ما فعله «ميكي» بعد النكسة.. الكاتب محمد فتحي يكشف سر ظهور صورة عبدالناصر على غلاف المجلة بعد 67.. ويؤكد أن مجلة سمير بداية تطور الكوميكس بمصر وكانت تؤرخ لتاريخ الوطن

استضاف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في حلقة، يوم الأربعاء، من «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم» الكاتب د. محمد فتحي للحديث عن تاريخ مجلات الأطفال في مصر ومشاركتها في دعم الأفكار الوطنية وخاصة وقت نكسة يونيو 1967.
وقال د. محمد فتحي: “أول حاجة عملتها مجلتي ميكي وسمير بعد النكسة كانت لازم تطبطب لأن حالة ما قبل النكسة كانت تقول إن سنفعل الأفاعيل في إسرائيل، ولكن بعد ذلك كانت الكتابات تقول إننا سنظل مصر والدولة القوية وبالتالي لم ننهزم و(إحنا أصحاب حق) وهذه الجملة سنضعها بين قوسين وهي كلمة يصر ميكي تقال داخل صفحات المجلة، وسيكون فيه كتاب كبار يقولوا إحنا أصحاب حق، وبعدين قلت للأطفال سننطلق على رأي الأستاذ مجدي نجيب بالقصيدة التي كتبها في أحد الأعداد”.
وأضاف: “والعدد اللي بعد ذلك مجلة ميكي استبعدت ميكي تماما من الظهور في صفحاتها، لأن ميكي أيضا كل مغامراته كوميدية وفيها ألغاز ولم يكن مناسبا هذا الأمر في ذلك الوقت، وكان وقتها ضرورة الاحتفاء بالرئيس جمال عبدالناصر بوضع صورته على الغلاف وكان صورته تملئ الغلاف بشكل كامل وحوله صور الأطفال، وللأسف هذا العدد لم نعرف من قام بإعداده، وأول صفحة كان اسمها هذه انتصاراتنا ويتحدث عن الانتصارات المصرية، وقصة أخرى بعنوان (منير البطل الصغير)، اللي كاتبها الأستاذ فريد كامل واللي رسمها أستاذ بهجت عثمان، وهذا الجيل رفض التطبيع لأنه تربى على كلام مجلتي ميكي وسمير، وكان هناك موضوع آخر بعنوان (البترول سلاح في المعركة) وكان هذا موضوع كتبه الأستاذ ممدوح سالم عن أهمية هذا الأمر، والأستاذة صافيناز كاظم كتبت أيضا في ميكي، وكانت تحكي عن شاعرنا محمود درويش، والرسالة المقصودة في هذا الوقت للأطفال كانت ضرورة البناء وأن نتحدث عن مشروع محترم مهما كانت الانكسارات، وتتحدث مع طفل عن المستقبل الخاص به”.
أكد د. محمد فتحي أن تاريخ مجلات الأطفال في العالم العربي يبدأ في مصر، منذ المجلة التاريخية سمير والتي انطلقت 1956 في العدد الأول من دار الهلال، حيث كان يُؤرخ لتاريخ الوطن من خلال صفحات مجلة سمير.
وأشار إلى بداية ظهور مجلات الأطفال في مصر وكان هذا في فترة الأربعينيات من خلال مجلات مثل «الكتكوت» و«النونو» وبرامج الأطفال مثل بابا صادق ثم بابا شارو في الأربعينيات ومعها مجلة «بابا شارو».
وقال الكاتب الصحفي محمد فتحي إن مجلة سمير كانت بداية تطور الكوميكس في مصر وشارك في انطلاقتها فنانون أجانب كانوا يعيشون في مصر، إلى جانب كبار الكتاب الذين كتبوا فيها للأطفال مثل: نجيب محفوظ يووسف إدريس ويوسف السباعي وعبد الرحمن الشرقاوي.
وأضاف أن مجلة سمير ساهمت في تشكيل وعي الأطفال وتثبيت أفكار ثورة يوليو بتقليل القصص الأجنبية وأن يكون محتوى المجلة مصري بشكل أكبر، ثم انفصلت قصص ميكي في المجلة إلى مجلة منفصلة عام 1958.
وأوضح أن السيدة نادية نشأت مؤسسة المجلتين أصبحت موظفة فيهما بعد تأميم الصحافة 1960 وبعدها غادرت مصر إلى عدة بلاد قبل العودة مرة أخرى لتأسيس قسم أطفال في دار المعارف.
وتابع أنه في دار المعارف قامت بتدشين مجلة تان تان الشهيرة، ثم مجلة منافسة لميكي الخاصة بمجلة سمير، ثم القصص الشهيرة «المغامرون الخمسة» والتي قام بتحريرها محمود سالم الذي استقدمته من دار الهلال والذي عمل معها سابقًا.