إبراهيم محلب يستحق الشكر لا التشويه.. رجل دولة من طراز رفيع وأول رئيس وزراء ينقل مكتبه إلى الشارع ..المهندس «البلدوزر» الذي اهتم بتطلعات المواطنين ولم يختبئ وراء البيانات الرسمية

في الوقت الذي يتعرّض فيه رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب لحملة إساءة وتشويه إلكترونية عبر نشر سلسلة من الأخبار الكاذبة تتضمن قذفًا في حقه، وجبَ أن نقول كلمة حق لمصر وللتاريخ.

ترك العمل من المكتب

للإنصاف.. يمكن القول إن محلب هو أول رئيس وزراء في تاريخ مصر ينقل مكتبه إلى الشارع بعيدًا عن الأجهزة البيرقراطية والتعقيدات الإدارية.

العمل على تطلعات المواطنين

لهذا وحده، تحتفظ له الذاكرة الشعبية بصورة رجل الدولة الذي اهتم بتطلعات المواطنين وهمومهم وقضاياهم بكل الجدية والاهتمام. لم يختبئ وراء البيانات الرسمية، أو يعمل على إلقاء المسؤولية على غيره، بل تصدّى بنفسه لكل قضية تمس مطالب المواطنين.

ولعلنا نذكر كيف كان محلب يجوب مصر، لحل المشكلات العالقة وإخماد نيران الأزمات التي تهم الشارع المصري والرأي العام.

«بلدوزر» الإنجازات

ويظل إبراهيم محلب في منطقة وحده باعتباره رجل إنجازات.، كما يُعرفالمهندس إبراهيم محلب بلقب الـ "بلدوزر".. وهي المداعبة العلنية التي تحدَّث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الوزراء محلب على الهواء مُباشرةً.

محلب والخروج عن المألوف

توصيف دقيق لرجل نجح في كل المهام والمناصب التي تولاها، حتى أنه كان أنجح الوزراء في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، قبل أن تكليفه بتشكيل الحكومة في 24 فبراير 2014. الشاهد أنه تصرف في أكثر من أزمة تخص عمل وزارته خارج المألوف والمعتاد لدى الأجهزة البيروقراطية بتفكيرها التقليدي الذي ينقصه الخيال.

رئيس حكومة لا يملك الرفاهية

جاء محلب إلى منصب رئيس الوزراء وهو يدرك أن حكومته "لا تملك رفاهية الوقت"، كما قال.

بدأ مشوار حكومته بسبعة تعهدات أعلنها في خطاب للشعب، هي: فرض الأمن ومحاربة الإرهاب، وتوفير حلول عاجلة تلبي المتطلبات الأساسية للحد الأدنى من المعيشة الكريمة في ضوء الإمكانات المتاحة، والاهتمام بالمشروعات القومية وعلى رأسها مشروع تنمية قناة السويس، وعلاج الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد، وتوفير مناخ سياسي وديمقراطي محايد، وإجراء إصلاح في الجهاز الإداري للدولة ومكافحة الفساد، وإحداث توازن في علاقات مصر الدولية.

إبراهيم محلب وصناعة الأمل

يومها قال محلب إن البعض ينظر إلى الحكومة في هذه المرحلة بمنظار الإحباط واليأس، إلا أنه يراها مرحلة صناعة الأمل.

ولأننا نسجل هنا كلمة للتاريخ، فقد قال محلب نصًا: أتولى رئاسة الحكومة وفقـًا للشرعية التي منحها الشعب في الاستفتاء على الدستور، والتزامـًا بالواجب الوطني في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، وأعاهد الله أن أكون خادمـًا أمينـًا للشعب متوكلًا على الله، وأعول على الشعب في دعمه لتنفيذ هذه المهمة، ونحن يجب أن نعي الظروف التي نعيشها ومحدودية مواردنا، ونريد بناء البلد، ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، فهناك محدودية للموارد لكن لدينا مستقبل واعد ولا نريد أن نكون معولًا لهدم مصر.

عدم قبول هدايا عينية

وفور توليه منصب رئيس الوزراء عام 2014، وجه المهندس إبراهيم محلب، أعضاء مكتبه بعدم قبول أي هدايا عينية تصل من أي جهة أو شخص إلى مكتبه، كما طالب الشخصيات العامة ورجال الأعمال بعدم نشر إعلانات في الصحف لتهنئته بمنصبه والتبرع بقيمتها للأعمال الخيرية.

عودة الامن والسياحة

وعلى أرض الواقع.. تحرَّك محلب في الشارع كثيرًأ، وعمل بكل جدية على تحسين الظروف المعيشية للمصريين وخاصة الخدمات، إضافة إلى إحلال الأمن والاستقرار ودحر الإرهاب لتهيئة الطريق للاستثمار وعودة السياحة.

وقف الاحتجاجات والاضرابات

وإدراكًا منه لمكامن الخطر، دعا محلب -حينذاك- إلى وقف الاحتجاجات والاضرابات، لإعطاء الأمةاستراحة لإعادة البناء بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاضطرابات القاتلة.

عنوان للاستقامة

في هذا كله، ظل محلب عنوانًا للاستقامة والعمل الدؤوب والتفكير المنظم من أجل رسم ملامح غغدٍ أفضل لمصر والمصريين.

إثارة البلبلة

وإذا كان هذا الرجل المعروف بالإخلاص ونظافة اليد فضلًا عن خبراته الكبيرة والواسعة يتعرّض الآن لإساءات وهجمات إلكترونية، فإن الهدف منها يتجاوز شخص المهندس إبراهيم محلب، ويهدف إلى إثارة حالة من البلبلة، وتكدير السلم الأمن والسلم العامين.

رد الجميل ومحاسبة المسيئين

وأخيراً .. يجب علينا أن نرد الجميل للمهندس إبراهيم محلي.. ويتوجب علينا محاسبة المسيئين، والعمل على المحافظة على سمعة الرجال المحترمين، الذين تصدوا للمسؤولية في أصعب الفترات التي عاشتها مصر المعاصرة؛ لأن إبراهيم محلب وأمثاله يستحقون الشكر لا التشويه.

ولعل ما يدعو لتكريم المهندس إبراهيم محلب، ما سبقا إليهالرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، حينما كرم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، وعام 2017، ومنحه وسام الاستحقاق الوطنى الفرنسى وهو أعلى وسام فرنسى، تقديرًا لدوره فى تدعيم العلاقات المصرية الفرنسية.