احتجاجات مناخية تشلّ ميناء نيوكاسل الأسترالي وتؤدي لاعتقال 21 ناشطاً
تسبّبت احتجاجات نظّمها نشطاء المناخ قبالة الساحل الشرقي لأستراليا، الأحد، في تعطيل واسع لعمليات ميناء نيوكاسل، أحد أكبر موانئ تصدير الفحم في البلاد، ما دفع السلطات إلى توقيف 21 شخصاً. ويُعد هذا التحرك الثاني من نوعه خلال يومين، في تصعيد لافت للضغط الشعبي بشأن ملف المناخ.
كيف عطّل المحتجون حركة السفن؟
أفادت مجموعة “رايسينغ تايد” المعنية بشؤون المناخ، بحسب صحيفة الجارديان، أن مئات المشاركين استخدموا قوارب الكاياك ودخلوا الممر البحري منذ ساعات الصباح الأولى، بهدف اعتراض مسار السفن.
ويُعتبر ميناء نيوكاسل، الواقع على بُعد 170 كم شمال سيدني، أكبر ميناء للشحنات الضخمة على الساحل الشرقي، في بلد يحتدم فيه الجدل حول سياسات المناخ.
وأوضح متحدث باسم الميناء أن حركة الشحن توقفت بالكامل، مشيراً إلى اضطرابات أثّرت على شحنات الألومينا المتجهة إلى مصهر “توماجو”، وهو أكبر منشأة لصهر الألومنيوم في أستراليا، كما مُنعت سفينة فحم من الدخول لأسباب تتعلق بالسلامة نتيجة وجود المحتجين في المياه.

عدد الموقوفين: 21 ناشطاً
قالت الشرطة الأسترالية إن 21 متظاهراً تم توقيفهم ووجّهت إليهم اتهامات بارتكاب “مخالفات بحرية”.
وفي سياق متصل، ذكرت “غرينبيس أستراليا والمحيط الهادئ” أن ثلاثة من ناشطيها صعدوا إلى متن سفينة فحم قرب الميناء، مما تسبب في تعطيلها ضمن ما وصفته المنظمة بـ”احتجاج سلمي”.
تصعيد مرتقب في الاحتجاجات
أشار جو رافالوفيتش، رئيس قسم المناخ والطاقة في غرينبيس، إلى أن آلاف المشاركين يستعدون لتنظيم المزيد من التحركات خلال الأسبوع الجاري.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد يوم واحد من تحرك مشابه في نيوكاسل أجبر سفينة قادمة على تغيير مسارها، وأسفر حينها عن 11 اعتقالاً. وشهد الميناء العام الماضي احتجاجاً استمر عدة أيام وانتهى باعتقال 170 محتجاً.
ويظل الفحم أحد أبرز صادرات أستراليا إلى جانب خام الحديد، رغم التزام الحكومة بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تُظهر هذه الاحتجاجات المتصاعدة مدى حساسية ملف المناخ في أستراليا، حيث تتقاطع مصالح صناعات التصدير الكبرى مع مطالبات متزايدة بتسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة. ومع استمرار الحراك الشعبي، يبدو أن المواجهة بين نشطاء المناخ والسلطات لن تهدأ قريباً


جوجل نيوز
واتس اب