ماتت ولحق بها مولودها.. «عزيزة» ضحية طبيب المنيا الشهير
على مدار تسعة أشهر، واصلت "عزيزة" متابعة حملها عند الدكتور "محمد. ع"، وفي اليوم الذي حدده الدكتور سلفًا لإجراء عملية الولادة، ذهبت إليه بصحبة زوجها وأهلها، وهناك، داخل عيادته الكائنة بمركز العدوة بالمنيا، دخلت غرفة العمليات التي أنشأها بعيدًا عن أعين وزارة الصحة ونقابة الأطباء داخل العيادة، واستمرت بداخلها قرابة الـ ٦ ساعات كاملة، والأهل بالخارج لا يعرفون ماذا يحدث لابنتهم بالداخل، اللهم إلا بعد انقضاء هذه المدة أبلغهم الطبيب أن عملية الولادة لم تتم بنجاح، وقد توفى المولود، والزوجة في حالة صعبة، وعليه بمجرد ما أن رأى الأهل الحالة التي عليها ابنتهم، نقلوها إلى مستشفى العدوة المركزي، لكن توفاها الله قبل وصولها.
كان الوضع صعب، والحالة التي ماتت عليها "عزيزة" غامضة، وغموضها هذا يوحي بأن ثمة شيء حدث لها داخل عيادة الطبيب "محمد. ع"، الأمر الذي معه أدى إلى وفاتها.
هذه الشكوك أكدها مفتش مكتب صحة العدوة في تقريره بعد فحص الحالة، والذي أورد فيه نصًا؛ أنه تبين له وجود إصابات بالمتوفاة نتيجة ولادة طبيعية متعسرة، أدت إلى انقباض عضلة الرحم، واتساعه على خلاف الاتساع الطبيعي، وحدوث نزيف حاد وجلطة رئوية، وظهور علامات الإصابة بأنيميا حادة، كشحوب الوجه واصفرار اليدين وجفاف الشفتين وتساقط الشعر، وأقر في تقريره وجود إهمال طبي؛ تمثل في عدم إجرائه للمريضة الفحوصات والتحاليل اللازمة قبل عملية الولادة، وكذا عدم وجود عينات دماء وعدم وجود طبيب تخدير، وأكد أن إصابة المريضة بأعراض الأنيميا يستلزم إجراءها العملية داخل مستشفى، وأنهى تقريره مفندًا سبب الوفاة هو عدم اتخاذ الإجراءات الطبية.جثة هامدة داخل ثلاجة المستشفى، وحولها الأهل في حسرة وبكاء، وصراخهم يشق الأرض شقا، والزوج هو الأخر في حالة ذهول، يبكي وهو يقرأ تقرير مفتش الصحة عن الحالة، وأصبح بين شقي الرحى، أيحزن على وفاة مولوده؟، أم يحزن على وفاة زوجته وشريكته؟.. يأخذها ويدفنها ويتلقى العزاء فيها؟، أم يواصل البحث عن حقها ويسترده؟، في الحقيقة اختار الزوج الخيار الثاني، وهو أن لا يضيّع وفاتها هدرًا، وأن يأخذ حق زوجته مهما كلفه الأمر، وعليه حرر محضرًا بالواقعة، يحمل رقم ٤٩٢٥ لسنة ٢٠٢١ جنح العدوة، وبدأت الأجهزة الأمنية تتابع تفاصيل الحادث.
بداية التحقيقات كان الوضع غريبًا بعض الشيء، الدكتور ينفي ما أسند إليه من اتهامات، وعزز موقفه بأن قال: أنه اتخذ كل الإجراءات الطبية الممكنة لإسعاف المريضة، لكن كل هذه الإسعافات لم تجدي نفعًا مع حالتها المتأخرة، لكن مع بداية التحريات حول الواقعة.. وفحص العيادة الطبية وغرفة العمليات التي تمت فيها عملية الولادة، وسجل العمليات التي قام بها الطبيب اتضحت الكثير من الحقائق.