عزيمة تناطح الجبال.. كفيفة من قصار القامة تخرجت من الجامعة وتتحدى ظروف الحياة.. ليلى: امي كانت بتشيلني على ضهرها كل يوم للكلية.. الأم: نفسي بنتي تزور الكعبة وتقابل شيخ الأزهر| فيديو
طفلة رضيعة لا تزال بلا ملامح واضحة، في الأسبوع الأول من عمرها تصاب بارتفاع شديد في درجة الحرارة يؤثر على بصرها ومن ثم تفقد بصرها، بدأت التعامل مع هذه الدنيا بلا بصر لا تعرف ما هو اللون الأخضر والأبيض، لا تعرف شكل والدتها وعائلتها عندما أكملت ليلى الـ 25 عامًا ولكن طولها لم يتجاوزالسنتيمترات.
عزيمة تناطح الجبال
لم تيأس الفتاة العشرينية بل ظلت تتحدى نفسها ومن حولها، بالإرادة والإصرار وصلت لمرادها، ويعرفها القاصي والداني من أبناء قريتها وذلك يرجع لأن والدتها تحملها دومًا على كتفها، واتخذت منها مرآة لطريقها التي ظلت خلفها لتساندها في تحقيق حلمها والالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر في دمنهور.
لم تتطرقها والدتها يومًا بل كانت خلفها لتجعل نجلتها نموذجًا يُقضتى به، وتحكي ليلى خضر أثناء لقاءها مع موقع «بصراحة الإخباري»: “اتخرجت من كلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، أمي كانت دايمًا واقفة في ضهري وكانت دايمًا والدتي توديني الجامعة وهي شيلاني على ضهرها، كنت بعاني من المذاكرة بس كنت منتظمة دايمًا في المحاضرات ووالدتي مقصرتش معايا أبدًا”.
كفيفة من قصار القامة تحفظ القرآن مجانًا
وتقول ليلى: “بعد ما خلصت الكلية نفسي في وظيفة وأكمل الطريق اللي بدأته وتعبت عشانه، أنا حفظت القرآن في الصف الثاني الثانوي، وبحفظه للآطفال ودلوقتي وقتي كله لتحفيظ القرآن لأبناء القرية ببلاش”، مشيرة إلى أنها عانت كثيرًا من التنمر منذ الصغر ولكنها واجهت كل هذا بمفردها، موجهة رسالة لولدتها: “لو ربنا اداني عمر فوق عمري اخدمك مش هقدر أوفي اللي انتي عملتيه معايا”.
ومن جانبها أكدت والدة ليلى، على أنها أصرت لتعليم نجلتها حتى تخرجت من الجامعة: “نفسي بنتي أحلامها كلها تتحقق، وتروح تزور الكعبة وسيدنا النبي، وكما احنا نفسنا نقابل فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف”.