رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

قبل وفاته بسنوات.. «المحجوب» يزيح الستار عن حقيقة أشرف مروان الذي حير تل أبيب

اللواء الراحل محمد عبد السلام المحجوب
اللواء الراحل محمد عبد السلام المحجوب

لا أحد يجهل شخصية اللواء الراحل محمد عبد السلام المحجوب، فهو صانع الجاسوس "جمعة الشوان"، ولقد كان اسمه الحركي داخل هذه العملية باسم الريس زكريا، وهو نفسه صاحب قصة تدمير الحفار الإسرائيلي في الستينات، لكن ما يزيد قصته غموضًا تدريبه لأشرف مروان، صهر الرئيس جمال عبد الناصر على طريقة اختراق الموساد الإسرائيلي قبل حرب 73 ضمن خطة سرية لتحقيق الخداع الاستراتيجي.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ظهرت معلومات ظلت مختفية لـ40 عامًا مضت، ربما كان ذلك هو السبب في خلق جدل كبير بشأن قضية أشرف مروان، حيث لم يُثبت هل هو جاسوس مصري أم عميل مزدوج؟، وزاد الأمر غموضًا بوفاة أشرف مروان التي يشبوها الكثير من الشكوك، حيث وقع من شرفة شقته في لندن.

وفى 2018، ظهر اللواء المحجوب ليبرأ ذمة أشرف مروان من كل الاتهامات التي وُجهت له، وذلك وسط صمت الجانب المصري من الحديث عن أي وقائع حقيقية تثبت صدق الأمر من عدمه.

يشار إلى أن أشرف مروان هو واحد من رجال الدولة في الستينات، بلغت قرابته من النظام المصري والقيادة السياسية أنه تزوج منى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفرحه كان فيه كل كبار رجال الدولة، ومع وفاة الرئيس عبد الناصر لم يبتعد أشرف مروان عن دائرة الحكم المتمثلة في الرئيس السادات، لدرجة أنه تولى منصب المستشار الأمني والسياسي للرئيس الشهيد محمد أنور السادات، كما منحه وسامًا رفيعًا؛ تقديرا على الخدمات اللى قدمها للبلد في حرب 1973.

ومرت سنوات طويلة ويُنظر لأشرف مروان على أنه جاسوس إسرائيلي، وفي تصريحات صحفية، أكد المحجوب أنه لم يشاهد أو يقرأ أي تصريح صحفي أو تسجيل صوتى أو تليفزيوني لأشرف مروان ليبرأ نفسه امام الجميع؛ لكي ينكر خيانته لمصر وكونه عميلاً لإسرائيل.

وأضاف المحجوب أن أشرف مروان توفي في عام 2007، بطريقة يشوبها الغموض، وسجلت الشرطة بأن الحادثة طبيعية، لكن هناك أسرار وشبهات مخيفة تحيط بموته.

رحل أشرف مروان وبقيت الأسئلة المعلقة بدون إجابات، فهل كان عميلا مزدوجًا أم جاسوسًا لصالح مصر؟، وهل كان ينقل أشرف مروان معلومات سرية من القصر الجمهوري للكيان الصهيوني، ولماذا يتباهى الموساد

بأنها ابنة جمال عبد الناصر كانت تعمل لحسابهم؟، وهل جمال عبد الناصر نفسه كان على علم بعلاقة أشرف مروان بالإسرائيلين وكانت مُرتبة أم من قبيل صدفة ليس إلا؟.

تزايدت هذه الأسئلة مع إنتاج فيلم الملاك الذى يدعم النظرية الإسرائيلية بأن أشرف مروان كان عميلا إسرائيليًا وليس مصريًا على الإطلاق، ولم يجب الفيلم على أي أسئلة، بل وصلت عملية تشويه سيرة أشرف مروان لأكبر مدى يمكن تخيله.

وفي 2018، خرج محمد عبد السلام المحجوب ليكشف السر الغامض، لأول مرة، وهو أنه كان ضابطًا بالمخابرات المصرية، بل والمسئول عن تدريب أشرف مروان لاختراق الموساد الإسرائيلى قبل حرب 1973 كنوع من الخداع الاستراتيجي، وأن أشرف مروان لم يكن عميلاً مزدوجًا بل ضابطًا وطنيًا بامتياز.

وجاءت شهادة محمد عبد السلام المحجوب لتزيح الستار عن سنوات طويلة من الصمت لم يكشف حقيقة

أشرف مروان؛ لكي يُثبت مدى دوره في حرب أكتوبر، وإنقاذًا لسمعته التي تلوثت لسنوات طويلة.

تم نسخ الرابط