بمناسبة الذكرى ١٠٢ لثورة الشعب الكبري.. «أبوشقة» ثورة 1919 ألغت الحماية البريطانية.. وأسست للدولة المصرية الحديثة.. نفى «سعد» ورفاقه وراء اندلاع الثورة.. والوفد سيظل مدافعاً عن الدولة الوطنية
أعلن المستشار بهاءالدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ بمناسبة ذكرى ثورة 1919، أن هذه الثورة هى فخر للمصريين جميعاً فهي إرادة أمة وكفاح شعب وزعامة زعيم، مشيرًا إلى أن الاحتفال بذكرى ثورة 1919 يعنى الاحتفال بتأسيس حزب الوفد، الذى يعد الابن الشرعى للثورة التى انطلقت شرارتها فى 9 مارس 1919.
وأكد أبوشقة أن هذه الثورة أرخ لها المؤرخون بأنها أسست للدولة المصرية، مضيفًا، حزب الوفد قال عنه المؤرخون، سواء فى الداخل أو فى الخارج، إنه جزء من الحركة الوطنية المصرية خلال المائة عام الماضية.
وأوضح «أبوشقة» أنه فى يوم 13 نوفمبر سنة 1918، ما زال يوماً تاريخياً للمصريين فهو عيد الجهاد الوطنى، عندما توجه الزعيم سعد زغلول ومعه كل من عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة السير ريجنالد ونجت، المندوب السامى البريطانى، للمطالبة بالاستقلال، وكانت المواجهة التى اتسمت بالاستعلاء والتهكم عندما قال: بأى صفة تتحدثون باسم الشعب المصرى، وكانت بداية الثورة التى انطلقت، وجمع المصريون ثلاثة ملايين توكيل من كل ربوع مصر فى وقت واحد، وكان عدد سكان مصر 11 مليون نسمة، وقاموا بتفويض الزعيم سعد زغلول بأن يكون لسان الإرادة الحقيقية للشعب المصرى، وأمام صلابة المصريين وإصرارهم على مطالبهم والتفافهم حول الزعيم سعد زغلول كانت القارعة.
وتم اعتقال سعد ومحمد محمود وإسماعيل صدقى وحمد الباسل يوم 8 مارس 1919 ونفيهم إلى جزيرة مالطا، موضحًا أن هذه كانت الشرارة التى ألهبت مشاعر المصريين، وكانت الثورة العارمة التى لا مثيل لها فى تاريخ الثورات الشعبية فى العالم. وأكد أبوشقة أن هذه الثورة أسست للدولة المصرية، مضيفًا أن الثورة حققت إنجازات عظيمة ومن ثمارها بيان 28 فبراير 1922، وألغيت الحماية البريطانية على مصر التى باتت دولة مستقلة ذات سيادة، وإعلان انفصال مصر عن تركيا ليعلن الأمير أحمد فؤاد ملكاً على مصر.
كما تم إعلان دستور 1923 الذى أسس لنهضة البرلمان، وتم تحرير المرأة المصرية، وكان من رواد التحرير فى هذا الشأن أم المصريين صفية زغلول والأم الروحية للنساء هدى شعراوى. وتم إنشاء أول نقابة عمالية فى مصر فى عهد وزارة سعد سنة 1924 بقيادة عبدالعزيز فهمى، وظهر الوطنى الكبير والاقتصادى طلعت حرب.
وأشار «أبوشقة» إلى أن مصر شهدت نهضة شاملة فى كل المجالات فنية وأدبية وثقافية وفكرية أمثال سيد درويش ومحمود مختار وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم من الشباب الذين شاركوا فى الثورة، وأصبحوا فيما بعد رؤساء وزارات وقادة أمثال محمود فهمى النقراشى وأحمد ماهر وإبراهيم عبدالهادى.
وقال «أبوشقة» إن ثورة 1919 ثورة شعب أسست دولة ولم تتوقف المسيرة بعد وفاة الزعيم سعد زغلول سنة 1927 وحمل لواء الكفاح وواصل المسيرة الزعيم مصطفى النحاس، وكانت معاهدة 1936 التى أبرمها وانحصرت فيها قوات الاحتلال فى مدينة القناة، وكان إلغاء معاهدة 1936 مرحلة جديدة من الكفاح المسلح ويوم 25 يناير 1952، الذى أصبح عيداً للشرطة، وأصبح فى ضمير العالم وعيون الشعب رمزاً لإرادة أمة وكفاح شعب وزعامة زعيم.
وأوضح «أبوشقة» أنه تم إلغاء الأحزاب فى عام 1953، وعندما أعادها الرئيس الراحل أنور السادات إلى الساحة السياسية كان الزعيم الثالث للوفد فؤاد باشا سراج الدين الذى أعاد الوفد إلى الساحة السياسية فى عام 1978قوياً راسخاً حامياً لمبادئه وتقاليده وأنه ضمير الأمة. وأكد «أبوشقة» أن حزب الوفد كان وما زال عند مبادئه التى دافع عنها طيلة 102 عام.
ولفت «أبوشقة» إلى أن حزب الوفد سيظل عند مبادئه مدافعاً عن الدولة الوطنية والوطن والمواطن، مدافعاً عن الدستور والديمقراطية بمفهومها الوطنى، ولا نجد غضاضة فى أن نقف إلى جوار الحاكم إن أحسن، وإذا صادفنا أخطاء نكون أمام المعارضة الوطنية الشريفة النزيهة التى لا تتغى إلا مصلحة الوطن والمواطن، مبرأة عن أى هدف شخصى أو مطلب أو منفعة ذاتية.