رئيس التحرير
محمود سعد الدين
الرئيسية حالا القائمة البحث

بعد الإلغاء الكامل.. دائرة أول الرمل تبدأ من الصفر وسط سباق هو الأشرس بالإسكندرية

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات

بعد الإلغاء الكامل.. دائرة أول الرمل تبدأ من الصفر وسط سباق هو الأشرس بالإسكندرية

شهدت الدائرة الثانية «قسم أول الرمل» بمحافظة الإسكندرية تحولًا سياسيًا مهمًا بعد قرار الهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء النتيجة الكاملة للانتخابات البرلمانية وإعادتها من جديد، وهو القرار الذي أعاد ترتيب المشهد الانتخابي في واحدة من أكثر دوائر الإسكندرية سخونة وتنافسًا. جاء هذا الإلغاء عقب قبول عدد من الطعون، وفي مقدمتها الطعن المقدم من اللواء عفيفي كامل، نائب الرمل الأسبق، والذي استند إلى وجود مخالفات مؤثرة في سير عملية التصويت، وهو ما دفع الهيئة الوطنية لاتخاذ قرار حاسم بإعادة الانتخابات حفاظًا على النزاهة واحترامًا للإرادة الشعبية.

ورغم أن عدد المرشحين في الدائرة يبلغ ١٦ مرشحًا، إلا أن الواقع الانتخابي يضع خمسة أسماء  في مقدمة المشهد، نظرًا لحضورهم السياسي وقاعدتهم الجماهيرية الكبيرة، وهم: عمر الغنيمي، أحمد  عبد المجيد، حازم الريان، اللواء عفيفي كامل، ومحمود عسكر. وتشير النتائج التي تم إعلانها قبل الإلغاء إلى أن هؤلاء الخمسة كانوا أصحاب التأثير الأكبر داخل الدائرة، وأن المنافسة في الإعادة ستتركز عليهم بشكل رئيسي.

وكانت النتائج الملغاة قد أظهرت تفوق المرشح أحمد عبد الجواد عبد المجيد الذي تصدر الحصر العددي بحصوله على 51857 صوتًا، يليه النائب عمر الغنيمي الذي حصل على 50912 صوتًا، ثم المرشح حازم الريان ممثل حزب حماة الوطن بعدد 48837 صوتًا. ورغم التقارب الواضح بين المرشحين الثلاثة، فإن إعادة الانتخابات تعني أن الجميع سيبدأ من نقطة الصفر، ما يجعل المشهد المقبل مفتوحًا على احتمالات عديدة.

النائب عمر الغنيمي: حضور شعبي وتركيبة انتخابية قوية

يمثل النائب عمر الغنيمي أحد أبرز الأسماء في دائرة الرمل، نظرًا لما يتمتع به من شعبية واسعة ووجود فعّال في الشارع. يعتمد الغنيمي على سجل واضح من الخدمات والتواجد الميداني، وهو ما جعله يحتفظ بمكانته كأحد أقوى المرشحين رغم قرار الإعادة. ويدخل الغنيمي السباق الجديد بثقة كبيرة لدى أنصاره الذين يعتبرونه أحد المرشحين الأقرب لتمثيل الدائرة تحت قبة البرلمان.

أحمد  عبد المجيد: المتصدر وصاحب القوة التنظيمية

يتصدر أحمد عبد المجيد قائمة المرشحين من حيث عدد الأصوات قبل الإلغاء، وهو ما يعكس قوة تنظيمية ودعمًا جماهيريًا واسعًا. ويُنظر إليه باعتباره من المرشحين أصحاب الأداء الانتخابي المتماسك، وقدرته على جذب أكبر كتلة تصويتية خلال الجولة السابقة تجعله مرشحًا قادرًا على المنافسة بقوة خلال الإعادة.

حازم الريان: صعود انتخابي ودعم ملحوظ

استطاع حازم الريان تحقيق حضور ملحوظ خلال الانتخابات الأخيرة، حيث شكّل رقماً صعبًا في المنافسة عبر عمل تنظيمي واضح وقاعدة شعبية متزايدة. ويُعد الريان أحد الأسماء التي تمتلك القدرة على خلط الأوراق في الإعادة، خاصة مع ارتباطه بمجموعة من الملفات الخدمية والمبادرات التي أكسبته ثقة شريحة واسعة من الناخبين.

اللواء عفيفي كامل: نائب سابق وعودة قوية إلى الواجهة

عودة اللواء عفيفي كامل إلى السباق بعد قبول طعنه أعادت التوازنات السياسية داخل الدائرة إلى مسار مختلف. يمتلك عفيفي تاريخًا برلمانيًا طويلًا وقاعدة انتخابية راسخة، فضلًا عن حضوره المعروف في الدائرة. ويعتبر كثيرون أن قبول طعنه لم يكن مجرد خطوة قانونية، بل إشارة إلى استمرار تأثيره السياسي في الدائرة.

محمود عسكر: مرشح شعبي بخبرة انتخابية ممتدة

يحظى محمود عسكر بثقل جماهيري واضح، خاصة في المناطق الشعبية التي يعرفها جيدًا. سبق لعسكر الوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات السابقة، ما أكسبه خبرة ميدانية وقدرة على إدارة حملات انتخابية قوية. ويُعتبر أحد أبرز المنافسين القادرين على تحقيق نتائج مؤثرة في جولة الإعادة المقبلة.

وفي إطار إعادة الانتخابات، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمني الرسمي لهذه العملية، حيث تُجرى الانتخابات في المرحلة الأولى خارج مصر يومي 1 و2 ديسمبر وداخل مصر يومي 3 و4 ديسمبر على أن تعلن النتيجة في 11 ديسمبر، بينما تقام جولة الإعادة خارج مصر يومي 24 و25 ديسمبر وداخل مصر يومي 27 و28 ديسمبر، على أن يتم إعلان النتيجة النهائية لجولة الإعادة في 4 يناير 2026. هذا الجدول الزمني المكثف يعكس حرص الدولة على عدم تعطيل الاستحقاق البرلماني، والالتزام الكامل بضمان حق الناخب في اختيار من يمثله.

ومع بدء العد التنازلي لإعادة الانتخابات، تبدو دائرة أول الرمل مقبلة على معركة انتخابية جديدة ربما تكون أكثر سخونة من الجولة السابقة. فوجود خمسة مرشحين يمتلكون تأثيرًا جماهيريًا حقيقيًا يجعل المنافسة مفتوحة، ويدفع كل مرشح إلى إعادة صياغة استراتيجيته الانتخابية في محاولة للفوز بثقة الناخبين. ومع ترقب واسع من أهالي الرمل، تبقى الأيام المقبلة شاهدة على واحدة من أهم الجولات الانتخابية في الإسكندرية خلال السنوات الأخيرة.

          
تم نسخ الرابط