بإصرار وعزيمة.. ابن ديروط "زياد جمال الدين" يتحدى الصعاب ويحصد المركز الرابع على الجمهورية في مسابقة "فني مبتكر"

​"ينافس العلماء رغم صغر سنه".. بهذه الكلمات يمكن وصف الإنجاز الكبير الذي حققه الطالب النابغ زياد جمال الدين إبراهيم، ابن مركز ديروط بمحافظة أسيوط، الذي أثبت أن العزيمة والمثابرة هما مفتاح النجاح، بعد أن حصد المركز الرابع على مستوى الجمهورية في النسخة الخامسة من مسابقة "فني مبتكر" المرموقة.

​لم يكن هذا الفوز وليد الصدفة، بل جاء تتويجًا لجهد كبير ومشروع ثوري نافس به "زياد" وفريقه ضمن 9000 مشروع آخر من كافة أنحاء مصر. تمثل مشروعه في ابتكار تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي، على غرار التقنيات العالمية مثل "شات جي بي تي"، ولكنه متخصص في خدمة القطاع الزراعي؛ حيث يقوم التطبيق بتشخيص وعلاج أمراض محصول البرتقال، وتحديد نوع المرض الذي يصيب أوراقه وثماره، ومن ثم اقتراح المبيد الحشري المناسب والفعال للقضاء عليه.

​ولم يكتفِ فريق "زياد" بهذا المركز المتقدم، بل أضافوا إلى رصيدهم جائزتين خاصتين تعكسان تميزهم، حيث حصدوا "درع أحسن فريق عرض" من لجنة التحكيم، بالإضافة إلى "درع أحسن فريق" بناءً على تصويت الجمهور، مما يؤكد على تكامل المشروع من الناحية التقنية وقدرة الفريق على إقناع الخبراء والجمهور بفكرتهم.

​وقد خضع المشروع لتقييم لجنة تحكيم رفيعة المستوى ضمت قامات علمية وخبراء في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا، وهم:

• ​الدكتور محمد مجدي العربي، المدير التنفيذي التقني لمجموعة العربي.
• ​الأستاذ محمود طنطاوي، مدير عام الإدارة العامة لجوائز الدولة، والمشرف على دعم مشروعات التخرج بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
• ​الدكتور عمرو سليمان، عضو مؤسس وكبير خبراء ريادة الأعمال بشركة جلاكسي للتنمية.
• ​المهندس محمد عبود، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للابتكار وريادة الأعمال.
• ​المهندس أحمد صالح، مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة النيل.
• ​الدكتورة نجوى السيد، رئيس قطاع البحث العلمي والابتكار بمؤسسة مصر الخير.

​وراء هذا النجاح قصة ملهمة من الإصرار، حيث بدأت رحلة "زياد" مع المسابقة من خلال مدرسته الثانوية الفنية المتخصصة، "مدرسة ضيف الله للذكاء الاصطناعي بأسيوط". وقد تقدم للمسابقة وهو في الصف الأول، ثم أعاد المحاولة في الصف الثاني، لكن لم يحالفه الحظ في المرتين. إلا أنه رفض الاستسلام، ليعود بكل قوة في عامه الدراسي الأخير (الصف الثالث)، وينجح أخيرًا في تحقيق حلمه ضمن فريق مكون من ثلاثة طلاب، تولى هو فيه مسؤولية تسويق المشروع.

​وبعد أن تخرج من مدرسته الثانوية، يواصل "زياد" الآن رحلته الأكاديمية المتميزة، حيث التحق بالفرقة الأولى قسم تكنولوجيا المعلومات (IT) في "الكلية التكنولوجية الألمانية" بأسيوط، ليكون بذلك ضمن الدفعة الأولى التي تلتحق بهذه الكلية الجديدة والواعدة، مستكملًا مسيرة من التفوق بدأت بالإصرار وتستمر بالطموح.