الذكرى الـ 47 لرحيل كوكب الشرق.. صاحبة الحنجرة الذهبية وأسطورة الغناء التي لن تتكرر.. وقفت على أكبر مسارح العالم وكانت جنازتها من أكبر الجنازات في العالم
يحل علينا اليوم الخميس الذكرى 47 لوفاة كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، والتى توفيت يوم الاثنين 3 فبراير 1975م، بالقاهرة متأثرة بإصابتها بقصور فى القلب، وذلك عن عمر يناهز 76 عاماً، وقد شُيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم، وكانت جنازةً مهيبة ومن أكبر الجنازات فى العالم.
ولدت سيدة الغناء العربى فى قرية طماى النهائية، التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية فى 31 ديسمبر 1898، أو رسميًا حسب السجلات المدنية فى 4 مايو 1908 م، وهى بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجى.
ولدت فاطمة " أم كلثوم" لأسرة مصرية بسيطة بقرية طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، وكان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل.
قام والدها بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضاً تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب.
وغنت مع والدها في الموالد وقامت بغناء التواشيح والمدائح النبويه، ثم استقرت في القاهرة عام 1921 وكانت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس بدون فرقة موسيقية. وغنت على مسرح حديقة الأزيكية واشتهرت بقصيدة "وحقك أنت المنى والطلب" وتعد هذه أول إسطوانة لها صدرت في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة.
وتعلمت أم كلثوم من أمين المهدي أصول الموسيقى، كما تعلمت عزف العود على يد محمود رحمي ومحمد القصبحي بعد ذلك تعاونت مع كبار الملحنين والشعراء لتقدم حفلة شهرية كان يحضرها عشاق صوتها من جميع انحاء الوطن العربي.
وبرزت موهبة سيدة الغناء العربى منذ طفولتها، وبدأت تكتسب شهرة واسعة بقريتها وبمدينة السنبلاوين والقرى المجاورة، حتى وصلت إلى القاهرة وبدأت انطلاقتها الكبرى وبزوغ نجمها فى الوسط الفنى، وأطلق عليها العديد من الألقاب منها سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق، الست، شمس الأصيل.
وتعد أم كلثوم من أبرز مغنى القرن العشرين الميلادي، وبدأت مشوارها الفنى فى سن الطفولة، اشتهرت فى مصر وفى عموم الوطن العربي، ووقفت على أكثر مسارح العالم.
وحصلت سيدة الغناء العربى على العديد من الأوسمة والنياشين خلال مسيرتها الغنائية وتم تكريمها من رؤساء بعض الدول، وجميعها موجودة فى متحف يحمل اسمها بمنطقة الزمالك، وكذلك فى متحف يحمل اسمها فى منطقة منيل الروضة ومن هذه الأوسمة، قلادة النيل من الرئيس جمال عبد الناصر، وأوسمة الأرز الوطنى من لبنان من الطبقة الأولى، الاستحقاق السورى، والكفاءة الفكرية من المغرب، والامتياز الباكستاني، ونقابة الموسيقيين اللبنانيين، ونوط الجمهورية التونسية، وقلادة الاستحقاق من مصر، ومفتاح مدينة طنطا.
وقد بدأت صحتها تسوء في عام 1971، فانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية« ليلة حب »آخر ما غنّته في 17 نوفمبر 1972، وفي 21 يناير 1975 كانت ستموت بسبب عدة مشاكل بكليتيها، وبالرغم من السنوات العديدة من مرضها، رفضت أم كلثوم الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج حيث كانت تقول: لو ذهبت للمستشفى، فسوف أموت هنا.
في أخر أشهر مرضها لم تتمكن من تسجيل أغنية «أوقاتي بتحلو» الحان سيد مكاوي فأثناء البروفات للأغنية وقعت صريعة لمرض التهاب الكلى، وسافرت إلى لندن لتلقي لعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتى تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل تأديتها.
شيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم، وكانت جنازةً مهيبة حضر فيها كل محبين «الست» من انحاء الوطن العربي وبكاتها ملايين المصريين من محبينها وعشاقها.
ومازال قبر السيدة أم كلثوم بمقابر الإمام الشافعى بالبساتين، شاهدا علي حب الجماهير لها ولفنها الراقي الذين يحرصون على زيارة قبرها والدعاء لها يوم 3 فبراير من كل عام .
ومقبرة أم كلثوم عبارة عن مبنى ضخم مزخرف، عليه لوحه كبيرة تحمل اسم السيدة أم كلثوم وتاريخ وفاتها مكتوب عليه"لبت نداء ربها في 22 محرم 1395 هجريا الموافق 3 فبراير 1975 ميلاديا ، وبداخل القبر وبالتحديد على المكان المدفونه فيه كوكب الشرق يوضع مصحف والزهور ، فضلا عن تجهيز القبر من الداخل بمصاحف وإضاءة ومقاعد و"أنتريه" لإسقبال محبى وعشاق كوكب الشرق من جميع أنحاء العالم.
وضريح أم كلثوم يتميز بالفخامة مقارنة بالأضرحة والمقابر الأخري، حيث توجد على جدرانه نقوش وزخارف إسلامية بديعة، ويعد من أكبر المدافن مساحة في منطقة مقابر البساتين.
وبمجرد وصولك لمقابر الإمام الشافعى بمنطقة البساتين ، وبسؤالك عن ضريح "كوكب الشرق" تجد الجميع يعرف مكانه وموقعه وكيفية الوصول إليه وتجد أيضا من يساعدك في الوصول للضريح ليعكس مدى الحب والعشق الذى يحمله الملايين لكوكب الشرق حتى بعد وفاتها 46 عام.
وداخل ضريح "أم كلثوم" ، المصحف الخاص بها ، وكتاب مدون فيه رسائل من محبيها من مختلف دول العالم منذ وفاتها دونه محبيها على مدار الذكرى السنوى ليها منذ وفاتها .