أسامةالخضيري أصغر حَكَم في أكبر مسابقات البرمجةبالعالم العربي وإفريقيا
أسامة الخضيري… من طالب ثانوي إلى أصغر حَكَم في أكبر مسابقات البرمجة بالعالم العربي وإفريقيا
في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة النسخة الحالية من مسابقة البرمجة الجامعية العربية والإفريقية ACPC، يبرز اسم الشاب المصري أسامة أيمن الخضيري العفيفي كواحد من أبرز الرموز الشابة في عالم البرمجة خلال السنوات الأخيرة. لكن مشاركة أسامة هذا العام تختلف تمامًا عن مشاركاته السابقة؛ فبعد أن كان أحد أصغر المتسابقين في تاريخ المسابقة، يعود اليوم كحَكَم ومُعدٍّ للمسائل، ليصبح أصغر حكم في تاريخ البطولة.
هذا التحوّل بين مقعد المتسابق ومقعد الحكم يفتح بابًا واسعًا للحديث عن الرحلة المذهلة لشاب استطاع، رغم صغر سنه، أن يحجز لنفسه مكانًا بين نخبة المبرمجين في العالم العربي وإفريقيا، وأن يثبت أن الموهبة حين تمتزج بالعمل المتواصل تصنع مسارًا استثنائيًا.
---
من بدايات استثنائية إلى منصة العالمية
يُعدّ أسامة واحدًا من القلائل الذين اقتحموا مسابقات البرمجة الكبرى قبل السن الأكاديمية المسموح بها. ففي عام 2018، ورغم أنه كان لا يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، حصل على استثناء رسمي للمشاركة في ACPC التي تُخصص عادة لطلاب الجامعات فقط.
لم يكتفِ بالظهور المشرف، بل نجح مع فريقه في تحقيق الميدالية الذهبية لعدة مواسم متتالية، في إنجاز جعل اسمه معروفًا داخل مجتمع البرمجة التنافسي في المنطقة.
تزامن ذلك مع حصده ميداليتين برونزيتين في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية (IOI)، إلى جانب تتويجه بطلاً في الأولمبياد المصري للمعلوماتية (EOI)، وهي مسابقات تُعد بمثابة “نقطة انطلاق” نخبة مبرمجي العالم.
---
دراسة عالمية… وخبرة عملية في كبرى شركات التكنولوجيا
اختار أسامة أن يكمل طريقه الأكاديمي في واحدة من أبرز الجامعات العالمية في علوم الكمبيوتر والرياضيات:
جامعة Waterloo الكندية، التي تُعد منارة عالمية في مجال علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي وعلوم التشفير.
ورغم كونه لا يزال طالبًا، فقد نجح خلال سنوات قليلة في العمل داخل شركات تكنولوجية عالمية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، بينها:
Axiom – نيويورك
Waabi – كندا
Jane Street – بريطانيا
هذه الخبرات منحته قدرة استثنائية على الربط بين مهارات المسابقات البرمجية والعمل الواقعي في الشركات المتقدمة تكنولوجيًا.
---
من متسابق إلى حَكَم… أسامة يستعد لمرحلة جديدة
حول مشاركته في نسخة هذا العام من ACPC يقول أسامة:
> «هشارك في مسابقة الـ ACPC كحَكَم بعد ما كنت متسابق فيها من سنين. دوري هيكون وضع مسائل أصلية والمساهمة في إعدادها. بصراحة حاسس بمسؤولية كبيرة إن المسابقة تطلع بأعلى درجات الدقة والعدالة.»
هذا الانتقال إلى عالم التحكيم يتطلب خبرة تقنية عالية، ودقة في فهم خوارزميات الحلول، وقدرة على تصميم مسائل قادرة على التمييز بين المستويات المختلفة من المتسابقين. وهي مهارات اكتسبها أسامة عبر سنوات من العمل الأكاديمي والمنافسات والاحتكاك بالخبرات الدولية.
---
شغفه بالتشفير… وتخصص المستقبل
على مدار تدريبٍ عملي قضاه في شركة Axiom بنيويورك عام 2024، وجد أسامة نفسه أمام عالم جديد فتح له شغفًا مختلفًا: تكنولوجيا التشفير Zero-Knowledge Proofs، وهي إحدى أكثر التقنيات تقدمًا في عالم الأمن السيبراني والبلوكتشين.
يقول أسامة:
> «الحاجة اللي أنا مهتم بيها دلوقتي هي تكنولوجيا التشفير Zero-Knowledge Proofs لأنها من التقنيات اللي شايف إنها هتغيّر طرق تعاملنا مع التكنولوجيا في المستقبل. المجال مناسب لي جدًا لأنه بيجمع بين اهتمامي بالرياضيات والتشفير من ناحية، واهتمامي بالأنظمة والخوارزميات من ناحية تانية.»
وبعد تخرّجه، سيعود أسامة إلى Axiom كمهندس أساسي في فريق يعمل على تطوير حلول متقدمة قائمة على هذه التقنية، ليبدأ مرحلة مهنية مبكرة في أحد أكثر المجالات التقنية المطلوبة عالميًا.
---
بين البرمجة الاحترافية والمسابقات… علاقة أقوى مما يبدو
يرى أسامة أن مسابقات البرمجة كانت الأساس الذي بنى عليه مستقبله المهني:
> «في مسابقات البرمجة اتعلمت أجزّأ المشكلة، وأفكر في خوارزمية ذكية وفعّالة. في شغلي الاحترافي بستخدم نفس أسلوب التفكير… مشاركتي في الأولمبياد المصري والدولي كانت نقطة البداية اللي خلتني أكمل الطريق ده.»
هذا الربط بين عالم المسابقات والعمل الاحترافي هو ما يجعل تجربته نموذجًا يُحتذى به للشباب المهتمين بمجال البرمجة.
---
رسالة أسامة للشباب: البداية ممكنة… والنجاح يحتاج صبر
يختتم أسامة حديثه برسالة بسيطة ومباشرة:
> «أي حد عنده شغف بالبرمجة يقدر يبدأ… الموضوع محتاج تدريب وصبر، بس النتائج بتيجي مع الإصرار. المهم إن الشخص يكمّل ويتعلم كل يوم حاجة جديدة.»
---
خلاصة
قصة أسامة الخضيري ليست مجرد سيرة نجاح فردي، بل نموذج مصري وعربي ملهم يُثبت أن الاستثمار في الطاقات الشابة قادر على خلق عقول تحمل اسم بلادها في أكبر منصات التكنولوجيا العالمية.
من طالب ثانوي يطمح للمشاركة في مسابقة محلية، إلى أصغر حكم في تاريخ أكبر مسابقات البرمجة في الوطن العربي وإفريقيا، يواصل أسامة كتابة فصل جديد في رحلة مهنية واعدة، تقوده بخطى ثابتة نحو العالمية.


جوجل نيوز
واتس اب