رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

مصطفى ناصر يحاور عبد الرحمن أحمد "البطل الذهبي"..  الشاب العشريني رفع رأس مصر في جنوب إفريقيا وحصد الميدالية الذهبية فى لعبة "البوتشيا" المخصصة لذوي العزم

“البوتشى”هي لعبة قديمة من التراث الإيطالى قبل أن تعتمدها اللجنة البارالمبية الدولية، مع تعديل بعض قوانينها وتغيير اسمها إلى “بوتشيا”، وتصبح لعبة لذوي العزممنذ 1984، وهى عبارة عن كرة بيضاء صغيرة تسمى “جاك”.

ويملك كل لاعب ست كرات حمراء أو زرقاء يقذف بها بنفسه ناحية الكرة الجاك أو يمكن أن يساعده أحد، بشرط أن يحدد اللاعب اتجاه رمى الكرة ولا ينظر المساعد إلى الملعب.

وأصبحت البوتشيا لعبة معتمدة تقام لها بطولات فى مختلف بلدان العالم وبطولات قارية وعالمية وأوليمبية أيضا.

وكان لنا هذا الحوار مععبد الرحمن أحمد، الشاب العشريني الذي استطاع رفع رأس مصر في هذه اللعبة المخصصة لذوي العزم.

-ما لعبة البوتشيا؟

-هي لعبة صُمِّمَتْ لشديدي الإعاقة، أو لأصحاب الشلل الدماغي كما يقال، ولا يُقْصَدُ به المرض الذهني، بل إنها تحتاج إلى تفكير ودقة شديدة. تتكون من ست كرات حمراوات، وست زرقاوات وكرة بيضاء تسمى (جاك) في ملعب مساحته: 12.5×6 م، وتُرْمَى (جاك) أولًا، ثم يُصَوِّبُ نحوها كلا اللاعبين، والذي تكون كراته أقرب لها يفوز. وأنا أدفع كراتي برأسي من خلال (الرامب) الذي طوله: 2.5م.

-كيف عرفت لعبة البوتشيا؟ -كنت في الصف الأول الثانوي، وكنت أريد أن أشترك في أية لعبة، وذات يوم قابل معلم التربية الرياضية الأستاذ/ محمد بيومي والدتي وقال إن هناك لعبة تناسب عبد الرحمن وجعلها تشاهد مقاطع من اللعبة، ثم أتى إلى فصلي في حصته ليعرض علينا نفس المقاطع، وبدأ يعرفنا اللعبة ويشرح قوانينها، وكان ذلك في عام 2017، وفي العام نفسه أنشئت أولى بطولات البوتشيا في مصر، فشاركت فيها وحققت مركزا رابعا والحمد لله، ثم أنشأنا عدة بطولات فحزت مركزا ثالثًا، فثانيًا، فأولًا ثم أنشئ منتخب مصر فاختار أن أكون فيه. والحمد لله شارك منتخبنا في البطولة التي أقيمت في تونس عام 2019، فحصلت على المركز الأول، وحاز وائل المركز الثاني، وأبانوب المركزَ الثالث، وإسلام المركزَ الرابع. ولم يشتهر اتحادنا الدولي إلا بعد تلك البطولة.

-كونك تحقق المركز الرابع في مشاركتك الأولى فأنت بطل حقيقي… كيف كان إحساسك وقتها؟

-كنت متضايقًا نعم، ولكن لم أُحبَط، لم أقل إني لن ألعب ثانيًا، بل عزمت على أن أطور من نفسي، فقعدت أشاهد مقاطع على (اليوتيوب) فأصبحت أفضل، أصبحت أنافس بقوة، حاليًا ينافسني عشرة لاعبين تقريبا على بطولة الجمهورية، فيجب عليَّ أن أكسب وأن أتحدى.

-بماذا شعرت حين كَرَّمَكَ وزير الشباب والرياضة/ د. أشرف صبحي؟ -طبعًا كان إحساسًا عظيمًا مُبْهِجًا، خاصةً أن ذلك كان ثاني تكريم أناله من سيادته، وبث في روحي الثقة قائلًا: " لا شيء مستحيل، ولا إعاقة تقعدك في البيت، بل عليك أن تعمل وتكافح؛ حتى تصل إلى مكانة عالية." فأسعدني جدا وأعطاني دفعة قوية.

-ماذا بعد تلك الإنجازات الكبيرة؟ -سافرنا إلى جنوب إفريقيا؛ كي نشارك في البطولة الإفريقية شهر مايو الماضي، فحزت المركز الأول، وتأهلت إلى بطولة كأس العالم التي سوف تقام شهر ديسمبر المقبل في البرازيل.

-كيف تستعد لسفر البطولات؟ -أسافر وحدي دون فرد من أهلي، يرافقني المدربون، ونقعد في معسكرات تدريب فنتدرب على اللعبة وقوانينها المتعبة.

