البحوث الإسلامية: الإبداع لازمة من لوازم الشريعة الإسلامية وتركه دون ضابط انفلات.. والأزهر مؤسسة ترعى الإبداع وتؤيد الابتكار بشرط الانضباط
قال الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام هو الشريعة التي استطاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلالها أن يقيم الدولة وأن يؤسس للحضارة وأن ينشئ الأمة، نتيجة أنه جاء بالوحيين اللذان اشتملا على دعوات متعددة إلى ضرورة الأخذ بمواطن الإبداع ومواضع الابتكار.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته باحتفالية مركز الوافدين بالأزهر لتكريم الطلاب الوافدين الفائزين في مسابقة "مواهب وقدرات"، أن المتدبر لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة يجد دعوات في مواطن عدة إلى الأخذ بالأدوات والوسائل التي تعين الإنسان على تحقيق الرفاهية لنفسه ولبني جنسه، وأن يحقق المراد من خلقه، وهو ما يؤكد أن الإبداع صفة لازمة من لوازم الشريعة الإسلامية الغراء، من خلال لفت العقول إلى النظر، وتوجيه الأذهان إلى التأمل. وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإبداع لا يتحقق إلا بالوقوف عند حدوده وأدواته التي تسمح بتحقيقه، مستشهدا بدعوة النبي الكريم إلى النظر والتأمل في آيات الله تعالى، والتوقف عن التفكر في ذات الله تبارك وتعالى، مؤكدا أن ذلك لا يكون إبداعا بل يكون انحرافا وتبديدا.
وأكد الدكتور نظير أن الأزهر مؤسسة ترعى الإبداع، وتؤيد الابتكار ، بشرط أن يلتزم بالحدود والضوابط والأعراف المنظمة له، فضلا عن الضوابط الشرعية والأخلاقية، مؤكدا أن الإنسان إن ترك نفسه يبدع أو يتفكر دون قيد، لرأينا انتهاكا للثوابت وخروجا عن الأخلاق، بدعوى أن ذلك حرية والواقع أنها انفلات، وهو أبعد ما يكون عن مناط الإبداع أو موضع الابتكار.
وأضاف د.نظير أن احتفاء الأزهر بأبناءه الوافدين في مجالات الفن والابتكار؛ دليل على عظمة وسمو هذا الدين، وأنه لم يكن منغلقا على فن، أو يقف عند علم، طالما أن ذلك في ضوء ما يحقق المواثيق الأخلاقية، والضوابط والأعراف السلوكية، ولا يتناقض مع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يؤكد أن الأزهر على مر العصور الطويلة يأخذ بزمام التحضر، تنظر في القديم وتنفتح على الجديد.
وينظم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف، احتفالية كبرى، بمركز الأزهر للمؤتمرات، لتكريم الفائزين في المسابقة العالمية للطلاب الوافدين والأجانب "مواهب وقدرات"، تحت شعار "تنمية واستدامة"، تدور حول العديد من المحاور والمجالات أبرزها؛ حفظ وترتيل القرآن الكريم، واكتشاف مواهب الطلاب الوافدين في مجالات الثقافة الإسلامية والخطابة وفنون التواصل وتأليف وإلقاء الشعر، والزجل وبراعة التحدث باللغات الأجنبية عن العلوم والآداب الإسلامية، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب الخط العربي والرسم والزخرفة والأشغال الفنية وفنون الكتابة الإبداعية، وفنون التمثيل، ومهارات البحث العلمي.