"سالم ونادية والعربة الكارو".. 40 عامًا من الحب والتضحية: "بنصحى من النجمة نجيب اللقمة ونرجع نحب في بعضنا"
"الحب يا دنياي.. أن نجد الرغيف.. مع الصغار.. أن نغرس الأحلام.. في أيدي النهار"، هكذا عبر الشاعر القدير فاروق جويدة عن معنى الحب، وهو ما جسدته قصة الحاج سالم وزوجته الحاجة نادية، وهم خير مثال للعاشق الذي تحمل في عشقه مشقات الحياة فضحى براحته ووجد سعادته في العناء بجوار حبيبه.
الحاج سالم البالغ من العمر 80 عامًا والحاجة نادية صاحبة الـ 61 عامًا، قصة عشق دامت لـ 40 عامًا وسط مصاعب الحياة، فكانوا خير عاشقين وأفضل أبوين وأخلص شريكين.. 40 عامًا قضاها الشريكين يبيعون الخضار على عربتهم الكارو، دون ملل أو تزمر، فبنوا ذلك البيت الدافئ الذي يحلم به الجميع.
"بنطلع الشغل من آذان الفجر نروح نلم الزرع من السوق، وبعدين نروح نفطر، ونخرج بشغلنا على زباينا ننادي عليهم وهما يطلبوا حاجتهم ونطلعلهالهم.. احنا متجوزين بقالنا 40 سنة وربينا عيالنا وجوزناهم 5 ولاد و3 بنات.. احنا بنكافح ومنقدرش نبطل شغل عشان منتعبش ونزهق، احنا بنحب خدمة الناس وبنحب نشوف زباينا"، هكذا يروى الحاج سالم قصة كفاحه مع زوجته وحبه لخدمة الغير.
يتابع الحاج سالم: "مينفعش اقعد من الشغل.. عيالي اتحايلوا عليا ابطل شغل بس انا مرضاش لأنهم عندهم عيالهم وبيصرفوا عليهم مش عايزهم يزلوني ويقولولي احنا بنصرف عليك وعلى امنا.. انا فيا صحة وقادر اشتغل يبقى لازم اخدم الناس واكسب قرش حلال من غير محد يصرف عليا".
وتقول الحاجة نادية: "لو قعدت من الشغل هتعب انا خدت على الشقى، انا بياعة وبشتغل من وانا عيلة كنت باجي مع ابويا السوق".
وييستطردالحاج سالم: "بشكر الحاجة نادية على انها استحملتني العمر دا كله وبشكر ربنا انه رزقني بيها وانها مطاوعاني وممشياني.. وهي لا تنفع من غيري ولا انا انفع من غيرها، مرات ابني لا هتخدمني ولا تغسلي جلبيتي زيها، ولا بنتي هتنام في حضني زيها، انا لازم اشكرها واشكر ربنا انه رزقني بيها، هي لو تعبت لاقدر الله هقعد جنبها واخدمها".