أين كان قلبك يا أمها.. رسالة قوية من القاضي للأم والمتهمين بقتل الطفلة روجينا
وجه المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة رسالة شديدة اللهجة قبل النطق بالحكم على المتهمين بقتل الطفلة روجينا بعد تعذيبها وكيها بالنار ووضعها بالصندوق الخلفي لسيارة مسروقة لأكثر من 40 ساعة حتى فاضت روحها وإلقاء جثتها في الأراضي الزراعية بنطاق مركز أجا، بعدما شاهدت المتهمين في حفلات جنس جماعي.
وقال رئيس المحكمة في كلماته التي وجهها للمتهمين قبل النطق بالحكم: "أشباهُ آدميين، جثوا لفُحش جماعي، أمام طفلة في الخامسة، لا تُدر ُك ماذا تقول وماذا تُمسك، فراحت تقُص من أحداث الرذيلة ما رأت، وتحكي من فُحش القول ما سمعت فكان جزاؤها التعذيب، ثم القتل البشع".
وقال رئيس المحكمة في كلمته: "الأم تحرقُ في الجسد الهزيل بلهب ولاَّعة، وعشيقُها بإطفاء السجائر، وسكب الشمع المُسيح على موطن العفَّة، والطفلةُ المسكينةُ من شدة التعذيب تتلوى.
وتابع المستشار بهاء المري كلماتة: "لم يكتفُوا، اقترح العشيق إبعادها عن مسرح الرذيلة، وصادف الاقتراح لدى الأم هوى، فسلَّمتهُ فلذة كبدها، بيد أنه وعشيقة ثانية، كانا قد أضمرا قتلها، حبساها أربعين ساعةً في حقيبة سيارة حتى لفظت أنفاسها، فصعدت الروح إلى بارئها، لا راضيةً ولا مرضية، بل شاكية إليه ما كان من أمر البشر، ناقمة على أرض احتملت وطأهم عليها.
وأضاف: المحكمة تستشعُر - الآن الذعر البادي في عينيها وقتها تحس ارتجاف قلبها ساعتها، تستحضر ارتعاد جسدها تحت نير التعذيب لحظتها، تسمع حشرجة أنفاسهاُُ تلفظ ُرويدا ُرويد في حقيبة السيارة، والمحكمةُ الآن تسأل: أين كان قلبك يا أمها؟، جرم غريب على ُمجتمعنا.
وواصل كلماته قائلًا: "تحَروا يا ُعلماء الاجتماع وعلم النفس أسبابه، حللوا دوافعهُ، واقترحوا لهُ العلاج الشافي، أفعال دخيلة على قيمنا، لم يعُد معها بيان الحلال والحرام للناس كافيا، إن المطلوب الآن، أن ُيحب الناس الحلال ويكرهون الحرام، فمن عرف الحكم - فقط - قسى قلبه، ومن عرف علة الحكم رق قلبه.