رئيس التحرير
محمود سعد الدين
الرئيسية حالا القائمة البحث

وزير الزراعة يكشف حقيقة أزمة الفراولة: ارتفاع كبير في الطلب العالمي والأسعار تعاود الصعود قريبًا

حقيقة أزمة الفراولة
حقيقة أزمة الفراولة

أكد السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن ما يتداوله بعض المزارعين بشأن انخفاض أسعار الفراولة وتراجع العائد الاقتصادي للمحصول يعود إلى التبكير غير المعتاد في نضج الفراولة، نتيجة موجة الحرارة المرتفعة التي شهدتها البلاد مؤخرًا، وهو ما تسبب في زيادة مفاجئة في المعروض خلال بدايات الموسم.

وأوضح الوزير، عبر مداخلة هاتفية، أن تكلفة فدان الفراولة مرتفعة بطبيعتها منذ سنوات، إلا أن زيادة الإنتاج المبكر هذا العام أدت إلى تذبذب الأسعار في الأيام الأولى، قبل أن يبدأ السوق في التعافي مع دخول المصانع والمصدّرين وارتفاع الطلب محليًا ودوليًا.

وقال وزير الزراعة إن الأيام الماضية شهدت بالفعل ارتفاعًا في أسعار الفراولة التي اشترت بها الشركات المختلفة، موضحًا أن سعر الفراولة من صنف الدِبكيور بلغ 550 جنيهًا، فيما سجل صنف "مصر الخضراء الإنجليزية" 3500 جنيه. وأضاف أن صنف فريش كوكس وصل إلى 450 جنيهًا، بينما تراوحت أسعار صنف العربي المحسن بين 160 و200 جنيه.

كما ارتفع سعر الكرتون العربي من 80 إلى 90 جنيهًا، في حين زادت أسعار الفروشات لتسجل 20 جنيهًا لبعض الأصناف، و22 إلى 23 جنيهًا لأصناف أخرى، ووصل سعر الفست إلى 25 جنيهًا. وأكد الوزير أن هذه الأسعار تمت بالفعل وأن الشركات تعاقدت بناء عليها خلال الأيام الأخيرة.

وأعرب  الوزير أن أسباب التذبذب ترجع إلى الموجة الحارة التي استمرت نحو عشرة أيام في بداية الموسم، والتي أدت إلى نضج مبكر لمحصول الفراولة قبل موعده الطبيعي، ما تسبب في طرح كميات كبيرة دفعة واحدة في الأسواق، في ما يُعرف بالتبشيرة الأولى.

وأشار إلى أن الفراولة تُعد من أكثر المحاصيل حساسية للتغيرات المناخية، وأن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في نضج مبكر لنحو ثلاثة إلى أربعة في المئة من الإنتاج، وهو ما أثار قلق المزارعين بعد رؤيتهم لكميات كبيرة تُطرح في بداية الموسم.

وأكد الوزير وجود ارتفاع واضح في الطلب العالمي على الفراولة المصرية، مشيرًا إلى أن حجم التصدير سجل زيادة بلغت حوالي 25 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وأضاف أن عدد الدول المستوردة للفراولة المجمدة المصرية ارتفع من 70 إلى 86 دولة هذا العام، موضحًا أن بعض الدول، مثل تركيا، زادت حصتها بنسبة 250 في المئة، بينما زادت روسيا وارداتها بنسبة 150 في المئة. كما لفت إلى أن عددًا من مصانع التجميد، ومنها مصانع إيجي فورست والبنا وأبو عميرة، بدأت التشغيل الفعلي، وهو ما يعزز الطلب على المحصول خلال الأيام المقبلة.

وأشار الوزير إلى وجود توسع كبير في زراعات الفراولة هذا العام، حيث ارتفعت المساحة المزروعة من 50 إلى 55 ألف فدان، بزيادة تراوحت بين 20 و25 في المئة. كما ارتفعت إنتاجية الفدان بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة، نتيجة التوسع الأفقي والرأسي في الزراعة، وتطبيق نظم الري الحديثة، وتحسين الإرشاد الزراعي، وارتفاع جودة المحصول، وهو ما أسهم في زيادة المعروض خلال بداية الموسم.

وطمأن وزير الزراعة المزارعين، مؤكدًا عدم وجود أزمة حقيقية، وأن ما حدث هو وضع طبيعي مرتبط ببداية الموسم، التي غالبًا ما تشهد تذبذبًا في الأسعار، مشيرًا إلى أن "الطلبات التصديرية مرتفعة جدًا، والمصانع بدأت تشغيل خطوط الإنتاج، وخلال أيام قليلة ستظهر أسعار أعلى بكثير".

وأضاف أن هذا السيناريو سبق حدوثه في محاصيل أخرى حساسة للتغيرات المناخية، مثل الطماطم، مؤكدًا أن السوق يتجه نحو الانضباط، وأن المزارعين سيلاحظون تحسنًا واضحًا في الأسعار خلال فترة قصيرة مع استمرار موسم التجميد والتصدير.

          
تم نسخ الرابط