«مصر أمانة في أعناقكم».. وصية مبارك الأخيرة للشعب
في 13 من أغسطس 2014، تلىالرئيس الأسبقمحمد حسني مبارك، كلمته الأخيرة،أمام محكمة الجنايات التي كانت تنظر وقتها، محاكمته وآخرين في القضية التي عرفت إعلاميا بـ«قضية القرن»،لاتهامهم بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011، التي قضت فيها المحكمة ببراءة جميع المتهمين.
وحملت رسالة حسني مبارك،في نهايتها، ما أشبه بــ«الوصية»موجهًا إياها لجموع الشعب المصري، قائلا: «لعل حديثي هذا يكون الأخير قبل أن يوارى جسدي التراب وألاقي ربى، وأقول لكل مصري ومصرية حافظوا على مصرنا.. إن مصر أمانة فى أعناقكم.. وأحملوا رايتها وأمضوا بها إلى الأمام.. حما الله مصر ورعاها وحما شعبها الأبي الأصيل».
اقرأ أيضا: لم يأمر باستخدام العنف.. كيف برأ إبراهيم عيسي «مبارك» في «قضية القرن»؟
وجاء نص رسالةمبارك،كالتالي: «سيادة المستشار رئيس المحكمة حضرات السادة المستشاريين، تحية إجلال وتقدير لحضراتكم تحية تعكس ما أحمله من احترام وتقدير لقضاء مصر فمنذ أولى جولات المحكمة، والتى قاربت على الانتهاء أشكرها على إتاحة الفرصة لي كى أتحدث إلى المحكمة مدافعًا عن نفسي مضيفًا إلى ما أبداه عني دفاعي المحامي فريد الديب».
وقال الرئيس الأسبق: «أتحدث إلى حضراتكم باقتناع أكيد بأن عجلة التاريخ لن ترد أبداً إلى الوراء، وأن أحدًا لا يستطيع أن يزايد على ذلك والتاريخ يعطي كل ذي حق حقه وفى نهاية المطاف لا يصح عند الله إلا الصحيح.. فقد تعرضت أنا وأسرتي لحملات التشويه كما تعرضت سنوات تحملي للمسؤلية للتشهير، ونُسب إلى كل رخيص.. فبعد أن أمضيت أكثر من 62 عامًا أمضيتها ابنًا للقوات المسلجه ثم نائبًا ثم رئيسًا لمصر خضت حروب مصر لم أكن يوماً ساعياً وراء منصب أو سلطة».
اقرأ أيضا: علاء مبارك يحيي الذكرى السنوية الأولى لوالده.. فيديو
وأكمل حسني مبارك:«تعلمون حضراتكم الظروف العصيبة التى تحملت فيها المسئولية خلفا للرئيس الراحل أنور السادات، الذي اغتالته يد الإرهاب وتصديت لمراوغة إسرائيل لاستكمال انسحابها من سيناء ومن طابا واستعدت آخر شبر من الأراضي المحتلة».
وأضاف: «رفضت زيارة إسرائيلي طالما بقى الاحتلال.. ولم أتردد لحظة في تقديم دعم مصر للمحاصرين بغزة وتصديت لمحاولات اختراق الحدود من المراوغين.. وحرصت على تطوير قواتنا المسلحة عتاداً وتسليحاً لتبقى درعاً للوطن يحمي أرضه وشعبه وسيادته».
وتابع مبارك: «منذ اليوم الأول في تقلدي منصب رئيس مصر كان أمامي تحدٍ للإرهاب وانتصرت مصر في حربها مع الإرهاب، وسوف تنتصر بعون الله بصلابة شعبها فى مواجهنتها معه اليوم، كما أن علينا أن نواجه تحديا آخر وهو اقتصاد أنهك تمامًا».
وأكد: «يشهد الله أننى لا أبالي بأن يُمحى اسمى من على مشاريع قومية أو مؤسسات قومية أو تشويه دوري فى حرب أكتوبر، ويشهد التاريخ أننى استعدت علاقات مقطوعة مع الدول العربية وأعدت دور مصر الريادي ولم أقبل أبدا أي تدخل خارجي فالشان المصري أو أي تواجد عسكري على أرضها او مساس بنهر النيل شريان حياتها. فتحنا مجالاً واسعاً فى مجال حرية الإعلام والصحافة وعززنا مبدأ المواطنه محذرين من خلط الدين بالسياسة».
وأوضح مبارك: «منذ الأيام الأولى لما حدث في يناير، أصدرت التعليمات بنزول القوات المسلحة لحفظ الأمن والتأمين بعد أن عجزت الشرطة لما تعرضوا له من تآمر وشرحت إجراءات تضمن انتقال سلمي للسلطه بحلول الانتخابات المقبله فسعى من أرادوا الانقضاض على الدولة وزعزة فكر الشعب بالقيادة وزعزعت ثقته حتى بقواته المسلحة، واخترت طواعيتا أن اتخلى عن السلطة حقننا للدماء لكي لا تنجرف مصر لمنزلقات خطرة وسلمت الأمانة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للعبور بمصر وشعبها إلى بر الأمان وأقول بكل الصدق إن ضميرنا الوطنى يملى علينا عادة قراء الأحداث لما حدث منذ 25 يناير».
واستطرد حسني مبارك: «سيادة المستشار الجليل لم أتحدث اليوم لأسرد عطائي لمصر فهى من أعطت وعي الأمل بل أدافع عن نفسي اليوم ولا أدعي لنفسي الكمال.. وأنا كغيري أصيب واخطئ وتحملت المسؤلية بإخلاص وشرف وسوف يحكم التاريخ على وعلى غير بما لنا وما علينا وأن التوفيق لم يحالفنى فى بعض القرارت ولكني أؤكد أن توخيت الحذر والدقة في كل قرارتي».
وأضاف الرئيس الأسبق: «إن محمد حسني مبارك، الذي يمثل أمامكم اليوم لم يكن يأمر أبداً بقتل المتظاهرين وعو الذي أفنى عمره فالدفاع عن مصر وأبنائه وإنني قضيت حياتي مقاتلاً لأعداء وطني منذ تخرجي من سلاح الطيران ،ولم يكن لى أيضا أن اصدر أمرا بإشاعة الفوضي بل حذرت منها».
وأشار الرئيس الأسبق إلى أنه «واثق تماماأن مصر لن تنسي من ضحي من أجلها من أبنائها وتحية لرجال الشرطة والقوات المسلحه واثق في عدالة المحكمة أيا كان حكمها وثقتى بلا حدود أن مصر ستنهض مرة أخرى بقيادتها الوطنية المخلصة وبعزة ورفعة وكرامة».
واختتم مبارك، كلامه، قائلا: «لعل حديثي هذا يكون الأخير قبل أن يوارى جسدي التراب وألاقي ربى، وأقول لكل مصري ومصرية حافظوا على مصرنا.. إن مصر أمانة فى أعناقكم.. وأحملوا رايتها وأمضوا بها إلى الأمام.. حما الله مصر ورعاها وحما شعبها الأبي الأصيل».