120 عاما من العمل.. حكاية أقدم مصبغة في مصر.. فيديو وصور
في منطقة الغورية قلب القاهرة الفاطمية، وبالقرب من الأزهر الشريف في حي أصلان بالدرب الأحمر، داخل مستودع المصبغة يجلس رجل كبير على كرسي، ليتابع حركة العمل داخلها، ويصدر تعليماته لمن يعملون معه في المصبغة بكل حب.
فيها عايش «عم سلامة» حكامًا كثيرين لمصر، من الملك فاروق وحتى الرئيس السيسى، غير أن أسلوبه فى العمل لم يتبدل حتى أنه أورث للعاملين معه هذا الأسلوب.. فى حين أن شخصين يتنقلان بالمكان، ليصيرا مع عم سلامة أشبه بخلية صغيرة تعمل فى المصبغة.
وبمجرد أن تقترب من المصبغة عم سلامة منخلال ذلك الممر، تشتم تلك الروائح المميزة للصبغة والألوان الممتزجة بالخيوط، يستقبلك ذلك الرجل العجوز الذي يكافح من أجل بقاء ذلك التاريخفي تلك المصبغة، يصطحبك الرجل إلى نهاية المصبغة، لتجد فناء مقسم لعدة زوايا ذات حجم كبير، لا يتناسب مع ذاك الممر الضيق.
عم سلامة.. رجل عجوز تجاوز الثمانين عامًا من عمره، يتسم وجهة البشوشلا تخلو قسماتها من الخشونة، أسمر البشرة، يمتلك عينان ضيقتان، و الشعر الأبيض الذي يكسو رأسه، ويدان ذات التشققات طيلة سبعون عامًا من العمل في الألوان والصبغات، والذي حاضر إلى القاهرة قادمًا من محافظة القليوبية عام 1943 ولم يكن قد تعدى من العمرالسابعة من عمره ليكون في القاهرة.
حبه للألوان، جعله يقرر أن يتعلم فن الصباغة، قبل أن يجار تلك المصبغة من محمود محمد عطية، ليصبح صاحب أشهر مصبغة بلدي في مصر.
لدى عم سلامة 15 ابنًا وابنة، توفى منهم3، بخلاف عدد آخر من الأحفاد، حرص علىأن يعلمهم فن صباغة الخيوط، حتى لا تنقرض مهنة عاش من أجلها عقود طويلة.
ينطلق الجميع في السادسة من صباح كل يوم في تلك المصبغة، ليبدأ العمل في التاسعة، يعمل الأبناء في ورشة الصباغة.
مهنة صباغة الخيوط بدأت منذ آلاف السنين، ويعتقد علماء الآثار أن تلك المهنة ظهرت في عهد الأسرة الأولي الفرعونية، أي منذ ما يقرب من 5200 عام مضت، ليبدأ عهد جديد من الألوان وتغيير ما استقر عليه العالم من لون واحد إلى وجود العديد من الألوان المبهجة التي أحدثت طفرة في عصرها، ليصبح للعالم مذاق جميل بالألوان تتزين به.