«دعت يوما لإلغاء الملكية».. من هي ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا؟
خلال فترة عضويتها في الحزب الديمقراطي الليبرالي، دعمت ليز تراس إلغاء الملكية وتقنين الحشيش، وهي مواقف تتعارض تمامًا مع توجه التيار السائد في حزب المحافظين.
تقول تراس إنها انضمت إلى حزب المحافظين في عام 1996، بعد عامين فقط من إلقاء خطاب في مؤتمر لحزب الديمقراطيين الليبراليين دعت فيه إلى إنهاء الملكية.
حتى خلال فترة عضويتها في حزب الديمقراطيين الليبراليين، شكك أقرانها في صدقها وألقوا الضوء على سمات يقولون إنهم ما زالوا يرونها فيها حتى اليوم.
ومع اختيار أعضاء حزب المحافظين، الذي يبلع عددهم نحو 160 ألف شخص لوزيرة الخارجيةلتولي مقعد زعامة الحزب، بات الطريق ممهدا أمامها لكي تكون على رأس الحكومة في بريطانيا.
ويأتي اختيار تراس كخليفة لبوريس جونسون، الذي تنحى عن زعامة حزب المحافظين بعد تمرد داخل فريقه الحكومي، احتجاجا على الفضائح التي طالته وكذلك الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
تراس هي سياسية بريطانية شغلت منصب وزير الخارجية منذ 2021 ووزيرة شؤون المرأة والمساواة منذ 2019. وعضو في حزب المحافظين، شغلت تراس في مناصب وزارية مختلفة في عهد رؤساء الوزراء ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون.
التحقت تراس بكلية ميرتون أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين بجامعة أكسفورد. تخرجت من جامعة أكسفورد عام 1996، ثم انضمت إلى حزب المحافظين. عملت في المبيعات وكخبير اقتصادي، وشغلت منصب نائب مدير مركز الأبحاث الإصلاح قبل أن تصبح عضوًا في البرلمان في الانتخابات العامة لعام 2010. بصفتها نائب دعت تراس إلى الإصلاح في عدد من مجالات السياسة بما في ذلك رعاية الأطفال وتعليم الرياضيات والاقتصاد. أسست مجموعة المشاريع الحرة لأعضاء البرلمان المحافظين، وألّفت عددًا من الأوراق والكتب أو شاركت في تأليفها.
وشغلت تراس منصب وكيل الوزارة البرلماني لرعاية الأطفال والتعليم في الفترة من 2012 إلى 2014، قبل تعيينها في مجلس الوزراء من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كوزير دولة لشئون البيئة والغذاء والشؤون الريفية في التعديل الوزاري لعام 2014. على الرغم من أنها كانت من المؤيدين البارزين لحملة «بريطانيا أقوى في أوروبا» الفاشلة لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 فقد جاءت لدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد النتيجة.
وبعد استقالة كاميرون في يوليو 2016 تم تعيينها وزيرة دولة للعدل والمستشار اللورد من قبل تيريزا ماي لتصبح أول سيدة مستشارة في تاريخ المكتب الذي يمتد لألف عام. بعد الانتخابات العامة لعام 2017 تم تعيين تراس السكرتير الأول للخزانة. بعد استقالة ماي في عام 2019 دعمت تراس محاولة بوريس جونسون الناجحة ليصبح زعيم حزب المحافظين.
بعد أن تم تعيين جونسون رئيس للوزراء عيّن تراس وزيرة دولة للتجارة الدولية ورئيسًا لمجلس التجارة، قبل أن يعينها وزيرة للخارجية في عام 2021 لتحل محل دومينيك راب. وهي أول وزيرة خارجية من حزب المحافظين وثاني وزيرة خارجية بريطانية. تم تعيين تراس في منصب كبير مفاوضي حكومة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي ورئيس المملكة المتحدة لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في 19 ديسمبر 2021 خلفًا للورد فروست.
وأمام الظروف الحالية، هناك من يعتقد أن بريطانيا في حاجة لزعيم يشبه تاتشر، وله القدرة على خوض معركة التحول العميق في البنية الاقتصادية للبلاد. وبهذا الشأن، يقول جون كورتيس الخبير السياسي في جامعة ستراثكلايد إن الوضع "يشبه إلى حد كبير ذلك الذي واجهته مارجريت تاتشر في 1979: تضخم قوي جدا ونزاعات اجتماعية" مع إضرابات غير مسبوقة.
وهذه الشخصية تجسدها اليوم، برأي عدد من المحافظين وغالبيتهم "تاتشريين"، ليز تراس التي تم بسرعة تشبيها بـ"المرأة الحديدية"، وتعد الأوفر حظا لتصبح المرأة الثالثة على رأس الحكومة في بريطانيا.
ويرى تيم بايل الخبير السياسي في جامعة الملكة ماري في لندن أن "هناك الكثير من الحنين إلى الطريقة التي غيرت -تاتشر- بها البلاد: لقد سحقت النقابات وخفضت الضرائب على الأغنياء وحسنت تملك المساكن"، مشيرا إلى أنه "لا مفر من أن يراها (المحافظون) رمزا لعصر ذهبي".
وهذا التشبيه عززته مواقف لوزيرة الخارجية الأكثر يمينية في الحزب (دعوة إلى التبادل الحر وخفض الضرائب ورغبة في الحد من حق الإضراب)، كما ظهرت في صور تذكر بظهور مارجريت تاتشر في مناسبات، حين وضعت قبعة فرو، وعندما زارت موسكو أو على برج دبابة في إستونيا أو لما شاركت في مناظرة مرتدية قميصا أبيض مع عقدة كبيرة جدا.
وتنتقد تراس الحياة السياسية البريطانية التي لم تستطع إفراز نخبة من المسئولين من النساء تعادل الرجال. وقالت بهذا الخصوص: "أي امرأة في السياسة تقارن بتيريزا ماي أو مارجريت تاتشر، لأنه ليس هناك عدد من النساء مساو للرجال في السلطة"، مشيدة في الوقت نفسه برئيسة الوزراء السابقة التي توفيت عام 2013.