-ماذا أضافت البوتشيا إلى شخصية عبد الرحمن؟ -في الماضي لم يكن عندي غير الذهاب من البيت إلى المدرسة، ثم العودة إليه، أما الآن فقد تبدل الحال، فأصبحت أذهب إلى النادي وإلى المعسكرات، فاللعبة قد غيرت حياتي كلها.

-كيف صارت نظرة المجتمع لك بعدما أصبحت بطلًا؟ -أصبح أهلي أكثر دعما وتشجيعا لي، وحينما ظهر اسمي على التلفزيون قالت جدتي: "أنت شرفتَ العائلة" وكلما نزلت إلى الشارع ناداني الناس بطلًا وفرحوا بي.

-هل كنتَ متفوقًا في مدرستك؟ كنتُ أسمع أن معلميك يشكرون فيك؟

-نعم، كان يحبني كل أساتذتي فلقد كنت أحصل على المركز الأول إلا في الصف الثالث الثانوي وكان حقي أن أحصل عليه لولا ظلم وقع عليَّ لم يصدقه أحد حتى المعلمون وكان من نصيبي المركز الثاني والحمد لله.

-أعرف أنك تدرس في كلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة، ولكن ماذا كنتَ تأمل قبلها؟

-كنتُ أتمنى قبل دخولي الثانوية العامة أن أصبح مهندس كمبيوتر لأني كنت أحبه جدا وأفهم فيه، إنما اقتصرت مدرستنا "جنة الأطفال" على القسم الأدبي فقط وفكرت أن أذهب إلى مدرسة أخرى لكني خفت من معاملة الأسوياء جسديًّا إنما اليوم لا أخشى الناس فلقد تعودت أساليبهم.

-ما الصعاب التي واجهتك في أثناء دراستك؟

-عندما دخلت المدرج اليومَ الأول انتابتني هزة شديدة، إذ نادت أمي دكتورة وقالت: "لو هو غير قادر وغير فاهم أقعديه في البيت" فطبعا تضايقت جدا ثم جاء امتحان نصف الفصل (الميد ترم) وجلست بجانبي تلك الدكتورة لتأخذ أجوبتي إذ إني أمتحن شفهيًّا فتعجبت وظلت تنظر لي غيرَ مصدقة أني أجاوبها سؤالًا تلو الآخر. والله لو يُنْظَرُ إلينا مثل الأسوياء جسديًّا لعملنا أحسن منهم.

‌-يبدو أنك قابلت محبطين كثيرين. أيمكن أن تذكر ماذا كانوا يقولون لك؟

-كانوا يقولون ما هذه التي تلعبها! ما يفيدك من كثرة السفر وراءها! أم تريد أن تفعل كل شيء! لكن مهما يقولوا فلن أُلْقِي لهم أذنًا؛ لأني لو مشيت وراء كلامهم ما وصلت إلى شيء.

‌-إلامَ يطمح عبد الرحمن مستقبلًا؟

- آمُلُ أن أفوز ببطولة البرازيل القادمة، ثم أتأهل إلى بطولة العالم في باريس عام 2024، كما آمُلُ أن أكون بطل العالم.

-ألا تخاف من منافس معين مثلًا؟

-في البرازيل أبطال عالم أقوياء، فخائف ولكن الطموح يجعلك تفعل… وبالعزيمة والإرادة إن شاء الله نكسبهم.

-متحمس لها؟

جدا، جدا فهي أمنيتي من يوم أن شاركت في بطولة تونس.

-هل لك أمنيات أخر يا بطلنا؟ -أتمنى أن أقابل سيادة الرئيسعبد الفتاح السيسي، كما أتمنى أن ينشئ النادي الأهلي ملعبا للعبة البوتشيا؛ لأني أحب أن ألعب باسمه.

-أهذا كل ما تتمنى فقط؟

نعم، ولكن لو تُشْتَرَى لي أدوات اللعبة، فإنها غالية جدا، أتعرف كم سعرها؟ يصل ثمن (الرامب) إلى أربعين ألف جنيه، ويصل طقم الكرات الأصلي إلى خمسة وعشرين ألف جنيه، وسوف أحتاج إليها في بطولة كأس العالم القادمة، وأنا صراحةً لا أقدر على ثمنها.

-إلى مَنْ توجه الشكر؟

-إلى المدير الفني للمنتخب المصري د. محمد بيومي، فهو الذي أدخل البوتشيا إلى مصر، فله ألف شكر، وإلى رئيس الاتحاد المصري لرياضات اللاعبين ذوي الشلل الدماغيد. أحمد آدم، وإلى مساعد رامبد. مصطفى محمود، ومساعد رامبد. أحمد رجب، ومساعد لاعبكابتن آية، ومساعد لاعبد. صفوة، وإلى المدير الإداري للبعثة د. حسام رمضان.

تم نسخ الرابط