رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

الراب.. قصة الفن الشعبي الأشهر عالمياً من حروب السلاطين إلى الألفية الجديدة

الراب..يعرفه البعض على أنه عنصر من عناصر “الهيب هوب” حيث يتنافس المغنيان بالقوافي والإيقاع المنتظم، وآخرون يرجعون تاريخه للتنافس بأبيات الشعر و القوافي عند العرب قديماً في الأسواق والحروب وعند السلاطين.

ويظل فن الـ"راب" متواجداً ويذاع صوته وينتشر بتزايد كبير يومياً، فمنذ بداية تعريف فن الراب وظهوره رسمياً في سبعينات القرن الماضي، وبعد ما يقرب من النصف قرن أصبح يعرفه القاصي والداني ولا يمكن اخفاءه ومداراته كما كان في الماضي واعتباره فناً هابطاً أو "طيش شباب".

RAP = Rhythm and poetry

يعود مصطلع الراب إلى اللغة الإنجليزية حيث ظهر للنور الأول والتي تعني"القوافي والشعر"

أهم ما يميز الراب

يتميز فن الراب عن غيره من فنون الغناء، أنه لا يتميز به صوت الملقي إن كان صوته حسناً أم رديء، وإنما هو كيف يلقي هذه النغمات ويتمكن من سجع الجمل سوياً ليكون مزيجاً متجانساً من المعاني المركبة يمكن تعريفها بأكثر من طريقة، أي أن التلاعب بالألفاظ والمصطلحات هو سلاح قوة هذا الفن، وأيضاً يجب أن يكون مؤلف هذه الجمل هو ذاته الملقي، فيتمكن جيداً من التعبير كيفما أراد و يوصل معناه المرغوب.

أما مغني الراب «الرابر» فعادة ما يسطر كتاباته للتنفيس عن غضب يعتريه أو مناقشة والتعبير عن قضية ما في الحياة أو الإفصاح عن مشكلة عاطفية أو للتعبير عن الحب أو الانهزام و الخذلان،،، فعادة ما يكون للراب هدف وغاية يوصلها الرابر للجمهور الذي يرى في الأغنية نقاشاً للمشكلة التي يشعر بها أو يسعى لمناقشتها ولا يدري كيف السبيل، فيلجأ الى الاستماع لهذه الأغاني ليطلق فيها أفكاره و يشعر نحوها بالانتماء العقلي فينفس عن كبته و الانتماء الجسدي فيتراقص عليها في الحفلات أو وحيداً داخل غرفته المغلقة، على كلٍ فلكل رابر إيقاعه الخاص الذي يتابعه جمهوره و ينتظر منه تعبيرات جديدة أكثر تعقيداً وتعبيراً عما يعتّل عقولهم.

عصور الراب

يمكن تقسيم فن غناء الراب تاريخياً إلى ثلاثة أقسام أو أزمنة

Old school

يمكن اعتماد هذا العصر في فترة الثمانينات من القرن السابق، حيث كانت التراكيب والمصطلحات بسيطة جداً ولا تحمل الكثير من الأهداف، وأيضاً لم يتعدى استخدام الراب عن كونه نوع من الغناء ذو الطبقة العالية التي تساعد على الرقص في الملاهي الليلية والحفلات، فتم عليها اختراع مصطلح "راب النادي"، أي اقتصار هذا النوع الغريب - حينها – من الغناء داخل النوادي فقط، وأيضاً لم يعلم بهذا النوع سوى القليل جداً من الناس، فكانوا يستمعون اليه في جلساتهم المسائية بين الشباب فقط ولم تقم مسارح أو حفلات مخصصة لهذا الصنف من الغناء بشكل محدد.

Golden era – العصر الذهبي

هي العقد التالي للمرحلة السابقة، أي فترة التسعينات الماضية حين بدأ قليلاً غناء الراب بالتوسع والانتشار أكثر من السابق، وكذلك استخدام تراكيب أكثر تعقيداً لتحمل رسائل أكثر وتفسيرات متعددة لتناسب أذواقاً أكثر، وبدأت شركات الإنتاج والتسجيل بالاعتراف تقريباً بشكل كامل بهذا الفن و لم تكن شركات التسجيل الكبرى حينها تسمح بإنتاج ̕هذا النوع ̕ من الغناء.

وأكثر ما يميز هذا العصر هو ظهور ما يسمى "خلاف الساحل الشرقي والساحل الغربي"، حيث احتوت كلاً من مدينتي نيويورك الشرقية و لوس أنجلوس الغربية، على "رابرز" يتنافسون على لقب الأقوى في الإلقاء وكتابة التقاسيم الأنسب والأدق، لم يكن الأمر مجرد منافسة فنية بسيطة وعادلة تقع بين جدران غرف التسجيل فقط، وإنما تطور الأمر ليصل الى حالات قتل متعمد وسجن آخرين أو التشهير بهم، فكان أشهر هذه الضحايا هما «توباك شاكور» من الجانب الشرقي و «والاس – الكبير» من الجانب الغربي، فقد قتل الأول عام1996 بعد محاولة اغتيال فاشلة عام 1994، وكان والاس هو المتهم في الاغتيال الفاشل حتى قتل هو الآخر عام 1997.

New era – الألفية الجديدة

وهي منذ بداية القرن الحالي منذ عام 2000 وحتى الآن، فقد تميزت بظهور مؤديين أكثر حدة و قوة و سرعة في الأداء ويمكنهم السيطرة بشكل أكبر على مصطلحاتهم و المنافسة بقوة مع باقي أنواع الفنون الغنائية الى أن تصدروا المشاهد العالمية في كثير من المناسبات والاحتفالات، وساعد التطور التكنلوجي وسرعة ظهور الانترنت و اتاحته للجميع على انتشار هذه الفئة التي ظلت محدودة لزمن طويل.

وأيضاً ازداد جمهور الراب بشكل كبير وأصبحت أغاني الراب تردد على المسامع في الشوارع والمواصلات العامة ومحفوظة، وباتت المنافسات أكثر رقي وهدوء مما سبق حتى وإن تطور الأمر للتراشق اللفظي لكنه لا يتعدى حدود الغناء والمنافسة الفنية وليس كرهاً حقيقياً ينتج عنه حوادث قتل بشعة أو ما شابه، فقط يتنافس كل من المغنيان على المسرح فيما يسمى “باتل” او معركة، حيث يقوم كلاً منهما بهجاء الطرف الاخر بما يمكنه فيما لا يزيد عن دقيقتين الى ثلاثة دقائق، وتصفيق الجمهور هو الحكم الذي يحدد من الفائز

اقرأ أيضاً:على التيك توك.. عساف يحيي حفل عيد الحب

تم نسخ الرابط