«الحقني بيخنقني».. النيابة العامة تكشف اللحظات الأخيرة في حياة خلود قبل إزهاق روحها: المتهم اعتصر رقبتها عصرًا واستغل عيشتها بمفردها مع أخيها الصغيرة
أذاعت النيابة العامة مرافعتهافي القضية رقم (٣٥٣٧) لسنة ٢٠٢٢ جنايات الشرق المُتهم فيها محمد سمير أحمد المتولي بقتل المجني عليها خلود السيد فاروقعمدًا مع سبق الإصرار بمحافظة بورسعيد إعداد وإلقاء إدارة البيان والمرافعة بالمكتب الفني للنائب العام.
نص المرافعة
بدأ ممثل النيابة العامة مرافعته بكلمات قوية لم يكن أمام الفتاة إلا أن تخرج للعمل من أجل أن تنفق على أخويها وبالفعل ذهبت للعمل بمنطقة الاستثمار في أحد المصانع، حيث وجدت لها لقمة عيش من الحلال بأحد مصانع الملابس الجاهزة حيث تعرفت الفتاة خلال العمل بالمصنع على زميل لها يدعي محمد سمير، وبالفعل ارتبطت به وتمت الخطوبة ظنًا منها أنه سيكون لها السند في الحياة بعد وفاة والديها ولم تكن تعرف إنها تكتب أولى سطور إنهاء حياتها، ولكن الفتاة لم تحب هذا الشخص، وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة وطلبت منه الانفصال عنه، وذلك لأنه كان دائم التعدي عليها وضربها لغيرته المرضية عليها.
وتابعت النيابة العامة في مرافعتها أن خلود طلبت من خطيبها وزميلها في العمل أن يتركها وأن يبتعد عن طريقها، إلا أنه رفض ذلك وقام بتهديدها أمام الجميع قائلًا: يا هتكوني ليا يا هقتلك وهنا ظنت الفتاة أنه تهديد لن يصل إلى التنفيذ ولكن بالفعل قتلها.
وشعرت خلود بالخوف أن يكون مصيرها كمصير نيرة أشرف أو فتاة المنصورة وبعدهما فتاة الزقازيق وغيرهم من الفتيات اللاتي قتلن على يد شباب مرضى بقساوة القلب لرفض استكمال قصص ارتباطهن معهم فقررت خلود ان تستقيل من عملها خوفا من أن يقتلها.
وتابعت النيابة عندما ذهب المهتم إلي المصنع وعلم أنها استقالت لكي تبتعد عنه: جن جنونه، فقدم إذنا من عمله نصف ساعه وذهب الى منزلها وهو منزل غرفة صغيرة من الطوب الأحمر على سطح أحد العقارات السكنية ولأنه يعلم أنها يتيمه، وفي ذلك الوقت من الصباح ستكون بمفردها في منزلها، فتعدى عليها وفاجأ المتهم القتيلة فوجدته أمامها وقام بسحبها من شعرها، ثم قام المتهم بضرب المجني عليها في بطنها وانهال عليها ضربا دون توقف ، ثم أخذ يضربها ويعتدي عليها دون رحمة ثم أحكم الإمساك بعنقها وعصرها عصرا وأخذت تستغيث به ولكنه أحكم القبض على عنقها حتى فاضت روحها إلى بارئها”.
واستشهدت النيابة العامة بتسجيل صوتي مكالمة أجرتها المجني عليها مع أحد الشهود وهى تستغيث من المتهم وهى تقول له " ارحمنى يا محمد حرام عليك" وهو يصرخ فيها ويقول " هقتلك يا خلود" وقد أقر المتهم بأن ذاك صوته وصوتها خلال جريمة القتل.
وتابع ممثل النيابة المتهم أقر بارتكاب الواقعة قائلا: "أنا قتلت خلود لأنها قررت تسبني" وعرضت النيابة تسجيلا صوتيا للمكالمة الأخيرة التي أجرتها المجني عليها للاستغاثة بزميل لها، تضمن المقطع كلمات استغاثة:بيخنقني بيخنقني الحقني وأيضا كلمات المتهم: "هقتلك ضيعتيني" ثم لفظت أنفاسها الأخيرة.
وأضافت: هناك خلل في إدراك بعض الرجال لمبادئ التعامل الصحيح مع المرأة، وهي المبادئ التي تربينا عليها في المسجد والكنيسة، وأن الرجولة ليست بفرض السيطرة وتضييق الخناق، فالشك المتواصل مرآة لانعدام ثقة الرجل في نفسه، وتضييق الخناق ليس تعبيرا عن الحب، ولكن أحد أسباب القضاء على هذا الحب وهو سلوك أثبت أنه يؤدي إلى نتائج سلبية، والوسطية هي الحل فلا حرية بمعنى عدم المسئولية ولا تضييق يصل إلى الخناق"
وطالبت النيابة العامة في مرافعتها بإصدار أقصى عقوبة على المتهم محمد سمير قاتل خطيبته ببورسعيد وهى الإعدام شنقا لـ اقترافه جريمة تقشعر لها الأبدان لقتل خطيبته مع سبق الإصرار والترصد لرفضها استكمال الخطوبة معه حيث أن ما قام به ضد الأعراف والتقاليد والاخلاق وكل الأديان السماوية فقد تكامل فيها الركن المعنوي والمادي والترصد لقتل خطيبته بعد تهديده لها بقتله
وكان النائب العام قد أمر بإحالة المتهم بقتل المجني عليها "خلود السيد" ببورسعيد إلى محكمة الجنايات، لمعاقبته عن اتهامه بقتلها عمدًا مع سبق الإصرار، إثر خلافات بينهما، لغيرته المفرطة عليها، وتحكمه في تعاملاتها، ودوام سوء ظنه فيها، مما اضطرت معه المجني عليها إلى قطع علاقتهما لإنهاء خطبتهما، فعزم لذلك المتهم على قتلها، حيث تسلل من شرفة مسكنها وقتلها خنقًا .