام بشكل كبير، وأصبح التأثير أكثر حدة وأعلى تقنية، وهنا كانت المقاومة من التيارات الوطنية ولازالت حتى اليوم، وخلال العام الأسود من حكم الجماعة الفاشية حاولت أن تغير من هوية المجتمع المصري، الذي نبت وتأسس عليها وكان طبيعيا أن تشهد أفكارها الهدامة مقاومة كبيرة من المجتمع و الرموز والنخب.
وأكد أن الخطاب الوطني لثورة 30 يونيو كان إيذانًا ببدء مرحلة جديدة، تراعي حقوق وواجبات كل أبناء المجتمع، ودولة تقدم العدالة الثقافية لكل الناس و تراعي حقوق الإنسان والحريات، ومن هنا كانت فكرة الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من على مائدة الأسرة المصرية في رمضان الماضي.