رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

رحلت رائدة العمل التطوعي.. أنيسة حسونة ضربت مثالا للإصرار في مواجهة المرض.. واختيرت سفيرة لمبادرة حياة كريمة.. وكرمتها الرئاسة في احتفالية المرأة المصرية

الدكتورة أنيسة حسونة
الدكتورة أنيسة حسونة

مجرد أعوام قضاتها على الأرض، فتحت عينيها على الدنيا ثم أغلقتهما إلى الأبد، وما بين الفتح والإغلاق امتدت مسيرة طويلة عريضة قطعتها الدكتورة أنيسة حسونة رائدة العمل التطوعي في مصر، التي رحلت صباح اليوم عن عمر ناهز 69 عاما، بعد معاناة طويلة مع السرطان.

بملامح مصرية أصيلة ووجه بشوش مملوء بابتسامة أمل، تعرف عليها الشعب المصري من خلال شاشة التلفاز كمديرة تنفيذية لمؤسسة الدكتور مجدي يعقوب، ثم نائبة بمجلس النواب ضمن الأعضاء المعينين في 2015، وعملت ملحقا دبلوماسيا في وزارة الخارجية المصرية بعدما حازت على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما عملت بعدها لمدة أربعة عشر عاما في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، ثم شغلت منصب مدير عام منتدى مصر الاقتصادي الدولي، وهي محاضرة أيضا في المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية والمعهد المصرفي التابع للبنك المركزي المصري.

اختيرت في عام 2014 علي قائمة أقوي مائة امرأة عربية على مستوى العالم، وذلك وفقا لتصنيف مجلتي «آربيان بيزنس» و«coe»،وفي إحدى حواراتها الصحفية قالت أنيسة حسونة إنها تعتز بعملها كمديرة تنفيذية لمؤسسة مجدي يعقوب في أسوان، وهي المسؤولة عن إدارة المؤسسة، وصورتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وجمع التبرعات، وأشارت إلى أنها لمست من خلال عملها في هذه المؤسسة معني التعامل مع الناس علي أرض الواقع، وتعلمت من الدكتور مجدي يعقوب هذا العالم دمث الخلق أهمية خدمة المرضي وتوظيف التقدم العلمي في ذلك، ولذا عندما تذهب لأسوان يكون ذلك بمثابة شحن لبطاريتها الإنسانية.

وترى أنيسة حسونة أن الدكتور مجدي يعقوب كان موفقا للغاية في اختيار أسوان كموقع لهذه المؤسسة، التي بدأت بمبنى واحد وأصبحت ثلاثة مبان الآن، وخلال خمس سنوات تضاعف عدد العاملين بها عشر مرات، ليصبحوا 450 فردا مابين موظفين وأطباء وباحثين ومتوسط أعمارهم 35 عاما، أي من الشباب، و40٪ من العاملين من النساء، والمؤسسة تمنح الأولوية في العلاج للحالات شديدة الخطورة والتعقيد والعمليات مجانية و60٪ من الذين يتم معالجتهم من أسوان والصعيد و60٪ من العمليات تخصص للأطفال.

أما نشاطها ومشاركتها الفعالة في المجتمع المدني فغني عن التعريف، حيث كانت أول سيدة يتم انتخابها أمينا عاما للمجلس المصري للشؤون الخارجية وهي الآن أمين صندوق المجلس، وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة الباجواش للعلوم والشئون الدولية وهي المنظمة الحاصلة علي جائزة نوبل لعام 1995، وعضو في العديد من الهيئات الاستشارية للفكر والحريات والمرأة في مصر والوطن العربي والعالم، فهي مؤسسه لـ«نساء من أجل السلام عبر العالم» في سويسرا، وهي مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة «مصر المتنورة»، وعضو بالغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة وبجمعية الأعمال المصرية البريطانية وهي أيضا كاتبة في العديد من الإصدارات الصحفية وأحدث إصداراتها كتاب «ما بعد الربيع العربي.. الصراع والتعاون في الشرق الأوسط».

كان آخر المشاريع الخيرية التى شاركت بها الراحلة تأسيس مستشفى الناس للأطفال لتقديم الخدمة المجانية للمرضى.

وفى آخر ظهور لها مع السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس، خلال تكريمها فى احتفالية المرأة المصرية، جاءت حسونة وهى تجلس على كرسى متحرك، وهو ما فسرته بـ«أن العلاج الكيماوى الذى تخضع للعلاج به يمنع وصول الدم بصورة طبيعية للرأس وهذا صعب، وهناك أدوية لها بعض الأعراض منها تقلص قدرة الجسم على الحركة، لذا لجأت فى الفترة الأخيرة لاستخدام كرسى متحرك للمساعدة على الحركة».

          
تم نسخ الرابط