رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

بهاء وحمارته «ونيسة» على زراعي الصعيد.. التعرف على أهله وناسه الطيبين عن قرب

بهاء وونيسة
بهاء وونيسة

«الكل في الكلام قادر وشاطر.. إنما البعض في الفهم زي الحمار»،بهذه الكلمات افتتح بهاء العمدة، وهو شاب يبلغ من العمر 31 عاما ويقطن في محافظة سوهاج،رحلته على طول الطريق الزراعي بالصعيد، بهاء في حدث فريد من نوعه قرر أن يسافر على ظهر حمارته «ونيسة»من محافظةالجيزة إلى محافظة أسوان.

اقرأ أيضا:انتحار أم قتل.. اتهامات متبادلة بين أسرة ربة منزل وزوجها بعد وفاتها حرقًا

في أحد الأيام.. خطرت في بال الشاب الصعيدي البسيط فكرة السفر على طول خط الصعيد من الجيزة إلى أسوان بالحمار؛ من أجل معرفة العادات والتقاليد ومدى اختلافها بين مدن ومحافظات الصعيد، ومن المقرر أن تستغرق الرحلة فترة تتراوح ما بين شهر ونصف إلى ثلاثة أشهر، حسبما ذكر بهاء.

وأضاف بهاء: “أنا بسافر بالحمار عشان عاوز أعرف مدى المعاناة اللي كان بيعانيها جدودي لما كانوا بيسافروا المسافات الطويلة دي”، وأشاربهاء إلى أنه يهدف من خلال هذه الرحلة إلى معرفة سبب تسمية مدن ومراكز الصعيد بأسمائها الحالية.

وقال بهاء العمدة إنه أثناء تواجده في محافظة الجيزة، عرف من خلال الأهالي لماذا تم اختيار 31 مارس عيدا قوميا لمحافظة الجيزة، والقصة أنه في هذا اليوم من عام 1919،إحدى قرى مركز البدرشين واسمها “نزلة الشوبك” هجم الإنجليز عليها وأرادوا تخريب السكك الحديد بها، لكن الأهلي دافعوا ببسالة عن بيوتهم ومزارعهم وقريتهم، وهزموا الإنجليز، فتم اختيار هذا اليوم عيد قوميا للمحافظة.

اقرأ أيضا:تسريب غاز.. السيطرة على حريق هائل داخل شقة في العياط

وتابع بهاء أنه قد بدأ رحلته يوم السبت الماضي 6 فبراير، وسيواصلها حتى نهاية المطاف حيث محافظة أسوان، وأشار العمدة إلى أنه قد وفر لـ”ونيسة” كل ما تحتاجه من مؤونة في سيارة “بيجو” ذات السبعة ركاب.

وتغنى بهاء العمدة بكرم أهل الصعيد، مشددا على أن “الغلابة” هم أكثر الناس كرما من أهل الصعيد، فيحكي بهاء أنه كان سائرا مع “ونيسة” في قرية بنطاق محافظة بني سويف، وقد رفض الناس في تلك القرية أن ينام بهاء عندهم، حتى بركت “ونيسة” من كثرة ما تعبت من المشي، ليجد أحد الناس واسمه يوسف ويعمل“عجلاتي” قد أرسل ابنه فريد بـ”توكتوك” ليصطحب بهاء والحمارة “ونيسة” إلى منزله ويستضيفهم؛ ليبيت ليلته عندهم، وأثناء ذلك قاموا بإطعامه هو ونيسة، وأضاف بهاء أن عم يوسف وأسرته ناس “على قد حالهم جدا”، لكنهم طيبون و”جدعان”.

وتابع بهاء أنه سارمسافة قاربت الـ180 كيلومترا، خلال ستة أيام، مشيرا إلى أنه لا يهين “ونيسة” أو يعذبها بطول السفر، بل إنه يوفر لها سبل الراحة، من مأكل ومشربومبيت، وعقب: “احنا مبنعملش حاجة جديدة ولا بنخترع الذرة، أنت حتلاقي جدودك وجدود جدودك كانوا بيسافروا كده”.

وقال بهاء إنه سمى حمارته “ونيسة” لأنها تؤنسه في سفره، فقد نشأت بينهما ألفة لبقائهما معا مدة أسبوع.

واستطرد بهاء أنه لم يختر الحصانرغم نصيحة الناس واختار الحمار؛ لأن الحصان فيه استعلاء وأنفة، أما الحمار فيه التواضع والطيبة، شأنه شأن أهل الصعيد.

واختتم بهاء: “احنا بندور على الناس أهل الحكمة، الناس اللي تاخد منها كلام ينفعك، ولما تقعد معاهم تسمع حكاوي تعرفك العادات والتقاليد، والحاجات اللي انت متعرفهاش عن كل بلد”.

          
تم نسخ الرابط