رواية غير متوقعة.. ما سبب الغضب من محمود الشحات أنور؟
أثارت تصريحات القارئ الشيخ محمود الشحات أنور، بشأن إمكانية رؤيا الله والتحدث معه، الجدل، ونال كم كبير من الانتقادات والهجوم من قبل رواد مواقع السوشيال ميديا، ما دفع نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم في مصر، إلى لجنة القيم واستدعاءه للتحقيق؛ على خلفية ما صرح به من الصعود للسماء السابعة.
واعتبر البعض، أن رؤيا "الشحات" أغرب من الخيال، نظرصا لأن النبي محمد صل الله عليه وسلم، لم يرى الله قط، مؤكدًا أنه رأى شخصًا كأنه رسول من الله يطلب منه أن يصعد معه إلى السماء، بحسب تعبيره.
وكشفت النقابة في بيان، أن التحقيق مع الشحات، سيكون بحضور لجنة من أساتذة العقيدة في جامعة الأزهر الشريف.
بداية الرؤيا
كشف الشحات، خلال استضافته في إحدى الندوات: "كنت في فترة قررت أن أتفرغ شهرا كاملا لله فقط فلم أخرج من المنزل لأي عمل، ومكثت أقرأ القرآن الكريم وأصلي وكنت أختم القرآن الكريم مرة كل يومين خلال هذا الشهر، فوصلت لمرحلة روحانية زهدت فيها كل شيء، وفي ليلة جلست على السرير قبل النوم، وقرأت سور يونس وهود ويوسف كاملة، فرأيت في المنام شخصا كأنه رسول من الله يطلب مني أن أصعد معه إلى السماء".
وتابع: "طلعت معه حتى السماء السابعة، ورأيت النجوم من تحت قدمي فقلت له إحنا رايحين فين فقال لي: هل رأيت هذه النجوم، حان الآن لنصعد إلى الله وأخذني من يدي فاستيقظت من النوم في رهبة من هذه الرؤيا، وتوضأت وصليت ركعتين واستغفرت ونمت مجددا".
اقرأ أيضا:على غرار فولر.. محمد صلاح يؤسس شركة عقارات بـ2 مليون جنيه إسترليني
وأوضح القارئ محمود الشحات: "رويت هذه الرؤيا على الكثير وأجمعوا على أنني في مكانة جيدة، وأن الله يحبني، ومؤخرا فسرها لي صديق أثق في تعبيره للرؤى قال لي: هذه الرؤيا تعني أن الله يحبك ويحب أن يسمعك، واستمر في طريقك وصوتك مسموع فوق".
هل يُحاسب المرء على حلم أو رؤيا؟
أوضح الشيخ محمود الشحات أنور، أنه لم يكن يريد إثارة الجدل أو البلبة من التصريح وأنه صادق فيما قال ورأى. وأضاف: "هل يحاسب المرء على حلم أو رؤيا".
وتابع "هذه الرؤيا التى قصصتها أحاسب عليها أمام الله عز وجل إن كنت كاذبا فيما رويت، وأما سبب كشفها أمام الناس هو أنني أردت أن يعلم الشباب والنشء أهمية ومنزلة تلاوة القرآن الكريم فى الدنيا والآخرة، ولم أقصد أبدا البلبة التي حدثت".
خالد الجندي يعلق
علق الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على تصريحات الشيخ محمود أنور الشحات، بشأن رؤية الله في المنام، مؤكدًا أن هذا الأمر غير منطقي ولا يصح الحديث عنه.
وأكد الجندي، في تصريحات صحفية، أن الرؤية تقتصر فقط على الأنبياء، ولا يمكن بناء أحكام شرعية بناء عليها، وذلك لأنها ربما لا تقتصر على المسلمين فقط بل يمكن أيضا للكافر أن تتهيأ له جميع الظروف التي تجعله يتيقن أن ما يراه هو رؤية حقيقية.
كشف الجندي، أنه لا يوجد علم لتفسير الرؤية، يؤكد أنه لا يوجد لتلك الكلمة وجود في الشرع، مؤكدًا أن كتاب تفسير الأحلام لـ«ابن سيرين»، غير مبني على حقائق معلومة، بل مجرد تخمين، قائلًا: «ابن سيرين نفسه، بيتقال إنه مفسر أحلام، لكن ده كان راجل عالم حديث، وكل كلامه مجرد تخمين وتوقع».
اقرأ أيضا:أول تعليق من الآثار على قيمة التصوير مع قناع توت عنخ آمون بـ1000 جنيه
وأضاف الجندي، أن المنامات والأحلام ليس لهما ضوابط، وأن كل ما قاله العلماء في تحديد الرؤية غير مبني علي دليل ملموس: «الوارد أن رؤية النبي في المنام هي حق، وذلك لأن الشيطان لا يتجسد في صورة النبي، غير ذلك لا صحة له، ولا يصح الحديث عن رؤية ربنا، لأن الرسول نفسه مشفوش».
واستشهد «الجندي» على صحة كلامه، بأن جميع الكليات لا يتم خلالها تدريس علم يسمي تفسير الرؤية، وهذا يدل على أنه لا يوجد ما يسمي بالرؤية: «رضا ربنا لا يستدل عليه بكثرة المال، أو النجاح في العمل، أو غيرها من أمور الدنيا، وأكبر دليل علي ده، إن الكافرين، ناجحين في شغلهم، وده مش إشارة لرضا ربنا، الإشارة الوحيدة، هي حب الطاعات والبعد عن المعاصي، لكن أي حاجه مادية لا علاقة لها بالرضا، وقد يكون العطاء رضا من الله وربما يكون عقوبة».
اقرأ أيضا:«الرئيس مهتم بتطوير البنية التحتية».. وزير الرياضة يكشف كواليس جلسته مع السيسي
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر السابق، إن ما يشاع في الآونة الأخيرة عن رؤية البعض للذات الإلهية، أو ظهور علامات مادية تشير إلى الرضا، غير صحيح، مضيفًا: «الرؤية لها شروط أن تكون في الثلث الأخير، وصيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، إلى جانب صيام الثلاثة أيام القمرية كل شهر، وأن يكون النوم على طهارة».
وأشار إلى أن الرؤية وسط الليل أضغاث أحلام، وأن علامات الرضا لا تظهر في الإنسان بشكل ملموس يمكن الاستدلال على أثره، بل يكون ذلك من خلال التوفيق للطاعات: «علامات الرضا هي راحة القلب وحب التقرب إلى الله، ولا يظهر الرضا في مال أو وظيفة».