المتحدة تخوض معركة الوعي من ملفات المخابرات العامة المصرية.. الاختيار والممر والخلية وأخيرًا السرب وهجمة مرتدة لردع الحروب النوعية الجديدة.. والحفاظ على عقول الأجيال الواعدة
القوة الناعمة القوية قادرة على التصدي لأية هجمات تشنها الأفاعي المتربصة بمصر المُعتمدة على سلاح جديد أكثر فتكًا من السلاح الاعتيادي بالرصاص والنار، سلاح الوعي والانتماء وحب الوطن، وهو ما أدركته مصر في الفترة القليلة الماضية.
بطولات وأبطال، كنزٌ زاخرٌ في خزائن مصر، كان بحاجة لم يضع المفتاح في القفل ليخرج ما فيه إلى النور، ثورة عظيمة جسدها أبطال ملحمة سيناء في 1973 وما قبلها وبعدها للدفاع عن تراب هذا الوطن.
وباعتبار الفن أحد أسلحة القوة الناعمة، فأصبح الجنود الآن هم نجوم السينما وعالم الفن والأدب والثقافة، لردع كافة الطلقات والأسهم والصواريخ والمسماة بحروب الجيل الرابع والخامس الموجهة نحو هذا البلد لمحاولة السيطرة عليه حاضرًا ومستقبلًا ومحو الماضي، بدأ ذلك بتجسيد الأعمال البطولية بداية من الثمانينات والتسعينات حيث كانت أعمال مثل الرصاصة لا تزال في جيبي وغيرها.
الشركة المتحدة، وضعت على عاتقها هذه المهمة، وبدأت في قيادة المواجهة، وكانت البداية بإنتاج العمل المبهر فيلم «الممر» الذي استمر عرضه إلى بداية 2020، ومسلسل «الاختيار» وفيلم «الخلية» وأعمال أخرى حرّكت المياه الراكدة في الوسط الفني ودفعت الجميع لأن يفكر في تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال، التي تؤتي بثمارها الوطنية وتسكن في قلوب الشعب وفي كل بيت.
على سبيل المثال كان فيلم «الممر» الذي تدور أحداثه في فترة حرب الاستنزاف حول بطولات الجيش المصري، يُعد أحد أضخم الإنتاجات السينمائية في تاريخ مصر بميزانية تجاوزت الـ100 مليون جنيه مصري، وقامت شركة الإنتاج ببناء ديكورات الفيلم بالكامل، حيث وفرت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة مواقع التصوير وبعدها تمت الاستعانة بمتخصصين لبناء الديكورات بالكامل لمطابقتها بالواقع خلال تلك الفترة، وتمت الاستعانة بفريق عمل أمريكي لتصميم مشاهد الأكشن والمعارك الحربية.
الفيلم كان من إخراج وتأليف شريف عرفة، وإنتاج هشام عبد الخالق، ومن بطولة أحمد عز، وإياد نصار، وأحمد فلوكس، وأحمد رزق، ومحمد فراج، وأحمد صلاح حسني، وحقق الفيلم المركز الرابع في قائمة أعلى الأفلام دخلًا في السينما المصرية.
ومسلسل «الاختيار» هو الآخر كان مثالاً حيًا لتجسيد بطولات الجيش المصري في سيناء، حيث كان يحكي قصة الشهيد أحمد المنسي الذي اغتالته يد الإرهاب الشريرة في حادث كمين البرث. وظهر أثناء استقبال هذا العمل في البيوت كم التعاطف والتعاضد وووحدة الأفكار والتوجهات التي تجمع الشعب المصري كله، حيث كان عرضه بمثابة درس في الوطنية تتلقاه الأسرة المصرية كل يوم.
نجاح مسلسل «الاختيار» دفع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (الجهة المنتجة للعمل) أن تفكر في تقديم المزيد من الأعمال الوطنية، إذ بدأ التفكير مبكراً لأعمال رمضان 2021، والتي يحمل الكثير منها الطابع الوطنى، بداية من الجزء الثاني لـ«الاختيار» حيث بدأ القائمون على العمل فى وضع الخطوط العريضة للقصة التى سيتم تناولها وشكل العمل، خاصة بعدما تناول الجزء الأول حياة الشهيد بطل الصاعقة أحمد منسى ودوره البطولى فى مقاومة العمليات الإرهابية في سيناء.
الإخوان لم يناقشوا المسلسل فنيًا، ربما لم يروه، ولكنهم كانوا يجهزون حملاتهم الشرسة عليه، وكأنهم توقعوا نجاح تلك الأعمال التي تجسد بطولات الجيش المصري، والتي كان في بدايتها فيلم «الممر» الذي نال نفس الهجمة الإخوانية، ثم نالها مسلسل «الاختيار»، ولكن بطريقة أشرس.
بعيدًا عن تلك الهجمات وغيرها، فإن ما حدث خلال العام الماضي سيكون درسًا مهمًا لكل المهتمين بالفنون، وهو أن الأعمال الوطنية مهما غابت عن الشاشات فإنها حاضرة في الأذهان، ويمكن أن تبعث وقت صنعها وعرضها شجون ومشاعر الوطنية في صدور المصريين.
من جديد وبعد التأكد من إنتاج الجزء الثاني من مسلسل الاختيار الذي سيجسد بطولته هذه المرة الفنان كريم عبد العزيز والفنان أحمد مكي، يظهر عمل آخر للفنان أحمد عز بعنوان «هجمة مرتدة» ضمن الأعمال البطولية الوطنية والتي تنتجها الشركة المتحدة على ذات النهج من معركة الوعي، في منافسات الماراثون الدرامي في رمضان 2021، بمشاركة هند صبري وإنجي المقدم، وصلاح عبدالله، وماجدة زكي، مايان السيد، محمود البزاوي، محمد جمعة، أحمد فؤاد سليم، إخراج أحمد علاء.
المسلسل من تأليف باهر دويدار، وهو مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، ويجسد خلاله «عز» شخصية شاب تحاول إحدى الدول الأجنبية تجنيده، وتنجح المخابرات المصرية في الوصول له وتجنيده لصالحها لينفذ مجموعة من العمليات ضد الدولة الأجنبية في إطار تشويقي وطني من ملفات المخابرات المصرية.
أيضًا فيلم السرب، الذي تم إنتاجه لتجسيد ملحمة الثأر التي شنتها القوات المسلحة المصرية، على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محافظة درنة في ليبيا عام 2015.
الخلاصة.. أن الشركة المتحدة استطاعت بما لا يدع مجالًا للشك أن تكون هناك نقلة جيدة بأعمال تحكي ملامح مصر وتراثها وثقافتها وتقدم صورتها الحقيقية أمام الجميع في الداخل والخارج، بما يضمن جيلًا واعيًا مُدركًا لما يدور من جميع الجوانب والجهات.