بدأت بصافرة الغربال ،وانتهت بقذيفة قفشة.. الذكرى الخامسة للقاضية ممكن
تحل الليلة الذكرى الخامسة لنهائي دوري أبطال أفريقيا 2020 بين الأهلي والزمالك ،فيما عرف بنهائي القرن ،والنهائي الأول بين الفريقين في تلك البطولة .
وتحظى البطولة بذكرى قد تكون الأفضل لجماهير القلعة الحمراء ،والاسوأ لمشجعي الفارس الأبيض ،لما حملته المباراة من اهتمام اعلامي وشحن جماهيري وسياق الفريقين قبل المباراة .
موقف الأهلي قبل البطولة
قد يعتقد البعض أن الفرحة المبالغ فيها ليلة السابع والعشرين من نوفمبر من جماهير الأهلي مقتصرة على فكرة الفوز بالبطولة أو كونها ضد الغريم التقليدي ،ولكن السياق حكم على تلك الليلة أن تخلد في التاريخ لما حمل جماهير القلعة الحمراء قبلها من معاناة ،وبعدها من فرحة لا تنسى.
ففي عام 2017 بدأ الأهلي رحلته الحقيقة في البحث عن اللقب الغائب منذ 2013 ،فبعد بطولة عظيمة من حسام البدري مدرب الأهلي _حينها_ أقصى فيها الترجي التونسي من قلب رادس ،وأنهى على النجم الساحيلي بسداسية في نص النهائي ،وليالي ملاح عاشتها الجماهير لم ينقصها إلا البطولة ضاعت آمالها بعد نهائي الوداد والتعادل الإيجابي 1-1 في مصر والخسارة في كازابلانكا 1-0 ..لتتحول البطولة الأقوى للأهلي إلى كابوس في ليلة لن يحب عشاق القلعة الحمراء تذكرها .

ولكن سرعان ما عاد المارد الأحمر إلى مضماره الحقيقي ، وتعاقد مع المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون ليعود مجددا الى المبارة النهائية بعدما أقصى وفاق سطيف الجزائري في نصف النهائي ،وأصبح على أهبة الاستعداد لمواجهة الترجي التونسي .
ضد بطل تونس ،بقى الحلم قريبا ،وباتت الآمال تتحول لواقع بثلاثية مقابل هدف وحيد في المباراة الأولى في مصر ،ولكن كما يحدث في الأفلام ..كلما اقترب البطل من النهاية يتدخل السياق الدرامي وتأبى الأقدار من أن يلمس البطل حلمه ،فيتحول الامل إلى كابوس ويخسر الأهلي النهائي في رادس بثلاثية نظيفة ،وباتت الصورة سوداء وظن الجميع أن الأهلي قد انتهى ..ولكن الأسوأ لم يأتي بعد .

وحل عام 2019 بنفس الأحلام ونفس الآمال ولكن بكثير من الصدمات ،فخسارة نهائيين متتاليين ليس بالأمر الهين ،والإفاقة من تلك الإخفاقات ليست مسألة سهلة .
ولكن حينما كان يحاول الأهلي استعادة ثقته في نفسه، إذ بخماسية صن داونز تنهي على كل شيء ،وما كان يحاول الفريق بناءه هدم ويكأن لم يكن للمارد الأحمر بناء ولا تاريخ .
وفي 2020 ومع مدرب سوسري جديد يدعى رينيه فايلر ،عاددت الآمال ،وعادت أصوات المشجعين مرة أخرى (أفريقيا يا أهلي ،أفريقيا يا أهلي )، وكان كل شيئ يدعو للتفاؤل .. الأهلي تخطى نكسة صن داونز والفريق متسيد الدوري والأمور على ما يرام .
وجاءت لحظة الثأر من الفريق الجنوب أفريقي في دور ربع النهائي من البطولة ،فوز في مصر بثنائية ،وتعادل في بريتوريا إيجابيا وتأهل من قلب ملعب صن داونز .
ولأن الحياة ليست سهلة ،واللحظات التاريخية تكتب من قلب المعاناة والعقبات ،حلت كرورنا ورحل فايلر ،وأصبح الأهلي في مأزق خسارة اللقب وعادت مرحلة الشك، ولكن لمن يراودهم الشك أنتم على الطريق الصحيح .
تعاقد الأهلي مع بيتسو موسيماني ،وتجاوز عقبة الوداد بفوز في كازا والقاهرة بخماسية في مجموع اللقاءين ،واستكمال الثأر بعد خسارة فاينل 2017 .
حتى جاءت لحظة الحسم"ليلة السابع والعشرين من نوفمبر" وعلى الجهة المقابلة الغريم التقليدي في أوج فتراته مدججا بالنجوم الأجانب مثل ساسي وبن شرقي وأوناجم ومحلي مثل زيزو وأبو جبل وغيرهم محملين بآمال استعادة اللقب الغائب عنهم من 2002.

فتحولت البطولة من كونها بطولة قارية ،لمعركة إثبات ذات ، ومحاولة لإعلاء تاريخ أحد الفريقين ومحو الآخر ..كانت المعنى الحرفي لأكون أو لا أكون .
وبدأت الليلة بصافرة الغربال ،وانتهت بقذيفة قفشة لتبقى تلك الذكرى لا تنسى ،وتردد من جيل إلى جيل حتى أصبحت عيدا قوميا لجماهير القلعة الحمراء ،وإحياء ذكراها من الموروثات ،ولا توجد مقولة خالدة في تاريخ الاهلي الى (القاضية ممكن ،القاضية ممكن ).


جوجل نيوز
واتس اب