نحر شواطئ الساحل الشمالي.. لوحات طبيعية شوهتها مشروعات سياحية مخالفة
أصبحتمشكلة نحر شواطئ الساحل الشمالي، مشكلة بيئية طارئة تواجه المقصد الأول والأفضل للطبقة الوسطى في شمال البلاد، ويرجع السبب إلى عاملين أحدهما بيئي طبيعي، محدود الآثر، والآخر لمشروعات سياحيةعلى البحر المتوسط.، خاصة بالقرب من خليج وشاطئسيدي عبد الرحمن.
ما هو نحر الشواطئ؟
وهوتآكل لأرض الساحل التي يزول معها الشاطئ وتصبح بين الأرض ومياه البحر مستوى أعلى من تكوين الشاطئ وكلما زاد تسنن الساحل يزداد طوله ويصبح محدود العمق.
وتُعد عملية النحر من أبرز العمليات الطبيعية التي تواجه الشواطئ والسواحل الساحلية في مختلف البلاد المطلة على البحر، إلا أنها تحدث خلال فترة زمنية كبيرة، إلا أن ما تواجه شواطئ الساحل الشمالي ليس طبيعيًا فقط، بل يرجع إلى مشروع «مراسي» السياحي، وهو مشروع إنشاء مرسى لليخوت، ليهددها ويتسبب في نحرها وزوالها بشكل أسرع بكثير.
وقال المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري، خلال تصريحات تليفزيونية سابقة، موضحا أنهاظاهرة طبيعية تحدث، تزيد حدتها مع التغيرات المناخية التي تؤدي لتآكل الشاطئ، على غرار وجودشاطئرملي عرضه عشرات الأمتار ثم يبدأ في التآكل بسبب أمواج البحر حتى يختفي تماما، وقد يدخل للطريق المطل على البحر أو حتى للبيوت.
وقدم «غانم»، خلال اتصال هاتفي في تصريحات تلفزيونية، بعض الحلول الخاصة بمشكلة نحر الشواطئ، قائلا: «يمكن حل مشكلة تآكل الأرض الساحلية من خلال ردها من جديد وأعمال حمايةالشواطئالتي يتم تنفيذها».
وأكد «غانم»، أن التغيرات المناخية تجعل ظاهرة نحرالشواطئأكبر انتشارا، وتعد هذه الظاهرة متواجدة على السواحل المصرية منذ أكثر من 20 عاما، وأصبحت في آخر 10 سنوات أكثر وضوحا، وارتفاع منسوب سطح البحر والنواة البحرية تصبح أكثر قوة وحركة الأمواج تؤثر على المناطق الساحلية وتصبح أكثر حدة، مضيفًا: «كل منطقة يكون لديها الدراسة الخاصة بها سواء دراسة بحثية وفينة على هذه المنطقة بهدف استرداد الشواطئ المتآكلة أو الشواطئ التي من المتوقع أن يكون بها تآكل».
ظاهرة نحر شواطئ سيدي عبد الرحمن
يواجهشواطئ سيدي عبد الرحمن كارثة كبرى تهدد بزواله، بعد عمليات التنمية في مجتمع مراسيمما أسفر عن انخفاض كمية الرمال المتراكمة على الشاطئ، وزاد الأمر سوءًا عندما قررتقرية مراسيإنشاء مرسى لليخوتـ التابعلشركة إعمار مصر المملوكة لشركة إعمار الإماراتية.
ذلك المشروع الذييطاله العديد من الاتهامات حول مطابقة التراخيص للمشروع المنشأ، التي يعتقد أنها مخالفة لما طبق عن الواقع، لما أحدثه من دمار بشاطئ خليجسيدي عبد الرحمن، ونحر بحرم البحر متسببًا في كارثة بحرية بسيدي عبد الرحمنوالقرى المجاورة مثل الدبلوماسيين.
مشكلة شواطئ سيدي عبد الرحمن ليست بيئية
من جانبه أكد الاقتصادي هشام عز العرب، أحد ملاك قرية الدبلوماسيين بجوار مشروع مراسي، أن الكثيرين حذروا من أضرار مشروع ميناء مراسي قبل تنفيذه، قائلا: "جيران كُثر ممن يفهمون في البيئة قالوا إن الدمار قادم بسبب بناء ميناء مراسي".
وأضاف هشام عز العرب، خلال تصريحات تليفزيونية، أن شاطئ سيدي عبد الرحمن تآكل عشر أمتار وغير معقول أن التغير المناخي سبب هذا الأمر في سنة واحدة فقط، مطالبة بمراجعة ترخيص بناء الميناء وهل تم وفق الرخصة أم مخالفين لها.
وتابع: "فى مخالفات كثيرة للرخصة وأجمل ساحل عندنا في مصر يتآكل ويضيع واحنا قاعدين نتفرج، ولازم الميناء يتقفل ويتعمل له أمر إزالة، ووزارة البيئة بسلطاتها تقفل وتزيل وتطبق غرامات، ونحر البحر يثير قلق سكان الساحل"، مؤكدا أن نحر الشاطئ ليس له علاقة بالتغيرات المناخية.
ما هو مشروع مراسي بالساحل الشمالي
مشروع مراسي من أشهر المشروعات فيالساحل الشماليفي مصر، افتتح في 2007 وبلغت تكلفة استثماراته بنحو 10 مليار جنيها كوجهة سياحية مميزة في ظل ما يتميز به المجمع من موقعه على الساحل الشمالي قرب مدينة الإسكندرية ومنطقة العلمين التاريخية، حيث يفصل بينه وبين العلمين الجديدة 10 كيلو متر فقط، و125 كيلو متر منمدينة الإسكندرية.
حيث يقع في المنطقة عند سيدي عبد الرحمن ومنطقة العلمين وتحديدا الكيلو 125 لطريق إسكندرية مطروح، وشاطئسيدي عبد الرحمنمن أروع شواطئالبحر الأبيض المتوسطفي هذه المنطقة و أكثرها تميزاً ورقياً بعدخليج رأس الحكمة.
ما حلنحر شواطئ الساحل الشمالي؟
أكد الدكتور صلاح حافظ، رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق، أن ايقاف التكريك في الساحل الشمالي غير كافي إطلاقا لإنهاء أزمة نحر الشواطئ هناك، مشيرا إلى أن مشروع المارينا الجديدة هي السبب في أزمة نحر الشواطئ في الساحل الشمالي.
وأوضح الدكتور صلاح حافظ، في تصريحات تلفزيونية، أن النحر في بعض مناطق الساحل الشمالي أثر في التوازن البيئي الذي اشتهرت به هذه المناطق الساحلية، وفي نحر غير عادي يحدث في هذه المنطقة.
وأشار الدكتور صلاح حافظ، إلى أن التأثيرات البيئية للمشروع أثبتت مخالفات جسيمة في الرسوم التي تم الموافقة عليها قبل خمس سنوات، قائلا: "لازم نشوف الموافقة الأصلية المشروطة لمشروع المارينا وما تم حاليا، والمشروع ده يجب أن يتوقف وتزال أي مخالفات، والمتخصصون يعلمون جيدا أن نضوب الرمال في هذه المنطقة بسبب المارينا وليس لأي سبب آخر".